لِمَ تساوي الحقيبة الفاخرة ثمنها الباهظ؟

على خلاف ما يعتقد البعض، قد لا تفي عائدات الحقائب الفاخرة الباهظة الأثمان شهرة الدور العالميّة قيمتَها، في ظلّ تمسّك الأخيرة بمبدأ الإصدار المحدود والعمل الحرفيّ وفي وجه المزادات العلنيّة... بالأرقام والأسماء ندخل إمبراطوريّة هذه الصناعة الاستثنائيّة.

 

أكثر من حقيبة

من البديهيّ أن يشكّل إسم العلامة عاملاً مهمّاً يحدّد على الدوام سقفاً في الأسعار لا يمكن تخفيضه؛ في المقابل، لا تكتسب دار حقائب ما سِمة "الفاخرة" إلّا لأنّها ابتكرت تصاميم استحقّت بفضلها هذا اللقب ودخلت التاريخ من بابه العريق، تحت تصنيف براءة اختراع كـChanel 2.55 بحزام الكتف، أو حقيبة أُعيد تصميمها على الطلب لإحدى شهيرات العالم كحقيبة Lady Dior، تيّمناً باللايدي ديانا. وقد تصل قيمة حقيبة فاخرة إلى 218 ألف دولار كما في المزاد العلنيّ على خزانة نجمة الخمسينات إليزابيث تايلور، عام 2011.

وهذا ما يفسّر إقدام دور كـDior وChanel على رفع قيمة إصداراتها في هذا المجال بنسبة تصل أحياناً إلى 20% سنويّاً، حفاظاً منها على موقعها الخاصّ في سوقٍ بات أكثر تنافساً يوماً بعد يوم.

وفيما قد يستغرق انتظار البعض سنوات لاقتناء الحقيبة المنشودة ومع استحواذ شخصيّات الـVIP على النماذج الأكثر فرادةً وتميّزاً، أضيفي إلى ذلك ارتفاع نسبة الطلب مقابل الإصدار المحدود، يرتفع معدّل إعادة البيع، الذي يُعَدّ وسيلة لبعض السيّدات لاقتناء ما فاتهنّ من إصدارات وبسعرٍ تنافسيّ يمكّن مَن تبيع مِن شراء أحدث الحقائب، وهكذا دواليك. أمّا التصميم الفينتدج، فقد يُعرض للبيع بقيمة تتخطّى ضعف كلفته الأصليّة اليوم، بحثاً من العميلات على قطعٍ قديمة ونادرة. ظاهرة أبصرت النور مع بداية القرن الـ21، ما دفع بدورٍ عريقة إلى إعادة إطلاق حقائبها "الأيقونيّة" بما بات يُعرَف اليوم بالـ It-Bags، مثل Baguette من Fendi وBamboo من Gucci.

 

صناعة تروي حصريّتها

ليس بعيداً عن شهرتها الغنيّة عن التعريف، تتفرّد الحقائب الفاخرة إجمالاً بالغُرزة الخفيّة والدرزات المتّسقة والمتينة والتوليفة المترفة إلى بطاقة التعريف والمرجع الخاصّة بكلّ دار وقطعة والتصميم على الطلب، ما يميّزها بوضوح عن التصاميم المزيّفة. إلى ذلك، يتطلّب صنع نموذج واحد لحقيبة تحمل توقيع دار عالميّة أسبوعاً على الأقلّ، وتُنفَّذ يدويّاً بالكامل مِن قِبل حرفيّين متخصّصين، مع تركيزٍ على التفاصيل غايةً في الدقّة.

أمّا نوع الخامة المستخدمة، فقصّةٌ بحدّ ذاتها، خصوصاً إذا كانت تتمحور حول جلودٍ استوائيّة أو فراءٍ نادر؛ في حين أنّ من أهمّ ما يرفع من قيمة حقيبة موقّعة من Louis Vuitton، على سبيل المثال، هو خاماتها المقاوِمة للماء (قماش الـCanvas) وللنار (مادّة الـPVC)، فيما حقيبة Chanel تُحصَّن اليوم ضدّ الأشعّة ما فوق البنفسجيّة UV.

مع تدفّق طلبات النخبة على الجلود الاستوائيّة وبهدف رفع مستوى حصريّة الدور العريقة، تقتني شركات السلع الفاخرة مثل LVMH وKering (التي تمتلك 90% من Gucci) أفضل الزواحف وتربّيها، لتأمين الظروف المثاليّة لإباضتها وتجميعها للبيض ولنمط نموّها، والأهمّ حمايتها من خدش الزواحف الأخرى لها. إلى جانب استخدام هذه الشركات لأجود 10% فقط من الجلود، قد يكون التمساح الأكثر كلفةً وتعقيداً من حيث تربيته، ناهيك باستغراق الواحد منه عدّة سنوات لكي تتجدّد سلالته وتنضج؛ ويُغذّى أساساً بالدجاج وبزيوتٍ معيّنة لترطيب جلده وتنظَّف حراشفه دوريّاً...

 

5 حقائب أيقونيّة

Speedy من Louis Vuitton (1930): أوّل حقيبة محمولة تطلقها الدار ونموذج مصغّر وعمليّ لحقيبة سفر النخبة Keepall. اشتهرت بحملها الممثّلة البريطانيّة أودري هيبورن، التي طلبت تطويعها بمقاساتٍ تناسب إطلالتها،فحافظت عليها العلامة حتّى اليوم.

Chanel 2.55 من Chanel (1955): أشهر حقيبة نسائيّة على الإطلاق وأوّل تصميم بحزامٍ للكتف، مستوحىً من حقائب الجنود. صمّمتها كوكو شانيل لنفسها في العشرينات، ثمّ أطلقتها في فبراير عام 1955، ومن هذا التاريخ جاءت تسميتها. توافر عليها الطلب في العام نفسه، ما أجبر المصمّمة على رفض الطلبات الجديدة.

Kelly Bag من Hermès (1956): أكثر الحقائب التي تطول لوائح انتظارها والمعاد بيعها في المزادات لتدفّق الطلب عليها. هي حقيبة Sac à Dépêche في الأصل، حملت إسم نجمتها غريس كيلي، أميرة موناكو، فور تصدّر الأخيرة غلاف Time Magazine، ورسميّاً عام 1977.

Lady Dior من Dior (1995):اكتسبت هذه الحقيبة المحمولة، المستوحاة من الخياطة الراقية، شهرتها من اللايدي ديانا، بعد أن أهدتها إيّاها سيّدة فرنسا الأولى السابقة بيرناديت شيراك. وتتفرّد بتقنيّة الـCannage في الدرز الخاصّة بالدار. وسِمتها أنّها كسرت بأناقة اللايدي التي توحي بها قواعدَ الموضة السائدة في الـ90.

Baguette من Fendi (1997): أوّل حقيبة عصريّة أيقونيّة، أطلّت عبر مسلسل Sex and the City لتغزو ساحة الموضة في التسعينيّات.مصمّمة لتُحمل تحت الإبط كخبز Baguette الفرنسيّ، عرفت أكثر من 1000 نموذج متنوّع، فاكتست بالفرو على ألوانه ومن الجلود أفخرها،وازدانت بترتر الديسكو والخرز بأنماط إثنيّة، مروراً بالساتان...

أضف تعليقا
المزيد من أكسسوارات