زراعة الأعضاء لعلاج الأورام السرطانية تبشر مرضى سرطان القولون النقيلي بأمل جديد

أدى نجاح خيار زراعة الكبد لعلاج أورام الكبد غير القابلة للاستئصال الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم النقيلي ضمن مجموعة مختارة من المرضى إلى استقطاب اهتمام عالمي واسع، ما قاد لتصاعد تبني ونشوء منهجية زراعة الأعضاء لعلاج الأورام. ويحرص مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي على تعزيز خبراته وقدراته لتقديم هذا النوع من العلاج في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويطلق مصطلح زراعة الأعضاء لعلاج الأورام على أي عملية زراعة جراحية لعضو في جسم الإنسان بهدف زيادة معدلات نجاة مرضى السرطان و/أو جودة حياتهم. وأثمرت المعارف والاتجاهات الراهنة في هذا المضمار عن حلول موثوقة لمجموعة من أكثر أنواع سرطان الكبد عدوانية، بما فيها أورام الكبد الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم النقيلي. وقاد نجاح عمليات زراعة الكبد في حالات الأورام السرطانية الكبدية وسرطانات القنوات الصفراوية، إلى جانب التطورات التي شهدها علاج أورام الكبد الناجمة عن سرطان القولون والمستقيم النقيلي، وخيارات تثبيط المناعة، إلى عودة الاهتمام بزراعة الكبد كأحد الإجراءات العلاجية المحتمل أن تساعد في قلب المعادلة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أورام الكبد غير القابلة للاستئصال بسبب سرطان القولون والمستقيم النقيلي.

وفي هذا السياق، قال الدكتور كريستيانو كوينتيني، طبيب جراحة عامة، ورئيس معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: "مثلت دراسة SECA-I أول تجربة لتقييم زراعة الكبد كعلاج لأورام الكبد غير القابلة للاستئصال الناتجة عن سرطان القولون والمستقيم النقيلي، وأثبتت أن هذا الخيار العلاجي قد يكون الخيار الأمثل لمجموعة مختارة من المرضى المصابين بهذه الأورام، مع معدل نجاة يصل لخمس سنوات بنسبة 60%. ومن خلال تطبيق عملية اختيار صارمة، رفعت الدراسة التجريبية معدل النجاة المذكور إلى 83%. وتبشر هذه النتائج المرضى بأمل جديد، لاسيما عند النظر لمعدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات والبالغ 10% لدى المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي".

وتُوصف زراعة الأعضاء لعلاج الأورام بأنها أمل جديد في إدارة مرض السرطان، إذ تحسن من المخرجات العلاجية للمرضى، في حين شهد هذا المجال الناشئ نشاطاً متزايداً مع التحول من علاج الأورام الأقل خطورة مثل سرطان الخلايا الكبدية نحو أشكال أكثر عدوانية من السرطان مثل سرطان القولون النقيلي وسرطان القنوات الصفراوية.
وأضاف الدكتور كوينتيني: "تعتبر إجراءات زراعة الأعضاء لعلاج الأورام مجالاً واعداً يشهد زخم تطور متسارع لإدارة سرطان الخلايا الكبدية، وسرطان القنوات الصفراوية داخل الكبد، والأورام الكبدية الخبيثة المنقولة من أعضاء أخرى. وتضم الخيارات العلاجية المتاحة إجراء الزرع القياسي، حيث نقوم بزراعة العضو أو النسيج من شخص آخر بتسلسل وراثي مختلف، ويُدعى هذا الإجراء ’الطعم الخيفي‘. وهنالك خيارات أكثر تعقيداً مثل استئصال الكبد خارج الجسم والزرع التلقائي كبدائل للزرع الخيفي لعلاج سرطان القولون النقيلي المرحلي أو سرطان القنوات الصفراوية. ويعتبر مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي الوحيد على مستوى المنطقة في امتلاك الخبرات والمعارف اللازمة لتقديم هذا الإجراء العلاجي الواعد".
إضافة لذلك، سيبدأ مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في وقت قريب برنامجاً لعلاج وتقييم الأعضاء المصابة ضمن أول مركز إقليمي لتروية الأعضاء. وظهرت فاعلية إجراء نضح الكبد الحي خارج الجسم عبر جهاز مخصص خلال السنوات الأخيرة للحفاظ على سلامة الأعضاء وتقييمها قبل الزرع. كما سمحت تروية الرئة والكلية بآلاف من عمليات الزراعة الناجحة. وتتيح هذه الإجراءات توفير بيئة محددة تحاكي جسم الإنسان من الداخل ويتم عبرها ضخ الدم والمغذيات إلى العضو المراد زراعته. 
واختتم الدكتور كوينتيني: "نتمتع بإمكانات فريدة لعلاج مختلف أنواع سرطان القولون، بدءاً بأبسط أشكاله إلى أكثرها تعقيداً، علاوة على الحالات المتقدمة. ونقوم بذلك عبر رعاية متعددة التخصصات للأورام بدعم من برنامج مخصص لزراعة الأعضاء. وفي ضوء الدراسات المستمرة في مجال زراعة الأعضاء لعلاج الأورام حول العالم، ستشهد النتائج العلاجية عبر زراعة الكبد تحسناً ملحوظاً للمرضى المختارين الذين يعانون من الورم الكبدي غير القابل للاستئصال الناجم عن سرطان القولون والمستقيم النقيلي، ما يمنحهم أملاً جديداً بالتعافي".
بمساعدة مثل هذه التقنيات السباقة، ومع تطور قدرات زراعة الأعضاء لعلاج الأورام، سيواصل مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي تبني أحدث الابتكارات والعلاجات لإيجاد أفضل الحلول الممكنة لأكثر الحالات الطبية تعقيداً، والتي كانت في السابق عصيّة على العلاج. 

أضف تعليقا
المزيد من صحة ورشاقة