كيف انتقلت عروض الأزياء الراقية من الصالونات الى المنصات؟

في الثمانينيّات، تحوّل عرض الأزياء إلى حدثٍ قائم بذاته، تزامناً مع سطوع أسماء من خارج عواصم الموضة، كالمصمّمين اليابانيّين أمثال يوجي ياماموتو Yohji Yamamoto، ما دفع بكبار المبدعين الفرنسيّين خصوصاً إلى إيجاد إطار أكثر استعراضيّةً لعروضهم بغية منافسة القادمين الجدد إلى ساحة الموضة، من خلال اجتذاب عدسات الإعلام من كلّ صوب.

 

وهكذا تخلّى المكان عن حصريّته ونخبويّته، مودّعاً صالونات السيّد ديور Monsieur Dior وبالنسياغا Balenciaga، ومُخلياً المجال لحدثٍ كالذي صنعته مخيّلة المصمّم الراحل إيف سان لوران  Yves Saint Laurent في سبتمبر من العام 1998، بمناسبة نهائيّ كأس العالم لكرة القدم، في ملعب Stade de France، أمام 80 ألف مشاهد...

 

أمّا للعارضة ابتداءً من حقبة الثمانينيّات والتسعينيّات، فحصّة الأسد، هي التي لم تَعُد مجرّد ديكور لدى مصمّمين أمثال جان-بول غوتييه Jean-Paul Gaultier وجون غالّيانو John Galliano لدى Dior، إنّما ممثّلة، كرّستها أنامل الأوّل في قاماتٍ تتعارض مقاساتها أحياناً مع المقاسات المتعارَف عليها وفي رموزٍ جماليّة مخالِفة لرموز عصره؛ وإحدى ميزات عروضه إشراك فنّانات مشهورات فيها، كتعاونه مع مصمّمة الرقص ريجين شوبينو Régine Chopinot الفرنسيّة في عرضه Le Défilé، ومعناه بالعربيّة "العرض". أمّا الثاني، فمستوحاةٌ بطلات عروضه من شخصيّات نموذجيّة في قالبٍ دراميّ، كمعلّمة المدرسة أو الممرّضة أو شخصيّة أسطوريّة، مع تبنّيه معادلة "عارضة لكلّ زيّ"، حتّى تتقمّس الأخيرة إطلالتها، معادلةٌ "أكثر ملاءمةً للشعور والشعور مجدّداً بثنية قماش أو أثر عطرٍ كما تقترحه روح دار خياطة راقية"، نقلاً عن قوله في دراسة Du Podium à la Boutique بقلم Françoise Sackrider.

 

إقرئي أيضاً:

الفن للفن... عنوان عروض الخياطة الراقية

أبرز العائلات المؤثّرة في صناعة الموضة الفاخرة

عرض خياطة النخبة

أضف تعليقا
المزيد من عمل وتطوير