مصمم المجوهرات عبد الاحد بنغازي : الحلي المغربية أصيلة تواكب الموضة

يعد عبد الاحد بلغازي أحد المصممين المبدعين الذين اقتحموا عالم الأزياء والمجوهرات معا بلمسة مغربية اصيلة، فهو ينتمي لعائلة فاسية عريقة ورثت صنعة القفطان والحلي، وهي العائلة التي تملك متحفا خاصا للازياء والحلي التقليدية. درس عبد الاحد فن الديكور الداخلي ،لكنه وجد نفسه منساقا لحرفة ابيه واجداده وقرر ان يطلق علامة خاصة به في الأزياء التقليدية وكذلك الحلي .وعن تصميم المجوهرات يقول ل"الجميلة":

 

عبد الاحد بلغازي


"يتميز الحلي المغربي بالزخرفة  بما نسميه التوريق او الفلورال والتسطير. فكل المجوهرات المغربية تتميز بهذه الخاصية، ويمتاز ايضا بصياغة مغربية اصيلة تتمثل في فن النقش والتشبيك او التخرام كما يسمى في المغرب ، وهي تقنيات قديمة مازالت تستعمل في  صياغة المجوهرات .ويُلاحظ على المجوهرات المغربية انها ثقيلة وغنية بالزخارف وتستعمل فيها تقنيات عديدة تقليدية مثل ليماي وصياغة الاحجار  والنقش والنييلاج". 

 

اساور مغربية


ويضيف قائلا عن الفرق بين الحلي العربية و المغربية : "ثمة تنوع كبير حسب مناطق المغرب يعني مجوهرات فاس مثلا ليست شبيهة بمجوهرات مراكش ،كما يتميز المغرب  بحلي الامازيغ الذي نجده في مناطق مختلفة ويلهم الكثير من المبدعين، مثلا في مدينة الصويرة وسط جنوب المغر نقف على اشكال وتصاميم لاتشبه باقي المناطق بحكم التفاعل التاريخي لحضارات قديمة. كما تشتهر منطقة تازناخت الصحراوية بمجوهرات فريدة في الاشكال ونوعية الأحجار المستعملة فيه.فكل منطقة لها بصمتها في الحلي وبأسماء مختلفة مثلا اللبة المعروفة كإكسسوار للعنق من فاس، وقد اصبحت اليوم مطلوبة عاد اليها الصناع المغاربة الذين استلهموا منها افكارا اخرى لتصاميمهم العصرية ،هناك "الطويير" وهي من المجوهرات التي تعود للقرن 14وهي طريقة قديمة في تطوان شمال المغرب على شكل طائر من ذهب ،وعيونه من الزمرد يصاغ بطريقة التخرام والايماي ويكون على شكل عقد وهناك تاج يصنع بنفس الزخارف أيضا. وفي مدينة الصويرة هناك تميز من خلال ابداعهم شكل الخميسة او مايسمى عند الفرنسيين بيد فاطمة وهناك اشكال اخرى ابداعية تنهل من تاريخ المدينة".

خميسة مغربية بتوقيع بلغازي

 

اقرئي ايضاً: مصممة المجوهرات خلود عرب في رحلة نجاح وراء مقود لكزس LC 500

 

وعن التغيير الذي حصل بين الامس واليوم يقول عبد الاحد بلغازي :"حدث التغيير بشكل كبير ،حيث تم التخفيف من الثقل الذي كانت تتسم به المجوهرات القديمة لاجل مسايرة الموضة ،وحتى تخفيف التكلفة المادية ،لكن اللمسة المغربية تحضر رغم التغيير بشكل يتماشى مع روح العصر،ويؤكد بلغازي أن هناك تشبث بالمجوهرات التقليدية دائما واقبال عليها ، ولقد منح التطور الصائغ والحرفي من اعداد اشكال متعددة في وقت وجيز، بدل ماكانت قطعة واحدة من الحلي تتطلب منه وقتا مضنيا ، أما الان فالآلات منحت فرصا للإبداع بشكل اكبر واوسع".

عقد تقليدي من تصميم بلغازي

أما زينة العروس المغربية فيعتبرها بلغازي من اجمل عروسات العالم لأنها تتميز بالقفطان والحلي الاصيلة ، وهما مكملان ويمنحانها مظهرا متناغما ، ولكل عروس خصوصياتها حسب تقاليد المغرب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ،ففي فاس مثلا تمتاز بنخوة التاج واللبسة الكبيرة المصنوعة بالبروكارالمعروفة بين اهل فاس والمدجة التي تكون في الصدرية تكون بالذهب تزينها زمردة كبرى التي نسميها "البلوطة". ويتابع :" هناك زي العروس التطواني في الشمال ، وطبعا فستان العروس العصري الذي ترافقه مجوهرات عصرية ،ولكن تبقى العروس المغربية متميزة بالحلي الاصيلة المغربية التي بدونها لايستقيم عرس مغربي ،وطبعا هناك اجتهاد واسع من مزينات العرائس اللائي يتفنن في اقتراح مجوهرات مختلفة تقليدية او تسلهم من الاصالة مع ادخال مجوهرات عصرية خالصة لارضاء كل الاذواق". وبحسب بلغازي " دون أن اغفال العروس المغربية الامازيغية التي تتمتع بمجوهرات خاصة مثل الخلالة  التي تزين عادة زي العروس وأساور شمس وقمر التي تمزج بين الذهب والفضة ،فالشمس ترمز للذهب والقمر هو الفضة، خاصة في مناطق تازناخت وأكذزجنوب المغرب دون أن ننسى الحلي المتنوع الذي يميز نساء الصحراء المغربية".  

 

عقد من الحريروالذهب والاحجار الكريمة

أضف تعليقا
المزيد من مقابلات