كيف تتعاملين مع الشخصية المستفزه في العمل

من الصعب أن ننجح في تكوين علاقات جيدة مع كل الذين نعمل معهم وخاصة عندما يعاملك أحد زملائك في العمل بأستفزاز وخبث. ففي الكثير من الأحيان قد تكون مجبراً على العمل مع زميل لك لا ينفك عن توجيه الانتقادات لك، وقد تجد صعوبة في كيفية الرد عليه. وبعض الناس يشعرون برغبة عارمة في الرد بسلوكهم العدواني على أمل أن يقف هذا الشخص المستفزّ عند حدّه من تلقاء نفسه، بينما يجد آخرون أنفسهم مضطرّين للرد عليه بالمثل.
التقى موقع "الجميلة" بالمستشارة التربوية والأسرية والنفسية الدكتورة نادية نصير، لسؤالها عن كيفية التعاطي مع هؤلاء الأشخاص المستفزّين.

 


تعريف علم النفس للشخصية المستفزة

هي الشخصية التي يهدف صاحبها إلى إثارة ما في نفس الطرف الآخر قولاً وفعلاً، لعلمه في أغلب الأحيان ما هي نقاط ضعفه، وما الذي يزيد من عصبيته، فيبدأ بفعل أشياء عن قصد.
 

 

 

لماذا يصبح الشخص مستفزّاً؟

- قد يعود السبب لإخفاء نقص ما بداخله، فهو عادة محبّ لذاته، ويعلوه الغرور والتكبّر، ولا يحبّ الخير للناس، ويميل إلى السيطرة، ولديه الغيرة الشديدة من الناجحين فيحاول تحطيمهم وإحباطهم.
- يحب الشخص المستفز لفت الإنتباه، فهو يلجأ إلى كلّ الطرق التي تلفت إنتباه من هم حوله، حتى أنّ البعض يترقّب ما الذي سيصدر منه، والبعض الآخر يظلّ قلقاً مما سيفعل، أو سيقول، فتصيبهم الحيرة والإرتباك.
- يريد الشخص المستفز إثبات تميّزه بطريقة سلبية، فقد يتعمّد السخرية من الذين حوله ويفترض أنّهم أقلّ منه درجة.
- قد يكون لديه حزازة وضغينة مسبقة لأي شخص، لذلك يلجأ لاستفزاز من يكنّ لهم هذا الشعور. فقد يمرّر موقف بسهولة، وينتظر الفرصة لكي يقلب الطاولة على من تسبّب له بهذا الموقف لكي يشعر بالانتصار.

 

 

فنّ التعامل مع الشخصية المستفزّة

عند التعامل مع هذه الشخصية يجب أن يكون ذلك بطريقة صحيحة، لأنّ كلّ فعل له، نردّ بمقابله فعلاً معاكساً. لذا يجب أن نستخدم فنون الردّ الأنسب هنا.

 

 

طريقة بعض الأشخاص في التعامل مع الشخصية المستفزّة

ينقسم معظم الناس، عند التعامل مع هذه الشخصية إلى قسمين:
1.    القسم الأول: يقابل المستفزّين بشكل استفزازي، ويقوم بالردّ بصورة أغلظ، ذلك محاولة للتخفيف من الأذى الذي تعرّض له. هذه الطريقة تزيد المشاحنة والإثارة والعصبية، وهنا يصل المستفزّ إلى النتيجة التي كان يريدها، وهي تعكير مزاجك، وإتلاف أعصابك، وعندها يشعر بالسعادة والانتصار.

2.    القسم الثاني: يتجنّب هذه الشخصية المستفزة ويبتعد عنها، ولا يعطيها بالاً أو أي اعتبار. ولكن قد تنجح هذه الطريقة في بعض الأحيان، إنما المستفزّ سيشعر أيضاً بالانتصار، وأنّ الذي أمامه ضعيف، وفي الحالتين أنت في خطر، وخصوصاً لو كان المستفز هو رئيسك في العمل.

 

اقرئي ايضا:

 كيفية رفض بعض المهمات في العمل من دون نتائج سلبية 

 

 

الطريقة الصحيحة للتعامل مع الشخصية المستفزّة

-    النظر للشخص بجدّية دون عمل إعتبار له، مع إظهار ثقتك بنفسك أمام عينيه. ثم تكرار الكلمات والعبارات التي قام بها.
-    طرح عليه أسئلة مثل: ماذا تقصد بذلك؟ ما النية التي بداخلك؟ ما علاقتي بما تقول؟؛ بالطبع يجب أن تكون هذه الأسئلة حسب المواقف والمواضيع المطروحة، ثم انتظر الردّ، وبالتأكيد لن تجد الإجابة، لأن إجابته هي التي لن ينطقها، أنه مجرد استفزاز. بذلك تكون قد تجنّبت العصبية وتعكير المزاج.

 

 

سلبيات الشخصية المستفزة في العمل

-    هذه الشخصية لا يحبها الناس ويحاول الجميع الابتعاد عنها وتجاهلها، فيجد صاحب هذه الشخصية نفسه وحيداً وليس لديه أصدقاء، لا في العمل ولا خارج العمل، ويبغضه جميع العاملين معه ولا يذكره أحد بالخير.
-    انعكاس المعاملة السيئة المستفزة على العمل تكون نتائجها غير مرضية، خاصة على صعيد إنتاجية الموظفين، فهم يأتون إلى العمل من أجل لقمة العيش، فيقل عطاؤهم ولا يستخدمون قدراتهم ومهاراتهم، لأنّهم محبطين من معاملة الرؤساء.
 

اقرئي ايضا:

الترقية في العمل و6 مفاتيح اساسية لتطوير الذات 

 

 

هل هناك استفزاز إيجابي؟

نعم اذا كان الإستفزاز المقصود منه تحفيز الشخص على القيام بعمل ما في مصلحته ومصلحة العمل، ويكون هناك إيجابية وراء الإستفزاز على حسب الهدف المراد تحقيقه. وأن يكون إيجابياً لناحية إثارة الدوافع لتنمية القدرات والمهارات والحث على التقدم والتطوير الذاتي والتطوير العام. هذا النوع من الإستفزاز يقرّه علماء النفس ضمن التعزيز الإيجابي بعد النجاح، مثل الترقيات والمكافآت وشهادات الشكر والتقدير. ويجب أن ترفق بتوضيح أن المواقف المستفزة كانت لصالح الفرد والصالح العام في العمل.

 

انتبهوا!


كما يجب أن نعرف حقيقة أخرى، هي أنّ ليس كلّ من يستفز يكون عن قصد، ربما هناك الكثير من البشر الذين ليس لديهم ذكاء اجتماعي، فيستفزون من حولهم بدون قصد، لذلك يجب أن نكون حذرين في تصنيف البشر.  

 

 

اقرئي ايضا:

المدراء في العمل 5 فئات

 

أضف تعليقا
المزيد من عمل وتطوير