مصممة الأزياء السعودية رغدا كازلي: "عباءاتي قصيرة تواكب قرار السماح بقيادة المرأة"

تمثّل الموضة والأزياء انعكاساً للفترة الزمنيّة التي يمرّ فيها مجتمع ما. مصمّمة الأزياء رغدا كازلي، وصاحبة أوّل عباءات قصيرة صمّمتها خصّيصاً لمواكبة قرار السماح بقيادة المرأة، تحدّثنا عن تجربتها الجديدة وردّة فعل المجتمع حيال ذلك، وعن فلسفتها الخاصّة في عالم الأزياء ونصائحها للمرأة المسافرة، في الحوار التالي.

 

من هي رغدا كازلي؟
مصمّمة سعودية متخرّجة من كلّية الآداب من جامعة الملك عبدالعزيز. وجدت نفسي في عالم تصميم الأزياء لأنّني أعشق كلّ ما هو جميل. دائماً ما يلفت نظري الجمال، سواء كان في المناظر الطبيعية الخلابة أم في المظهر، كالأزياء والأثاث. ومؤخّراً، أصمّم فساتين للسهرة وملابس وعباءات.

 

لماذا اتّجهت إلى تصميم الأزياء، وكيف دخلت عالم العباءات؟
أحبّ أن أقتني الأقمشة المميّزة والفاخرة عندما أسافر، من أجل أن أصنع منها فساتين خاصّة لمناسباتي. ثمّ أتت على بالي فكرة أن أعرضها على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب حبّي الكبير للتحف الفنّية المصنوعة من القماش، فهذا فنّ بحدّ ذاته. لاقت الأقمشة التي أضعها رواجاً كبيراً، فبدأت بتجارة الأقمشة الخاصّة بفساتين السهرة والعرائس، وبعد ذلك خطرت لي فكرة دخول تصميم الأزياء، وبالتحديد قبل ثلاث سنوات، لأنّ القماش الفاخر هو الذي يصنع التصميم الجميل، فصمّمت الجلابيات وبعدها الفساتين والبدلات... أمّا عن دخولي عالم تصميم العباءات، فهذه أوّل مجموعة لي، وسبب تصميمي لها هو صدور قرار الملك سلمان بالسماح للمرأة بالقيادة، ومن منطلق هذا القرار السامي، جاءتني فكرة "ايزي عباية".

 

حدّثينا عن مجموعتك الجديدة وعن مصدر وحيها.
أسميت مجموعة العيد "ايزي عباية"، وهي تشكيلة عباءات ذات مواصفات تشبه عباءاتنا المعهودة، ولكنّها أقصر منها بقليل، فهي إمّا تصل إلى ما تحت الركبة أو حتّى منتصف الساق. واخترت لهذه المجموعة الألوان الزاهية والداكنة والمطبّعة بأنماط الشجر والسادة لتلبية جميع الأذواق، واعتمدت في معظمها الخامات الخفيفة لملاءمة فصل الصيف، من دون أن تكون ضيّقة أو تظهر الجسم. يُشترط أن يُلبس تحتها بنطلون وبلوزة، ففكرتها مستوحاة من قمصان السفر الطويلة، مع مراعاة أن تكون عباءاتي فضفاضة أكثر.

 

ما هي فلسفتك في تصميم الأزياء؟
تركيزي على الخامات والألوان أكثر من التكلّف في التصميم نفسه. وأرى باختصار أنّ القماش الفاخر هو الذي يصنع التصميم الجميل، وليس العكس.

 

إقرئي ايضاً: اشتركي الآن في صفحة "الجميلة" على الفيسبوك

 

عباءات عمليّة وقصيرة للقيادة... كيف كانت ردّة فعل المجتمع السعودي؟ وهل تلقّيت ترحيباً أم هجوماً على ذلك؟
كان هناك قسمان: قسم مرحّب ومشجّع للفكرة ومعجب بها بشدّة، وقسم آخر رأى أنّني أشجّع السيّدات على ترك العباءة. بالطبع، كان جلّ اهتمامي التركيز على أن أقدّم مفهوماً جديداً للعباءة بعد قرار قيادة المرأة، وهو الخفّة، بحيث تكون السيّدة مرتاحة في عباءتها أكثر، ولا يسبّب ذلك في تكشّفها بفضل لبسها للبنطلون.
وأعتقد أنّ خطئي كان يكمن في عرضي لصور عارضة أزياء تلبس بنطلوناً ضيّقاً، هذا الأمر ليس ملزماً إذ تستطيع المرأة المحجّبة لبس بنطلون واسع. من الطبيعي ألّا تعجب أيّ فكرة جديدة كلّ الناس، هذا الأمر من المسلّمات، ولكنّ المهمّ أنّني اجتهدت ونيّتي كانت بألّا تجد النساء فرصة لترك الحجاب، وليس العكس.

 

ما هي نصيحتك للسيّدة عند شرائها العباءة الصيفيّة؟
بالنسبة إلى فصل الصيف، سواء كانت السيّدة في السعوديّة أو مسافرة خارجاً، أفضّل أن تختار الخامات الخفيفة والمريحة، ولتبتعد كلّ البعد عن الأقمشة اللمّاعة والثقيلة.

 

ما هي نصيحتك للسيّدات اللواتي يحببن السفر بعباءاتهنّ؟
عليهنّ أن يبتعدن عن التفاصيل الكثيرة في العباءة، كالتطريز والقصّات المتكلّفة، حتى تكون العباءة سهلة الغسيل والكيّ، بخاصة أثناء السفر، ومن أجل ألا تفسد القطع من كثرة الاستخدام. ومن الممكن أن تكون خيارات المرأة العباءات المزيّنة بطبعات الشجر أو ذات الخطوط الطوليّة، خصوصاً إذا كانت السيّدة ذات قوام ممتلئ، لأنّها تعطيها مظهراً أنحف.

 

ما هي أفضل نصيحة سمعتها؟
من صديقتي المقرّبة عندما عرضت مجموعة العباءات القصيرة "ايزي عباءة"، حيث قالت لي: "عليكِ أن تعرضي مجموعتك الجديدة بكلا الطريقتين، حتى لا تتعرّضي للهجوم الشرس الذي تعرّضت له، ومن أجل أن تتقبّلها كافّة أطياف المجتمع". فتعلّمت في المرّات القادمة أن أراعي آراء الآخرين.

 

هل تتّبعين صيحات الموضة في عمليّة تصميم العباءات؟
فقط إذا كانت مناسبة لعاداتنا وتقاليدنا، وأختار أيضاً الألوان التي تتناسب مع جميع أنواع البشرة، على أنّني لا أركّز على لون واحد فقط، فمجموعاتي دائماً متنوّعة الألوان، وذلك تلبيةً لجميع الأذواق.

 

نصيحة تقدّمينها للقارئات؟
نصيحتي لقارئات "الجميلة" ولكلّ من أرادت الحصول على إطلالة أنيقة في مناسباتها هي أن تختار من الألوان والموديلات ما يناسبها وما يتلاءم مع قوامها وما يظهر محاسنها ويخفي عيوبها.

 

إقرئي ايضاً:

مصممة الاكسسوارات السعودية خلود عجوزه: لكلّ امرأة قطعتها الخاصّة بها

مصممة الازياء سارة التويم: "التصميم الناجح هو الذي يلبّي رغبة العميل"

مصممة الأزياء السعودية سارة القرشي: لكل امرأة تصميمها الخاص الذي يبرز أنوثتها

أضف تعليقا
المزيد من مقابلات