السعال عند الأطفال أنواعه وكيفية علاجه

السعال، المصاحِب عادة لنزلات البرد والأنفلونزا، عارض شائع وطبيعيّ عند الأطفال لا يستدعي القلق أو التوتّر إلّا في بعض الحالات المتأزّمة ما يستدعي مراجعة طبيب مختصّ خوفاً من تفاقمه وبلوغه حدّ الأزمة الربويّة أو التهاب الشعب الهوائيّة. في الحالات البسيطة لا يتطلّب علاج السعال اللّجوء إلى العقاقير التي نهت عن استخدامها منظمّات الصحّة العالميّة، فقد أصدرت وكالة الغذاء والدواء الأميركيّة FDA توصيات بمنع إعطاء هذه الأدوية إلى الأطفال والبالغين حتى في الحالات المتأزّمة نظراً لاحتواء تركيبات هذه الأدوية على موادّ مخدّرة تؤثّر على الجهاز العصبيّ وأوصت بعدم صرفها إلّا بموجب وصفة طبيّة قانونيّة، بالمقابل، وفي حالات السعال المتكرّرة التي يصاب بها الأطفال لا بدّ من التشخيص الطبيّ لمعرفة نوعه والتعامل معه إمّا من خلال العقاقير التي يصفها الطبيب أو من خلال بعض العلاجات البديلة التي يجب على الأمّ أن تلمّ بها.

في البداية ما هي أنواع السعال؟

السعال العالي أو المدوّي: هو نتيجة توّرم في الجزء العلويّ من مجرى التنفّس، يبدأ فجأة خلال منتصف اللّيل نتيجة مرض الخانوق مصحوباً بصرير وهو صوت مرتفع وخشن يحدث عند استنشاق الطفل.



السعال الديكي: هو عدوى ناتجة عن بكتيريا ويتميّز بكحّات متتابعة دون أخذ نفس خلالها تنتهي بشهيق، له صوت يشبه سعال الديك.

اقرئي أيضًا : زيت السمك لصحة القلب لدى الأطفال

السعال مع الصفير: تنتج عن تورّم في الجزء السفليّ من الرئتين، قد يكون بسبب مرض الربو أو التهاب فيروسي..

الكحّة الليليّة: جميع أنواع الكحّة تسوء وتتافقم خلال ساعات اللّيل، في حالات الزكام والأنفلونزا، يسيل المخاط إلى حلق الطفل ليلاً ويسبّب سوء الكحّة، وكذلك تلك الناتجة عن الربو، لأنّ المجاري الهوائيّة تصبح أكثر حساسيّة خلال اللّيل.

الكحّة النهاريّة: الهواء البارد أو النشاط قد يفاقم من السعال خلال النهار. كوني حريصة على خلوّ منزلكِ من أيّ عوامل تضاعف من كحّة الطفل في النهار، مثل ملطّفات الجوّ، التدخين، الغبار ووبر الحيوانات.

السعال المصحوب بالحمّى: إذا كان سعال الطفل مصحوباً بحمّى خفيفة وسيلان الأنف، يرجّح أن يكون مصاباً بنزلة برد، أمّا إذا كان مع ارتفاع بدرجة الحرارة تتعدّى 39 مئويّة، عندئذ، هو مصاب بالتهاب في الرئة، خاصّة إذا كان هناك سرعة في التنفّس، ما يستوجب مراجعة الطبيب فوراً من أجل تلقّي العلاج المناسب.

في السطور التالية نذكر قائمة من العلاجات المنزلية الشائعة لعلاج سعال الأطفال، ولكن قبل تحديد العلاج المثالي ، تحتاجين إلى تحديد نوع السعال الذي يعاني منه طفلكِ.

السعال المصحوب بالقيء: غالباً سعال الطفل الشديد ترافقه ردّة فعل معويّة تكون على هيئة قيء، يحدث كذلك للأطفال المصابين بالرشح أو بنوبة الربو نتيجة سيلان المخاط إلى المعدة فيتسبّب بغثيان. السعال المصحوب بقيء ليس مؤشّراً خطراً إلّا إذا استمرّ دون توقّف.

السعال المتواصل: قد يستمرّ السعال الناجم عن نزلات البرد لعدّة أسابيع، خاصّة إذا أصيب بواحدة تلو الأخرى، والسعال الناجم عن الربو، الحساسيّة، الالتهاب المزمن في الجيوب الأنفيّة أو الشعب الهوائية قد يتواصل ويستمرّ كذلك، لذا قومي باستشارة الطبيب في حال استمرّت الكحّة لـ 3 أسابيع أو أكثر.

كما ذكرنا آنفاً، بعض أنواع السعال تستوجب استشارة أو علاجاً تحت إشراف طبيب، أمّا في بعض حالاته البسيطة يمكن علاجه في المنزل من خلال بعض الوصفات أو العلاجات البديلة للعقاقير التي لم يعد يحبّذ إعطاؤها للطفل أو أصبحت محظورة:

اقرئي أيضًا : أشهر أعراض مرض فرط الحركة، وأسبابه وعلاجه عند الأطفال

1-التدليك

التدليك يشعِر الطفل بحالة من التحسّن، لأنّه يحفّز الجسم على الشفاء من تلقاء نفسه. يدلّك ظهر وصدر الطفل برفق بزيت الخردل والثوم بعد تسخينهما، ومن الكفّين والقدمين لينعم بنوم مريح.

2- الراحة والاسترخاء

يشفى الجسم أسرع إذا نال الطفل قسطاً كافياً من الراحة، وإذا كان الطفل يعاني من سعال دائم، يجب إبقاؤه في السرير طوال اليوم حتى في اليوم الدراسيّ ومنعه عن اللّعب أو أيّ جهد يؤدّي إلى تفاقم نوبات السعال. يمكن إشراك الطفل في أنشطة هادئة، كالتلوين، الرسم أو السماح له باللّهو بلعبة الفيديو المفضّلة لديه.

3. البخار

إذا كان طفلكِ يعاني من سعال رطب أي مصحوب ببلغم مع انسداد في الأنف ومجاري التنفّس، يعالج عن طريق استنشاق البخار، حيث يساعد الهواء الدافئ الموجود في البخار على تخفيف المخاط في الممرّات الهوائيّة ومن ثمّ طرده من الجسم.
سخّني الماء ليغلي في وعاء، أضيفي إلى الماء بضع قطرات من زيت الأوكالبتوس Eucalyptus الذي يعرف بالعراق بـ"قلم طوز" وفي بلاد الشام بـ "الكينا" وفي مصر بـ" الكافور" ودعي طفلكِ يستنشق البخار، أو من خلال فتح المياه الساخنة في الحمّام لبضع دقائق وإغلاق الباب.

4. الغرغرة

اقرئي أيضًا : ما هي أسباب الصداع لدى الأطفال؟

تساهم الغرغرة بعد إضافة ملعقة صغيرة من الملح إلى الماء بعلاج السعال والتهاب الحلق، وتمنع من انتقال العدوى في حالات الجيوب الأنفيّة والتهاب جهاز التنفّس، وتعتبر علاجاً تفوق فعاليّته لقحات الأنفلونزا. ينصح بتكرارها 3 مرّات في اليوم.

5. السوائل

حصول الجسم على كميّة كافية من السوائل سيسرّع من إزالة السموم الموجودة فيه، كما أنّ المياه تساعد على تخفيف المخاط وتسهيل خروجه من الجسم. أكثري من إعداد العصائر الطبيعيّة لطفلكِ وكذلك السوائل الساخنة كشاي الأعشاب، البابونج وغيرهما للإبقاء على جسمه رطباً على الدوام.

أضف تعليقا
المزيد من تربية وعناية