أحدث وأنجح وسائل منع الحمل

نتيجة ظروف اجتماعية غامضة، أو أوضاع إقتصاديّة صعبة، أو حالة صحيّة معقّدة... يقف الزوجان بحيرة أمام الرغبة في توسيع العائلة والخوف من هذه الخطوة. ولكن في نهاية المطاف، لا يصحّ إلا الصحيح، فالضرورة تتغلب على الرغبة. ويأتي الخيار الأنسب والأصعب: خيار تأجيل الإنجاب.

"الجميلة" التقت الاختصاصي في الجراحة النسائيّة والتوليد وفي تقنيّات مساعدة الحمل، في مستشفى مار جاورجيوس – بيروت، ومستشفيات باريس الجامعيّة، الدكتور إيلي صنيفر، واطّلعت منه على أحدث ما ابتكره الطب النسائي من وسائل لمنع الحمل.

       

ظهر جيل جديد من وسائل منع الحمل كاللاصقات skin patches والطوق المهبلي vaginal ring والمزدرع الحي implant واللولب الهورموني (ميرينا) وغيرها. ما مدى انتشارها في الدول العربيّة؟

أصبحت جميع هذه الوسائل اليوم في متناول الطب العربي، رغم انخفاض نسبة اعتمادها من جانب الأطبّاء نتيجة غياب التوعية الكافية عند السيّدات، الأمر الذي يوّلد خوفاً لدى السيدة من خوض أي تجربة جديدة و"مجهولة" في هذا المجال. هذا بالإضافة الى ارتفاع سعر هذه الوسائل مقارنة بسابقاتها.

ما هي أكثر هذه الوسائل انتشاراً؟

بالإضافة إلى الوسائل القديمة كالأقراص واللولب النحاسي والواقي الذكري والطريقة الحسابيّة التي تساعد على تحديد فترة الإباضة... يأتي لولب ميرينا الهورموني في طليعة الوسائل المعتمدة حالياً لمنع الحمل.

كيف يعمل هذا اللولب؟

يعتمد اللولب الهورموني في عمله على المبدأ نفسه الذي يعتمده اللولب التقليدي (النحاسي)، ولكن يبقى الفرق أن الأول يفرز هورمون البروجسترون مباشرة في الدم، ويقلّل من سماكة جدار الرحم، بحيث تصبح عملية التصاق البويضة الملقّحة بهذا الجدار صعبة جداً. في حين يرتكز الدور الثاني على التأثير على حركة الحيوانات المنويّة لإعاقة عملية التلقيح.

هل أجريت أي تجارب أو دراسات سابقة أثبتت فعاليته؟

محليّاً ليست هناك أي دراسات تذكر. فنحن في العالم العربي، نفتقر، وللأسف، إلى مختبرات طبيّة متطوّرة وحديثة. لذا يبقى اعتمادنا مرتكزاً على الدراسات والتجارب التي أجريت في الخارج والمنشورة في المجلات الطبيّة الأجنبيّة. وقد أظهرت هذه الدراسات فعاليّة اللولب الهورموني ونجاحه في تحقيق الهدف الذي وجد من أجله.

 

 

لكل حالة علاجها الخاص

هل من بروتوكول طبّي معيّن تخضع له المرأة قبل وضع اللولب؟

بالتأكيد، فكل حال تستدعي علاجاً معيّناً، ولكل جسم الوسيلة المناسبة له، والتي يتمّ تحديدها بعد درس ملف المريضة، وإجراء بعض الفحوصات الطبّية اللازمة لها. فعلى سبيل المثال، في حالة السيّدة التي تعاني من مشاكل في الضغط أو الكوليسترول أو الدم، لا يمكن وصف الأقراص المانعة للحمل، بل يُستحسن وصف وسائل أخرى كاللولب أو اللاصقات أو الطوق المهبلي...

هل من أعراض سلبية تظهر عند/بعد وضعه؟ وإذا وجدت كيف تعالَج؟

مثل أي علاج طبّي، تحمل وسائل منع الحمل أعراضاً سلبيّة. لذا، كما سبق أن ذكرت، ينبغي على الطبيب درس ملف المريضة بشكل دقيق، وأن يُخضعها لبعض الفحوص الطبّية التي تمكّنه من تحديد الوسيلة الأنسب لاعتمادها. كما أن أي أعراض سلبيّة لا يمكن تحديدها إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على وضع اللولب. وفي حال ظهور أي عارض يتمّ نزع اللولب على الفور.

هل ظهور هذا النوع من العلاج يعني فشل العلاجات الأخرى؟

على الإطلاق. فلغاية اليوم ما زالت الوسائل القديمة مستخدمة، وما زال الأطباء يعتمدونها وفقاً لحالة السيدة. وظهور هذا الجيل الجديد من وسائل منع الحمل، ليس سوى تطوير وتحديث لما سبقها دون أن يشكّل إلغاء لها.

هل هناك أجسام معيّنة لا يناسبها اللولب الهورموني؟

على العكس فإن اللولب الهورموني يُنصح به للسيدات اللواتي يعانين نزفاً أثناء فترة الحيض. فهو يخفّف من سيلان الدم وأحياناً يوقفه بشكله نهائي. في جميع الحالات، ومهما كانت الوسيلة المتّبعة لمنع الحمل، يجب أن تكون هناك متابعة للمريضة من الطبيب كل 6 أشهر أو سنة كحد أقصى.

 

 

وسائل منع الحمل الجديدة ليست مؤلمة

هل يتسبّب لولب ميرينا الهورموني بأي ألم للمرأة؟

إن أيّاً من هذه الوسائل التي سبق ذكرها لا يتسبّب بألم للمرأة، إذا ما تم اعتماده بشكل دقيق. وهذا الأمر ينطبق على اللولب الهورموني، الذي يتطلّب وضعه دقّة وعناية من الطبيب.

وماذا عن التأثير النفسي لهذه الوسائل؟

يعتبر الخوف من زيادة الوزن، الهاجس الأكبر لدى السيدات. بالأخص أن الجيل القديم من أقراص منع الحمل كان يتسبّب باحتباس الماء داخل الجسم وبالتالي بانتفاخه. وهو الأمر الذي لا ينطبق في حالة استخدام اللولب الهورموني.

هل هناك أي احتمال لعدم حصول حمل في ما بعد؟

الخوف من عدم حصول حمل في ما بعد يعتبر من الاعتقادات الخاطئة والشائعة بين الناس، وبالأخص بين السيدات. فوسائل منع الحمل، على اختلاف أنواعها، لا تؤثر إطلاقاً على خصوبة المرأة. بل على العكس، فقد أثبتت بعض الدراسات أنّ احتمال حدوث حمل بعد تخلّص المرأة من وسيلة منع الحمل يصبح أكبر.

 

 

99 % نسبة النجاح

ما هي نسبة نجاح اللولب الهورموني؟

أي وسيلة لمنع الحمل ترتبط نسبة نجاحها بدقّة استخدامها. وبالنسبة إلى اللولب الهورموني، تصل نسبة نجاحه الى 99 % في حال وضعه في جسم المرأة بشكل صحيح.

ما هي نسبة الإقبال على هذه الوسيلة؟

قليلات هنّ اللواتي سمعن بلولب ميرينا الهورموني أو حتى بباقي الوسائل الحديثة. ولكن معظم السيّدات يفضّلن عدم تناول أقراص مانعة للحمل واللجوء الى وسائل أخرى كاللولب أو غيره.

ما هي أكثر وسيلة ينصح بها الأطباء ولماذا؟

خيار الطبيب مرتبط بحالة المريضة. إذ لا يحق له أن يفضّل وسيلة على أخرى، إلا بما تقتضيه حاجة الجسم.

أضف تعليقا