المصممة المصرية عزة فهمي: مجوهراتي تحكي قصة وتحمل تراثاً عريقاً

مصمّمة حليّ مصريّة، نشأت في صعيد مصر، حيث الثقافة الفرعونيّة الأصيلة، بدأت أولى خطواتها في مجال تصميم المجوهرات منذ 50 عاماً، ساعدتها في تحقيق حلمها دراستها في كلّيّة الفنون الجميلة، ولكنّ عامل نجاحها الأكبر كان عائلتها، وبالتحديد والدها، الذي كان مصوّراً ومحبّاً للمطالعة، فكان يحثّها على القراءة ويصحبها إلى المتاحف لمعرفة تاريخ أجدادها، غارساً فيها حبّ التاريخ والشعر. جميع هذه العوامل شكّلت الانطلاقة لتأسيس اسم مميّز في عالم المجوهرات، هو المصمّمة عزّة فهمي Azza Fahmi. التقتها "الجميلة" لتروي لنا تفاصيل رحلتها وخططها في الفترة القادمة.

 

ما هي قصّة كتاب المجوهرات المكتوب باللغة الألمانيّة، والذي كان له أثر كبير في مشوارك؟
في العام 1969، زرت لأوّل مرّة معرض الكتاب الدوليّ، وتحديداً الجناح الألمانيّ فيه، تصفّحت كتاباً عن المجوهرات في العصور الوسطى، كان باللغة الألمانيّة. وعندما أمسكت به، تسارعت دقّات قلبي، فأدركت فوراً أنّه نداء لي.
كنت أعمل موظّفة في القطاع الحكومي، وكان راتبي آنذاك 19.75 جنيهاً، وقيمة ذلك الكتاب 17 جنيهاً، وبالرغم من سعره، إلّا أنّني لم أتردّد، فسارعت إلى شرائه، مدركةً في قرارة نفسي أنّ هذا الكتاب هو البوّابة لتغيير حياتي.
كنت أدرك تماماً ماذا أريد وأرى نفسي مصمّمة مجوهرات، إلّا أنّني لم أكن أملك خطّة واضحة لتحقيق هذا الهدف. فقط حبّي للاكتشاف وشغفي دفعا بي إلى إكمال مسيرتي.

 

 

كسرت التقاليد وعملت بين الحرفيّين في أحياء القاهرة القديمة، صفي لنا كيف كانت هذه التجربة.
أردت تعلّم كيفيّة صناعة المجوهرات بنفسي، فكّرت في الدراسة في كلّية الفنون التطبيقيّة في القاهرة لمدّة 4 سنوات، ومن ثمّ غيّرت مشروعي بعد مراجعة ذاتي... فإذا أردت أن أكون نجّاراً، عليّ بالعمل مع نجّار، وكذلك الأمر بالنسبة لصناعة المجوهرات، فكان عليّ الذهاب إلى الصائغ أو صانع الفضّة للعمل معه. وبالفعل ذهبت إلى خان الخليلي، المنطقة الأشهر للحرفيّين في القاهرة، وانضممت إلى ورشة الحاج سيّد، لمدّة عامين تقريباً. كنت أمارس مهنتي كموظّفة حكوميّة من الصباح إلى الساعة الثانية عصراً، ومن ثمّ أتوجّه إلى خان الخليلي حتى الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً.
كوني أنتمي إلى عائلة محافظة، كان من الصعب إقناع أهلي بعملي في صناعة المجوهرات، إلى أن شاهدوا النتيجة بأنفسهم. فكما هو معروف، خان الخليلي منطقة ينعدم فيها حضور النساء، ومع ذلك لم تمنعني هذه العقبات من بلوغ هدفي، كنت على يقين تامّ بأنّني سأحقّقه.
 

لم تقتصر تصاميمك على مواكبة الموضة، وإنّما كان لها هدف ثقافيّ، ما هو؟
نستلهم من ثقافات مختلفة في قطعنا، مثل الشعر والأمثال من الأدب العربيّ. أحبّذ هذه الثقافة المقروءة، لذا أستخدمها في تصاميمي، كما أرى أنّها فرصة للأجيال الجديدة للاطّلاع على هؤلاء الشعراء العظماء. فمثلاً في مجموعة أطلقتها منذ بضعة أعوام وأهديتها إلى السيّدة أم كلثوم، استخدمت كلمات أغنيات، كما استعنت كثيراً بشعر جبران خليل جبران.

 

هل هناك دور مجوهرات عالميّة تطمحين إلى المشاركة معها؟
المشاركة مع دور مجوهرات عالميّة مهمّة لأيّ علامة في مجال التصميم، ودائماً ما نسعى إلى هكذا مشاركة تضيف إلينا أشياء مختلفة ونضيف إليها جديداً. نخطّط للتعاون في المستقبل مع دور عالميّة، لكن نريد أن يكون بطريقة مبتكرة، نظراً للتغييرات التي تطرأ على الموضة كلّ عام.  

 

مَن من النجمات تتزيّنّ بتصاميمك؟
الكثير من نجمات مصر والعالم، مثل ريانا ويسرا. أشعر بالسعادة عندما ألتقي بسيّدة في أيّ مؤتمر أو مناسبة وتحدّثني عن أنّها اختارت قطعة من تصاميمي، لأنّها تعبّر عنها وعن شخصيّتها.

 

كم من الوقت يستغرق تصميم قطعة المجوهرات؟
كلّ مجموعة تستغرق من 8 أشهر إلى عام، بدءاً من البحث الدقيق، ثمّ الرسم والتصميم، فالصناعة وتعديل المنتج النهائيّ. بعض المجموعات تستغرق وقتاً أطول، مثل المجموعة الفرعونيّة، التي تطلّبت حوالي 8 سنوات من البحث الطويل، حتّى ظهرت مجموعة تعكس عظمة أجدادنا وحضارتهم العريقة.

 

إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك

 

ما هي قطعتك المفضّلة، ولماذا؟
أحبّ جميع القطع من المجموعة الفرعونيّة، لأنّها تمثّل مصر بطريقة فنّيّة وحديثة.

 

 

هل تتلقّين طلبات خاصّة من زبائنك؟ وما هو أغرب طلب تلقّيته؟
لدينا خدمة Bespoke، حيث يأتي العميل بأحجاره أو أفكاره ويطلب منّا تصميماً فريداً من نوعه، عادةً ما تختبئ وراء التصميم قصّة، فيعمل فريقنا على ترجمتها بحبّ وشغف.

 

صفي لنا خطّك في التصميم بثلاث كلمات؟
بحث حثيث للحصول على الإلهام، ثمّ رسم وتعديل مع "أمينة" وفريق التصميم.

 

هل فكّرت في دخول عالم تصميم الأزياء، ولماذا؟
أطمح إلى أن تصبح علامة عزّة فهمي ديزاين هاوس Azza Fahmi Design House متخصّصة في كلّ ما يُعنى بالتصميم، وليس فقط بالحليّ، مثل الأزياء ومجالات أخرى. وبالفعل بدأت التعاون مع Karm Build في بناء المقرّ الرئيسيّ لـ "كرم سولار"، الموجود في "سهل حشيش"، وذلك ضمن تعاون يهدف إلى تقديم رؤية مختلفة للتصميم المعماريّ والتطوير العقاريّ في مصر.

 

سمّي لنا مصمّم مجوهرات تعتبرينه منافساً لك؟ أو تعجبك تصاميمه؟
أحبّ التصاميم الأميركية لميريام هاسكل Miriam Haskell، فهي من الرائدات في مجال تصميم الأكسسوارات في الستينيّات، بخاصّة أنّ عزّة فهمي باتت علامة تجاريّة عالميّة، ما يعني أنّها تتنافس على المستوى الدوليّ والمحليّ والإقليميّ.

 

ما هي نصيحتك لكلّ امرأة عند اختيار مجوهراتها؟
أنصحها باختيار القطعة التي تعبّر عنها، ومجوهرات عزة فهمي Azza Fahmi تناسب المرأة التي تبحث عن قطعة تحكي قصّة وتحمل تراثاً عريقاً.

 

ما هي خططك المستقبليّة؟
افتتاح أوّل متجر لنا في لندن من أهمّ ما حقّقناه هذا العام، وأتمنّى نجاحه في هذا السوق والتوسّع في السوق الأوروبي.


Instagram:
azzafahmi@   

 

إقرئي ايضاً:

المصممة إيمان جوهرجي: الراحة هي مطلب أساسي في تصميم عباءاتي

المصممة واستشارية المظهر أفنان زغبي من عالم الاقتصاد إلى التصميم

مصممة المجوهرات عبير السعيد: هدفي هو إعطاء قيمة للعلامة السعودية في عالم المجوهرات

أضف تعليقا
المزيد من مقابلات