لقاء مع لولا تيلييفا مؤسسة دار عطور ’ذي هارمونيست‘ حول كيفية اختيارها للرائحة المثالية

تُعدّ لولا تيلييفا صاحبة الرؤية الإبداعية الكامنة وراء عطور ’ذي هارمونيست‘، حيث تتمتّع هذه الشابة الأوزبكية بشخصية عاطفية محبّة للأعمال الإنسانية، وهي تعمل كسفيرة لبلادها لدى منظمة اليونسكو، في مهمّة تهدف لدعم التراث الثقافي والتاريخي العريق لوطنها الأم أوزبكستان. كما تسعى من خلال جمعياتها الخيرية لتعزيز ثقافة التعليم والدفاع عن حقوق الأيتام والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في بلدها.
وتنظر تيلييفا إلى علامتها التجارية ’ذي هارمونيست‘ كمنصّة تساعد الآخرين في إيجاد توازنهم وانسجامهم الداخلي. فهي تعتقد بأننا نستطيع رسم واقعنا الخاص من خلال ابتكارنا لمسارات التناغم في ذواتنا الخاصة. وتؤكّد على طرحها هذا بالقول: "يتمتّع الأشخاص المنسجمون مع أنفسهم بالقدرة على إرساء مساحة من التناغم في البيئة المحيطة بهم، ونشر إحساس عارم بالسعادة ينطلق منهم ويصل إلى الأشخاص من حولهم".

 

1. ما هي برأيك العوامل التي توجه تفضيلات المستهلكين عند اختيار عطوراتهم الشخصية في عام 2019؟
يحفل سوق العطورات بمجموعة هائلة من المنتجات التي يمكن الاختيار من بينها، لذلك يبحث عشاق العطور في المقام الأول عن رائحة فريدة تعكس شخصيتهم المستقلّة. خاصةً وأننا نشهد في العصر الحالي توجهاً بالابتعاد عن ثقافة المنتجات المتشابهة، والتي لا تلبي الاحتياجات الفردية والخصائص النفسية للعملاء، والذين أصبحوا يسعون نحو مسارات أكثر تفرّداً تفسح المجال أمام مزيد من الحرية الشخصية والتعبير عن الذات.


2. كيف تختارين عطركِ الخاص؟
لديّ حساسيّةٌ عاليةٌ تجاه الروائح، وأعتقد بأن عملية اختيار العطر ينبغي أن تبدأ بالغوص في أعماقنا والتمعّن في خبايا شخصياتنا. ما يضمن أن العطر الذي نختاره يتناغم سواء مع عالمنا الخاص أو مع البيئة المحيطة بنا.


3. كيف للعطر أن يتكامل مع صاحبه؟
يمكن ذلك عبر اختيار العطر المناسب الذي يلائم شخصيتنا، فالمسألة تتعلّق بإضافة عنصر جديد إلى هالتنا الخاصة، تلك الطاقة المفقودة التي نحتاجها لنشعر بالانسجام.


4. هل هناك فرق بين اختيار العطر واختيار الملابس؟
غالباً ما نفكّر مليّاً في نمط الأزياء التي ينبغي علينا ارتداؤها في مناسبات معيّنة، بحيث نضمن الحصول على إطلالة ينسجم فيها مظهرنا الخارجي مع مكنوناتنا الداخلية. كما ندرك بأن أسلوبنا باختيار الأزياء يعتبر انعكاساً لشخصيتنا ومزاجنا، ولا يختلف اختيار العطر عن هذه المقاربة، فاختيارنا لرائحة معينة يعني إبراز ذلك العنصر من عالمنا الشخصي.


5. ما النصائح التي تقدمينها لاختيار العطر المناسب؟
عندما نقوم بتجربة عطر معين، علينا أن ننتظر قليلاً إلى أن نشعر بنفحاته الأساسية، ونتأكد من قدرتها على منحنا جوهر الإحساس بالراحة والدفء والثقة. فلا وجود لذلك العطر المثالي الذي يناسب كافة الأذواق والأوقات، فهذه العملية تشبه إلى حدّ بعيد طريقة اختيار الملابس، إذ تعتمد على المناسبة وطبيعة الشخصية التي نتمتّع بها. لذلك يمكن أن يبدو العطر مثالياً للحظة أو مناسبة أو حالة مزاجية معيّنة دون غيرها.


6. إلى أي مدى يمكن للعطر المناسب أن يكون مؤثراً؟
من المعروف أن لحاسّة الشمّ تأثيراً فعّالاً على عواطفنا، وهي ترتبط بشكل وثيق مع مزاجنا وذكرياتنا، حيث يمكن لرائحة معينة أن تجلب معها موجةً من الذكريات القادمة من مراحل مختلفة من حياتنا، ما يستحضر الشعور بلحظات مؤثّرة وحيوية تصطحبنا في رحلة عبر الزمن.

7. ما التأثير الذي يحمله العطر على النفس؟
يمكن لحاسّة الشمّ أن تؤدّي إلى استجابات عميقة في عقلنا الباطن، وأن تلعب دوراً محورياً في موازنة طاقاتنا الداخلية. فعندما نضع عطراً يتناغم مع ذاتنا وبيئتنا المحيطة، قد نحصل على تأثيرات حيوية تعزّز من ثقتنا.


8. من أين وُلدت فكرة ’ذي هارمونيست‘؟
منذ عدة سنوات، صنعتُ عطراً لنفسي، وجاء ذلك انطلاقاً من رغبتي في ابتكار رائحة تمنحني الشعور بالتناغم معها، حيث استعنت بعبق الورود البيضاء ومسك الفانيليا واليلانج يلانج لابتكار نفحاته الوسطى. وقد نال هذا العطر إعجاب العديد من أصدقائي، لذلك قررت تأسيس علامة عطور تعكس في جوهرها فلسفتي الحياتية، فقد أردت أن أقدّم إبداعات جديدة لم يشهد سوق العطور مثيلاً لها من قبل، وكانت فكرتي تتلخّص في ترجمة العناصر الأساسية الخمسة للطبيعة ونسجها بطريقة تعبّر عن ارتباطها بحاسّة الشمّ لدينا.

9. تلعب فلسفة ’فينج شوي‘ الصينية دوراً بارزاً في جوهر علامتك التجارية، هلّا أخبرتِنا المزيد عن ذلك؟
يُمثّل كل شخص عالماً فريداً من نوعه، له أسراره وأفكاره ومشاعره الخاصة، ولديه نقاط ضعفه وقوته التي تميّزه عن غيره، فكلّ منّا يختبر العالم الخارجي من منظوره الخاص. ويساعد استكشاف عوالمنا الداخلية في الحصول على الجوهر الحقيقي للانسجام مع ذاتنا. ولهذا السبب، قمت بالتركيز على فلسفة ’فينج شوي‘ لتطوير المفهوم الكامن وراء علامتي التجارية ’ذي هارمونيست‘، فهذه المنهجية الصينية التقليدية تعتمد على تعزيز الكينونة الداخلية، وبالتالي الحياة بأكملها، من خلال نسج علاقات من التناغم والانسجام مع العالم من حولنا.


10. لماذا تعتقدين بوجود صلة بين صناعة العطور وتأليف الموسيقى؟
أعتقد بأن صناعة عطر ما يشبه إلى حدّ بعيد تأليف مقطوعة موسيقية، حيث تتماهى النوتات لتصيغ أنغاماً معينة، والتي تتحول بدورها إلى مقطوعة موسيقية غاية في الانسجام. وهذا بالضبط ما يحدث عندما نقوم بابتكار عطر مميّز، فهو يشتمل على مجموعة واسعة من النفحات والروائح المختلفة التي تتناغم مع بعضها البعض.


11. كيف يتم تخصيص عطورات ’ذي هارمونيست‘ للمستهلكين الأفراد؟
تُعدّ ’ذي هارمونيست‘ أول دار عطور تتيح أمام الأفراد روائح فريدة تتناسب مع طاقاتهم الشخصية. فهدفنا الرئيسي يتلخّص في مساعدة عملائنا على اختيار عطر يتكامل مع صفاتهم الشخصية، حيث يمثّل كل عطر من تشكيلة منتجاتنا عنصراً معيّناً، وقد قامت علامتنا التجارية بابتكار خوارزميتها الخاصة التي تساعد الأفراد على اختيار عطورهم.


12. كيف يمكن الحصول على ابتكارات العلامة في حال لم نتمكّن من الذهاب إلى متاجرها المعتمدة؟ 
من خلال استعمال التطبيق المتوافر على موقعنا الإلكتروني، حيث يمكن للعملاء استكشاف العنصر العطري الملائم لهم والصفات المرتبطة به، إضافة إلى إيجاد العطر الذي ينسجم مع شخصيتهم واحتياجاتهم المحددة في هذه المرحلة من حياتهم.


13. تتميز القوارير العطرية المستخدمة في ابتكارات العلامة بجمال خاص. ما السر وراء ذلك؟
تمزج علامتنا التجارية بين اهتمامها بتحقيق التوازن والتناغم في الرائحة مع التزامها بمفهوم الاستدامة البيئية، وهذا ما نحاول ترجمته في العديد من جوانب إنتاج العطور، حيث نقوم باستيراد الزيوت النباتية والمكونات الطبيعية من شتى أنحاء العالم بناءً على منهجية مستدامة، كما نستعين بمواد قابلة للتدوير قدر الإمكان، بما في ذلك استخدام عبوات التغليف الصديقة للبيئة. وتتميز زجاجات "ذي هارمونيست" بخاصية إعادة التعبئة، إذ يمكن لعملائنا الراغبين بتجديد عطرهم المفضّل شراء عبوات التعبئة التي تسمح بالحفاظ على الزجاجة الأصلية لأطول مدّة ممكنة.


14. كيف تجدين مستقبل صناعة العطور؟
يشهد عالم العطور تغيراً لا يمكن فصله عن التغيرات العالمية من حولنا. لذلك، أعتقد أن مزيج النجاح سيكمن في التفرّد والتعبير عن الذات بكل جرأة.
 

اقرئي أيضاً: 

إيفلين شتريت.. من علم القانون إلى تصميم الأزياء

المصممة السعودية ريما الخراف : أسخِّر الموضة العالمية بما يلائم الذوق الخليجي

مصمّمة العبايات أسماء العيدروس: هناك دعم لا متناهٍ للمرأة السعوديّة من جميع أطياف المجتمع

أضف تعليقا
المزيد من مقابلات