أسس لتربية طفل سعيد

يعتقد الكثير من الآباء بأنّ تقديم الحلوى والألعاب لأطفالهم سيؤمّن لهم السعادة بمعناها الحقيقيّ، ولكن بعد إطّلاعهم على رأي الأخصائيّين من أطبّاء أطفال وأعصاب وعلم نفس حتى يتغيّر مفهوم السعادة لديهم بشكل نهائيّ، لذلك سنقدّم لكِ في هذا المقال طرقاً لتربية طفل سعيد!

السعادة مكتسبة

يؤكّد موقع "بيبي سنتر" وحسب رأي الأختصاصيّين من أهل الطبّ والعلم بأنّ السعادة هي فعل مكتسب لدى الطفل ولا يتمّ تقديمه له على طبق من ذهب، كيف ذلك؟ مفتاح السعادة الرئيسيّ لدى الطفل هو "أمّه"، ففي أشهره الأولى ستكون هي الوحيدة القادرة على قراءة ما يشعر به من حزن أو فرح، وهنا يتوجّب عليها أن تترك له المساحة اللّازمة لاختبار ماهيّة هذه المشاعر مع تقديم الدعم والحنان عند الحاجة، فإنْ لعبت الأمّ مع الطفل بمرح سيشعر هو بالدرجة نفسها من الفرح.

تجاربه الأولى سرّ سعادته

بعد ذلك، سيختبر الطفل خلال عامه الأوّل الكثير من التجارب لأوّل مرة، مثل الزحف، الجلوس، الكلام، فهم الأشياء، المشي، وهنا سيدرك معنى السعادة الحقيقيّة بمساعدتكِ، فدوركِ يجب أن يقتصر على المراقبة والدعم الخفيف، مع ترك الطفل يحاول لمرّة واثنتين وثلاث حتى يتمكن من إنجاز هذا الفعل بنجاح للمرّة الأولى، بهذه الطريقة سيتعلم الثبات والانضباط حتى إنجاز ما يطمح إليه، ليشعر بعد ذلك بسعادة عارمة مرتبطة بنجاحه، ومع الوقت سيصبح هذا التكنيك أسلوب حياة يتبعه طفلكِ لخلق سعادته الخاصّة.

ساعديه على اكتشاف شغفه في الحياة

كذلك على الأمّ أن تراقب طفلها لمعرفة ما يحبّ وما يكره وما يحسّن من مزاجه، فإنْ كان يفضّل اللّعب بألعاب "الليغو" مثلاً، فهذا يعني بأنّ شغفه يتركّز في مجال البناء، إذا كانت طفلتكِ تحبّ ألعاب الطبخ والمطبخ، فهذا يعني امتلاكها شغف الطهاة، أمّا إذا كان الطفل يحبّ الرسم والتلوين، فهذا يعني أنّه يميل إلى هذا الفنّ. وما قد تجهلينه، أنّ هذه الألعاب قد تتطوّر مستقبلاً لترسم له خطوط مهنته المستقبليّة التي ستحقّق نجاحه، والأمر يتوقّف على طريقة توجيهكِ له.

كذلك يجب أن يتوفر للطفل جو آمن وإيجابي كي يتمكن من تطوير مهاراته هذه، مثل النوم الهادئ، الغذاء المتكامل وفسح المجال لتفريغ طاقته في اللعب والاستكشاف.

بمعنى آخر، للأم دور كبير في تنمية قدرات الطفل الداخلية والتي ستؤمن له مستقبلاً القدرة على التعامل مع المحيط والبيئة بشكل ذكي وناجح وبالتالي سينمو ليصبح شخص واثق من نفسه، يتقبل الفشل حتى الوصول إلى النجاح، وبالتالي سيتعلم الاعتماد على نفسه لتحقيق السعادة المرجوة.

أضف تعليقا
المزيد من تربية وعناية