المصورة الفوتوغرافية لينا قمصاني: حلمي افتتاح أكاديميّة لتعليم عرض الأزياء

بجرأة غير معهودة وفكر عميق تأتي المصوّرة الفوتوغرافيّة لينا قمّصاني لتزيل أكواماً من الأفكار المجتمعية السائدة فتصحّحها من خلال فنّها وصورها المؤثّرة. وقد ساعدها في تكوين نهجها الخاصّ، الذي لا يشبه غيره، طبيعتها الرافضة لكلّ ما يضع غشاوة على رأيها، وعملها في مجال الموضة لمدّة تزيد عن 11 عاماً، ناهيك بحبّها للفنّ. حول الطريق الذي خاضته لبلوغها هذا النهج وأمنياتها الحاليّة تحاورها "الجميلة".

 

من هي لينا قمّصاني؟

إنّني امرأة بكلّ بساطة، أحبّ أن أطوّر نفسي دائماً. فقد ابتدأت الخياطة منذ صغري، لأنّني أحبّها، والفضل فيه يعود لجدّتي، حيث كان يتملّكني شعور دائم بأنّني أريد أن أفعل شيئاً لم يفعله أحد غيري. هذا التحدّي بيني وبين نفسي جعلني دائمة البحث عن التطوّر، ما دفعني إلى أن أتخصّص بهندسة الديكور، وقد درستها بالمراسلة مع جامعة في لندن، لعدم توفّر هذا التخصّص محلّياً في ذلك الوقت.

 

متى كانت نقطة التحوّل في حياتك؟

لا أستطيع القول بأنّ لديّ نقطة تحوّل واحدة، لأنّني أعدّ مجال التصوير الفوتوغرافي الذي أعمل به حالياً خلاصة لتجربتي وخبراتي السابقة التي اكتسبتها. لذلك أعتبر كلّ المراحل مرتبطة ببعضها البعض كسلسلة جعلتني أصل إلى ما أنا عليه اليوم.

 

كيف قرّرت دخول مجال التصوير الفوتوغرافي؟

إنّها قصّة طويلة. لقد عملت في مجال الموضة لمدّة 11 عاماً، وعند قراري بالاستقالة بسبب تأسيسي لمنزلي، بدأت أكتشف عشقي لاستخدام الإسمنت في الديكور، ومن ثم شغفي في تجميع الأصداف، الذي مارسته على مدى 23 عاماً، وبحثي الدائم عنها خلال مواسمها المتنوّعة، حيث أتت فترة سابقة قد عانى فيها المرجان بسبب أعمال البناء، ما جعلني أقتني العديد من الأصداف وأبتكر طرقاً لمعالجتها وأصنع منها لوحات فنّية مع دمجها بالإسمنت.

بعد ذلك، بدأت بالاستعانة بالمصوّرين لتصوير هذه التحف الفنّية، ولكن ما من أحد منهم استطاع أن يلتقط ما في مخيّلتي ويجسّدها في صورة. لذا بدأت شخصيّاً بالتصوير، ولأطّور نفسي، تعلّمت تقنيّاته، وحصلت على دبلوم تصوير من لوس أنجلوس.

 

لديك العديد من الصور التي أثارت جدلاً في المجتمع، لماذا؟

إنّ التصوير الفوتوغرافي نوع من أنواع الفنون، بحيث يوصِل المصوّر الحقيقي رسائل عميقة لمجتمعه من خلال ما يقوم به. ولقد أثارت بعض الصور الفوتوغرافية الجدل لأنّها تحمل رسالة للمجتمع عن فكرة مغلوطة يجب تغييرها، كصورة الفتيات والسيّارة. كما تستفزّني عنصريّة مقيتة تكمن في داخلنا، عندما يردني عدد "لايكات" على صور المرأة البيضاء أكثر من صور السمراء، وهذا ما دفعني بأن أستعين بكثافة بالعارضة السمراء كي نغيّر الفكر السائد ونقول إنّ الجمال ليس بالألوان، بل بالطبيعة التي وهبنا الله إيّاها.

 

هل ساعدتك خبرتك الطويلة في مجال الموضة في عملك كمصوّرة حاليّاً؟

بالطبع، لأنّ العمل في الخياطة والأزياء جعلني أهتمّ بأدقّ التفاصيل. ومن أهمّ جلسات التصوير التي أقوم بها تلك الخاصّة بالأزياء، حيث إنّ عدسة التصوير تظهر عيوب الخياطة، وتعديلها على الفوتوشوب أمر يُضعِف من جودة الصورة.

 

ما هو أهمّ أمر اكتشفته في رحلتك إلى الآن؟

رحلتنا في الحياة تجعلنا نختبر أنفسنا من خلال المواقف التي نتعامل فيها مع الآخرين أو من خلال ما نتعرّض له. وأهمّ شيء اكتشفته في رحلتي هو أنّني لا أستطيع السكوت والمهادنة، فالصراحة تريحني، وأجمل شيء في الحياة هو إظهار الأمور على طبيعتها، دون تصنّع.

 

طبيعة عملك تجعلك تظهرين الأشياء كما هي، سواء كانت جميلة أم لا، فما هو رأيك بخصوص اتّجاه المرأة إلى عمليّات التجميل بكثرة؟

الموضوع بالمجمل هو عدم ثقة بالنفس، قبل أن يتحوّل إلى إدمان. هؤلاء النساء بالفعل لا يعرفن ولا يقدّرن قيمة النعمة التي يعشن فيها، لكنّني أعطي عذراً واحداً للسيّدات اللواتي يحتجن بالفعل لها، ممّن تعرّضن لحادث ما مثلاً.

 

من خلال عملك تقابلين الكثير من الناس، ما هو أكثر موقف طريف حدث معك؟

أتت واحدة تريد أن أجري لها جلسة تصوير خاصّة، كان وزنها 200 كيلوغرامٍ وتريد أن أظهرها بالصورة وكأنّ وزنها 75 كلغ فقط. يومها لم أتمالك نفسي من الضحك، وبالفعل صوّرتها كما تريد. أمّا جمال الموقف، فيكمن بأنّ هذه السيّدة استطاعت أن تخسر من وزنها  75 كلغ، فقد انعكست صورتها إيجاباً عليها.

 

إلى ماذا تحتاج مهنة التصوير؟

تحتاج إلى أن يتمالك المصوّر نفسه وأن يكون هادئاً، لأنّه سيصادف العديد من العقليّات والشخصيّات المختلفة.

 

هو حلمك؟

لأنّني أعاني مع عارضات الأزياء، لِما يفتقرن له من خبرة، كون هذه المهنة حديثة العهد لدينا، أحلم بأن أفتتح أكاديميّة لتعليم عرض الأزياء. فعارضات الأزياء المتواجدات على الساحة الآن لا يعرفن العمل بالنهج الصحيح للأسف، لذلك نحتاج إلى تدريس هذا الاختصاص أكاديمياً.

 

كم من الوقت يتطلّبه وصولنا للاحترافيّة الموجودة في الخارج في قطاع تصوير الموضة؟

لا أستطيع الحكم في هذا الموضوع، لأنّني أُعتبر جديدة في مجال التصوير، إذ أمارسه منذ سنتين فقط. ولكن يكفيني القول إنّني لا أتابع أيّاً من المصوّرين المحلّيين، لأنّني أشعر بأنّ في صورهم رتابة وكآبة.

 

موقع للصور تحبّين تصفّحه؟

بالطبع موقع Pinterest.

 

لمن تقولين شكراً من القلب؟

لوالدتي في المقام الأوّل، لأنّها هي التي زرعت في نفسي ضرورة أن أؤمن بشيء ما وأن أسعى للوصول إليه. شكراً أيضاً لزوجي وأولادي، لأنّهم يقدّرون طبيعة عملي ويشاركونني إيّاه، إذ يستنفد الكثير من وقتي، بالرغم من وجود الاستوديو الخاصّ بي في المنزل.

 

qby.lina@

 

إقرئي ايضاً

المصممان قزي أند أسطا: المرأة العربية تقدر مفهوم الرفاهية

المصممة أنفال النوفل: أخطط لتقديم براند سعودي قوي ومنافس عالمياً

المصممة دعاء مدهش: استوحيت أوّل مجموعة من المرأة الشرقيّة الحامل

سمات :
أضف تعليقا
المزيد من مقابلات