لمحة تاريخية عن صيحة الريش

في فرنسا، كان يُستعمل الريش في بلاط لويس الرابع عشر، لا سيما من قبل المهووسين بالموضة، ولكنّ هذا الهوس خفت مع مرور الزمن. وبعد الثورة الفرنسية، طغت الإطلالات البسيطة والنيو-كلاسيكية. ولكنْ خلال القرن الـ19، عادت الملكيّة الفرنسية واستعاد أفراد النخبة رغبتهم بإظهار الترف، الذي انعكس على ملابسهم. واعتادت نساء هذه الفترة على اعتمار القبّعات المزيّنة بالريش، وكلّما كبرت حوافّ القبّعات، زاد الطلب على الريش؛ لدرجة أنّه في أواخر العام 1875، كانت النساء الإنكليزيات يرتدين زينة كاملة من العصافير المحشوّة. ولكنّ الطلب على الريش قلّ بين ليلة وضحاها في فرنسا مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914.

في بريطانيا، جلبت الفترة الفيكتوريّة معها اهتماماً متزايداً بالعالم الطبيعي، ومع حلول فترة الـ1880، كانت هناك مئات الجمعيّات المتخصّصة في دراسة التاريخ الطبيعي، فانتشر في أوساط المجتمع الراقي جمع العيّنات، الذي أدّى إلى تعريض الكثير من الفصائل الحيوانيّة إلى الخطر. من أجل ذلك، برز الاهتمام بالحفاظ على العصافير وأوّل محاولة لتقنين استعمال ريشها أتت من إنكلترا عام 1867 من خلال "جمعيّة حماية الطيور البحرية"East Riding Association for the Protection of Sea Birds، التي تظاهرت ضدّ صيد الطيور السنوي. بعد ذلك، تمّ سنّ 4 قوانين من قبل البرلمان البريطاني من 1869 إلى 1880، من أجل الحفاظ على الطيور في بريطانيا، ولكنّ ذلك لم يمنع استيراد الطيور الاستوائيّة.

 

 

في أميركا، عام 1900، تمّ سنّ قانون لايسي Lacey، الذي يمنع المتاجرة بالحياة البرّية التي تباع بطرق غير شرعيّة. وفي عام 1918، تمّ سنّ قانون الطيور المهاجرة، الذي تعامل مع تجارة الريش ومنع قتل وبيع الطيور المهاجرة. ولكنّ هذا القانون تمّ تعديله في ديسمبر الماضي خلال عهد الرئيس ترامب، وقد قضى بالسماح بإعفاء الشركات التي تضطرّ لقتل الطيور المهاجرة عن طريق الخطأ.

 

أرقام وتواريخ
في الصين، قرابة العام 500 بعد الميلاد، استُعملت مراوح الريش بنسبة كبيرة.
عام 1886، أكّد المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي على لسان فرانك تشابمان Frank Chapman أنّ الريش، وحتى الطيور الكاملة، تزيّن 542 من أصل 700 قبّعة ترتديها النساء في نيويورك.
كان يتمّ قتل 5 ملايين طائر تقريباً كلّ سنة للحصول على الريش، وبنتيجته اقتربت الكثير من أنواع الطيور من الانقراض.
عام 1906، تخلّصت ألكسندرا، ملكة إنكلترا، من كلّ قبّعاتها المزيّنة بالريش، في رسالة تدعو إلى التخلّص من عادة اقتنائها، وبالتالي قتل الطيور لاستخراج الريش.
في العام 1918، تمّ التوقيع على تعهّد حماية الطيور المهاجرة بين أميركا وكندا، يمنع صيد الطيور لأكثر من 3 أشهر ونصف الشهر في السنة.
في العام 1937، تمّ توقيع معاهدة مماثلة بين أميركا والمكسيك لحماية الطيور المهاجرة، وتلتها اتّفاقات عالميّة بين أميركا واليابان والاتّحاد السوفيتي لحماية الطيور المهاجرة.
في بداية الألفيّة؟؟؟، تمّت حماية الكثير من الطيور البرّية وصار من غير القانوني استعمال الريش المأخوذ من الطيور المغنّية، وطيور المستنقعات أو الطيور الصيّادة، من أجل تزيين الملابس والأكسسوارات.
وفي عشرينيّات القرن الماضي، اعتمدت النساء قصّات شعر قصيرة كي لا يعتمرن القبّعات الكبيرة الحجم التي كانت مزيّنة بالريش.
في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، عاد استخدام الريش في الموضة، وفي أواخر الستينيات، قلّة من النساء اعتمرن قبّعات.
في أوائل الألفيّة الثالثة، ظهر ريش مأخوذ من الدجاج والبطّ تمّ صبغه بألوان فاقعة، بينما سمحت التكنولوجيا بمنح الريش والفرو الاصطناعي مظهراً طبيعياً.

 

 

إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك


كيف يتمّ الحصول على الريش؟
يتساقط ريش معظم الطيور من أجل إفساح المجال أمام ريش جديد، ما يتيح للمزارع تجميع ريشها وبيعه بغية استخدامه في صناعة الموضة. وهناك مزارع أخرى تطبّق سياسات نزع الريش بطريقة أخلاقيّة وبدون قسوة، ولكن لا يمكن اعتماد هذه الطريقة على نطاق واسع، بسبب كثرة الطلب على الريش؛ خصوصاً وأنّ جمعيّات حقوق الحيوان، مثل بيتا PETA، تعتبر هذه الطريقة في جمع الريش غير مطابقة لشروط الرفق بالحيوان، على أساس أنّ الطيور تُحشر في أقفاص ضيّقة وفي ظروف يصعب عليها تحمّلها. وبما أنّ هذا الريش يتحوّل عادةً إلى سماد عضويّ، فإنّهم بذلك يحرمون الأرض من حاجتها إليه، ما يؤثّر سلباً على دورة الطبيعة.  

إضافةً إلى ذلك، يواجه استخدام ريش النعام حركة مناهضة قويّة، خصوصاً وأنّ هذا الريش المطلوب بكثرة في عالم الموضة، بسبب طبيعته الفاخرة والوثيرة وإمكانيّة

صبغه بأكثر من لون، لا يتساقط من تلقاء نفسه، بل يتمّ سحبه عندما يكون الطائر على قيد الحياة، أو بعد قتل الطائر للحصول على لحمه أو على جلده من أجل صناعة الحقائب والأحذية.

 

 

استعمالات الريش المتعدّدة
للريش استعمالات كثيرة تمتدّ جذورها إلى آلاف السنين:
بدأ ملء الوسائد بالريش منذ العام 400 بعد الميلاد.
في منتصف القرن الـ19، تمّ استعمال ريش الإوزّ للكتابة.
في العديد من الثقافات القديمة، كان للريش رمزيّة كبيرة لارتباطه بالروحانيّات.
منذ القرن الـ16، بدأ اعتمار قبّعات الريش في الطقوس الدينية في البرازيل.
يُعرف عن قبيلة يانومامو Yanomamo في الأمازون أنّ أفرادها يرتدون عصابات على أذرعهم تجعلهم يبدون وكأنّهم يملكون أجنحة، لتقريبهم من أرواح الطيور.
كان سكّان أميركا الأصليّون يعتمرون قبّعات حربيّة مصنوعة من ريش النسر الذهبي، كرمز للنبل والشجاعة والإنجازات العظيمة.
في مصر القديمة، كان ريش النعام رمزاً للحقيقة، وكان يُعتبر انعكاساً لإلهة الحقيقة والعدل، معات، التي تحكم بين أرواح الأموات.

 

إقرئي ايضاً:

أجدد فساتين خطوبة بالريش للمسة فاخرة

فساتين سواريه مطرزة بالريش موضة خريف 2018 بحسب جسمك

موضة الريش في القرن الـ20

أضف تعليقا
المزيد من إتجاهات الموضة