قوتشي: دار أزياء عالمية تنشر مفهوم الحياة الجميلة حول العالم 

مع اقتراب عرض فيلم The House of Gucci للمخرج ريدلي سكوت أبدت أسرة غوتشي اعتراضها على الفيلم الذي تناول قصة موريزيو غوتش Maurizio Gucci رئيس دار غوتشي للأزياء في 1995 والذي اتهمت طليقته بقتله وخكم عليها بـ 29 سنة. هذا الفيلم يطرح تزامناً مع الذكرى الـ 100 لتأسيس الدار عام 1921 في فلورنسا على يد غوتشيو غوتشي Guccio Gucci الذي تعود أصول أسرته إلى فلورنسا وتحديدا إلى العام 1410.

فكيف صارت هذه الدار العريقة مرادفاً للفخامة الإيطالية وكيف انتشر اسمها حول العالم بقوة؟

 

البداية كانت مع غوتشيو غوتشي الذي ترك فلورنسا وهاجر إلى فرنسا ثم إلى لندن ليعمل في فندق السافوي حيث اكتسب خبرة في رغبات الطبقة الراقية وتعرف على ما يفضلونه من خامات وأزياء وأكسسوراات للسفر بعد ذلك عمل لمدة 4 سنوات في شركة القطارات الأوروبية المتخصصة في السفر المترف ما عزز خبرته بشكل أكبر . بعد الحرب العالمية الأولى عمل لدى فرانزي Franzi الشركة المتخصصة في صنع حقائب السفر الفاخرة  ما عزز أكثر من خبرته. 
عام 1920 اشترى متجر صغير في فلورنسا وهناك باع حقائب جلدية مستوردة ثم فتح مشغلا ليصنع قطع جلدية خاصة به على يد حرفيين محليين ورويدا وسّع مشغله ليستوعب 60 حرفيا ً. وفي عام 1938 دخل عالم الأكسسوارات وأضاف القفازات والأحزمة والمحافظ الجلدية وعلاقات المفاتيح إلى سلسلة ما تنتجه الدار. 
يذكر أنه خلال الحرب العالمية الثانية صنع حرفيو الدار جزمات للمشاة في الجيش الإيطالي كما أن الشركة صنعت حقائب من الكانفا بدل الجلد خلال الحرب العالمية الثانية وميزتها بحرفي G متقاطعين مع شريطين أحمر وأخضر . أما حذاء الموكاسان الشهير الذي ابتكرته الدار عام 1952 فقد صار في العام 1985 أحد المعروضات الدائمة في متحف الفنون الحديثة في نيويورك. 
حاليا الدار لم تعد تدار من قبل أسرة غوتشي بل هي مملوكة لشركة بينو Pinault العالمية. 

 

أبرز تصاميم الدار الأيقونية

 

 


في منتصف الثلاثينات كان من الصعب الحصول على الجلد بسبب العقوبات الاقتصادية على إيطاليا نتيجة غزو فرانكو لأثيوبيا فبدأت الدار تختبر خامات مختلفة وهذا الأمر أدى إلى ظهور أول طبعة ابتكرتها الدار عبارة عن أشكال ماسية متداخلة بلون بني داكن تم تطريزها على قماش من خيوط القنب بلون أمغر 
كما أن حقيبة بامبو الأيقونية ولدت في ظروف مشابهة ففي عام 1947 حي كان الحرفيون يحاولن إيجاد مواد بديلة مع نهاية الحرب العالمية الثانية واكتشفوا أن بإمكانهم استخدام البامبو الياباني من أجل صنع مسكات مميزة للحقائب وصارت هذه المسكات جزء من علامات الدار 
عام 1953 وبعد افتتاح أول متجر لغوتشي في نيويورك توفي المؤسس غوتشيو لكن هذا لم يمنع الدار من الازدهار والمستهلك الأميركي أحب ما قدمته خاصة المشاهير ومن بينهم إليزابيث تايلر Elizabeth Taylor وبيتر سيلير Peter Seller اللذان كانا من عشاق حقائب tote التي تشبه أكياس التسوق  
كما أن جاكلين كندي حملت حقيبة Slouchy وبعدها مباشرة أعيدت تسمية الحقيبة لتصبح The Jackie 
أما قصة أميرة موناكو غرايس كيلي مع الدار تعتبر متداخلة مع إرث الدار. فقد حدث أن زارت الأميرة أحد متاجر الدار لشراء حقيبة وكعربون امتنان طلب رودولفو من الرسام Vittorio Accronero تصميم وشاح مطبع بالورود هدية لها النتيجة صارت تعرف فيما بعد بـ Flora وهي علامة من علامات الدار تضم 43 نوع من الورود والزهور والحشرات والنباتات تم تصويرها باستخدام 37 لون حيوي 
في الفترة نفسها تم إدخال اللوغو المؤلف من حرفي G متداخلين كلفتة تكريمية لمؤسس الدار غوتشيو غوتشي 
لكن الفترة الذهبية لم تستمر بسبب صراع الأخوة المستمر رغم أن الدار قامت في العام 1981 بطرح أول مجموعة ملابس جاهزة 
وفي هذه الفترة استلم Mauritzio ابن رودولفو الدفة وأنجح في أن يتولى بمفرده إدارة شؤون الدار بعد أن أخرج عمه ألدو من الشركة لكنه في الوقت نفسه قاد الدار نحو الإفلاس وباع أسهمه في الشركة تدريجيا وكان آخرها عام 1993 لينهي علاقة الأسرة بالدار الشهيرة وهي القصة التي يتناول جزءا منها فيلم ريدلي سكوت الجديد. 

 

أبرز المصممين الذين تولوا دفة قوتشي

 


جرت عدة محاولات لإحياء دار غوتشي عبر السنين أولها كانت العام 1989 مع تعيين داون ميلو Dawn Mello في منصب نائب رئيس الدار والمصمم الأساسي فيها وقد أحدثت الكثير من التغييرات ويعزى إليها إعادة إدخال تصميم Loafer الشهير بكل ألوان الطيف لكن بقية أفكارها لم تلق الكثير من الإقبال فتركت الدار. لكنها كانت وراء تعيين طوم فورد ليتولى تصميم مجموعات الملابس النسائية. 
وهو الذي تمكن من إحداث نقلة نوعية في الدار عندما تولى منصب المدير الإبداعي فيها عندما حقن التصاميم بنفحة جنسية فيها الكثير من الغواية لقي قبولا كبيرا من المستهلكين 
وقد أحضر طوم منسقة الإطلالة كارين والمصور ماريو تيستينو وأحدث الثلاثي ثورة في عالم إعلانات الأناقة الفاخرة مع الكثير من الإيحاءات الجنسية في الحملات الإعلانية التي طرحوها. 
للأسف لم يستمر فورد طويلا مع غوتشي حيث قرر التنحي عام 2004 بعد خلاف مع شركة Pinault التي اشترت الدار، لتحل محله 
Alexandra Faccinetti لكنها لم تستمر أكثر من موسمين وتركت الدار عام 2005. وبعد ذلك تولت فريدا جيانيني الدفة وأعادت الدار نحو قواعدها الأساسية فقد قامت على سبيل المثال بإحياء طبعة فلورا ووضعت علامتها على الشرائط الخضراء والحمراء.

 

اقرئي أيضاً:تحتفل غوتشي بعيد الحبّ بنمط جديد على شكل قلب


لكن الضجة التي أحدثتها تصاميمها سرعان ما خبت ما أدى إلى فصلها في العام 2015 وتم تعيين أليساندرو ميشيل Alessandro Michele مديراً إبداعياً مكانها وبعد 12 عاما على توليه الدفة أثبت أنه كان الخيار المثالي بعد أن أحدث التغيير المطلوب خاصة مع مجموعتي خريف وشتاء الملابس الجاهزة للرجال والنساء عام 2015 وقد تميزت تصاميمه بأنها تأتي من المخيلة وتتم ترجمتها إلى عروض معقدة وهي تضم الكثير من الكريستال والكشاكش والألوان الحيوية وتتضمن الكثير من إيحاءات ثقافة البوب. 
 
 

أضف تعليقا
المزيد من أخبار الموضة