العلاقة الزوجية: دواء طبيعي لأكثر من علّة!

أطباء الصحّة الجنسيّة يؤكّدون أنّ دفء العلاقة بين الزوجين يذيب الاكتئاب والتوتّر والقلق النفسي، مضيفين أنّه إلى جانب الآثار النفسيّة الجيّدة، يساعد النشاط الجنسي على حرق السعرات الحرارية التي قد يتقاعس الجسم عن حرقها بفضل التقدّم في العمر، ناهيك عن فوائده الصحيّة العديدة...

 

 

العلاقة تحرك العضلات

أكد الدكتور محمد سمور، استشاري الصحّة الجنسيّة، أن العلاقة الحميمة لها تأثير التمارين الرياضيّة. فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على أزواج يبدون أصغر سنّاً من عمرهم الحقيقيّ، أن سبب هذه الميزة يعود إلى نشاطهم الفاعل، فهم يمارسون العلاقة الحميمة بما يعادل 3 مرات أسبوعيّاً. لذلك ينصح الخبراء المتزوجين بابقاء شعلة الحب ملتهبة بشكل دوري ومنتظم لإكتساب الشباب الدائم... كما أشارت الدراسات إلى أن الإتصال الحميم الذي يدوم لفترة 20 دقيقة يسمح للجسم بحرق 200 وحدة حراريّة أي ما يعادل نصف ساعة من ممارسة رياضة كرة المضرب أو الهرولة لمسافة كيلومتر ونصف...

 

 

الأحتضان لصحة أفضل

ويقول الدكتور صبحي أبو لوز، استشاري الصحّة الجنسيّة، أنّ الاحتضان الحميم يخسّر كلّ زوج 30 سعرة حراريّة. وأضاف مؤكداً أنّ الاحتضان لا يعتبر وقاية من الأمراض فقط، وإنما هو علاج أيضاً، حيث أظهرت الدراسة أن الحنان والأحضان يساعدان على سرعة الشفاء من المرض. فهما يؤدّيان إلى ازدياد مستويات هورمون "الأوكسيتوسين"، الذي يسمّى هورمون الارتباط، ويقلّل من ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يقلّل من مخاطر التعرّض لأمراض القلب.

 

 

لعضلات قويّة ومرنة

ويؤكّد الدكتور أبو اللوز أن العلاقة الحميمة تحرّك كل العضلات وتمكّن القلب والرئتين من العمل بشكل فعّال. كما أنّها تحدث تقلّصاً في عضلات الجسم بفعل تحرّك كافة الأعضاء، ما يؤدّي إلى انقباضات منتظمة خصوصاً في منطقة الحوض. هذا بالاضافة الى أنّ رفع الساقين خلال العلاقة ينشّط الدورة الدمويّة فيعود الدم باتّجاه القلب بشكل أسرع، فتشعر المرأة بعد العلاقة بخفّة في ساقيها تدوم لساعات.

 

 

بشرة مشرقة متوّهجة

ومن جهتها، تقول الدكتورة نهى الرافعي، استشاريّة الصحّة الجنسيّة، أنّه عندما تزداد الرغبة في العلاقة الزوجيّة، يتفاعل القلب فتتسارع نبضاته مما يسبّب تنشيط الدورة الدمويّة فيتدفّق الدم نحو الأطراف. وتنعكس النتيجة على البشرة فتغدو مشرقة ليصحّ القول أنّ الحب يجعل النساء أجمل. كما أن إفراز الأوستيريجين لديهنّ، يسهّل جريان الدم نحو الجلد، ويزيد من إنتاج الكولاجينات الطبيعيّة، ممّا يجعل البشرة أجمل وأكثر نعومة وليونة. والمتعة الناتجة عن العلاقة ترفع من معدّل هورمون الإستروجين، مما يزيد من انتاج الكولاجين والإلستين اللذين يضمنان ليونة البشرة ومطّاطيّتها. ومن ناحية أخرى تستفيد بصيلات الشعر فينسحب البريق على الشعر أيضاً. ومن منافع العلاقة الزوجيّة الحميمة التجميليّة أنها تؤخّر الشيخوخة الشكلية لدى النساء في سن الأربعين.

 

 

وقاية ضد أمراض نسائيّة

وتضيف الدكتورة نهى الرافعي أنّ العلاقة الزوجيّة تحمي من سرطان الثدي فهي تساعد الجسم في إفراز هورمونات ومواد كيماويّة شأنها تعزيز خلايا مقاومة لسرطان الثدي والرحم. وتساعد العلاقة الحميمة أيضاً على الوقاية  من هشاشة العظام في النساء بعد سن اليأس، لأنه يساعد على إفراز هورمون الأستروجين.

 

 

فتح مجاري التنفّس والحفاظ على الجلد

ويؤكّد الدكتور محمود موافي، استشاري الصحة الجنسيّة بجامعة القاهرة، أنّ ممارسة العلاقة الزوجيّة بطريقة هادئة مسترخية تقلّل من نسبة التعرّض إلى الأمراض الجلديّة عموماً والإلتهابات الجلديّة والنمش خاصة. فالعرق الناتج عن العلاقة ينظّف فتحات الغدد العرقيّة، ويجعل الجلد لامعاً. كما أن الإكثار من ممارسة العلاقة يساعد على فتح مجاري التنفّس وخصوصاً الأنف المزكم. والعلاقة تعتبر هنا مثل الدواء المضاد للرشح والحساسيّة وتساعد على محاربة ضيق التنفس وحمى القش.

 

 

الحد من الألم

على الجانب الاخر أكد الدكتور علي الأعصر، استشاري الصحّة الجنسيّة، أنّ العلاقة الحميمة تخفّف من الألم بسبب فرز الجسم للأندورفين أو ما يعرف بهورمون السعادة. وهي فعّالة في محاربة التشنّجات وتزيد من قدرة الجسم على تحمّل الألم تصل حتى درجة 70 % خلال فترة بلوغ المتعة. كما أنها تشكّل دواءً فعّالاً للتخلّص من الصداع. كما أنّ العلاقة الزوجيّة تساعد على التخلّص من الإمساك، فالإنقباضات التي تتعرّض لها منطقة البطن خلالها شكّل تدليكاً داخليّاً للإمعاء ممّا يسمح بتسهيل المرور المعوي.

 

 

تنشّيط الذاكرة ورفع المعنويات

على الجانب الآخر تساعد العلاقة الحميمة ليس فقط على تحسين الحالة الصحيّة بل النفسيّة أيضاً من خلال تحسين نوعيّة النوم وتنشيط الذاكرة ورفع المعنويات. كما أنّ الاتصال الحميم يفعّل التركيز، فالغدّة تحت المهاد Hypothalamus تفرز هورمون DHEA  الذي ينشّط الذاكرة ويقويّ المناعة ويحارب الإكتئاب. هذا ويفرز الدماغ بنسبة 3 الى 5 مرات أكثر من المعدّل العادي خلال المرحلة النهائيّة من الإتصال الحميم.

 

 

تحسّن نوعيّة النوم

يسترخي الزوج بشكل أسرع من المرأة بعد العلاقة، ويعود السبب بذلك إلى الإنحلال السريع للتشنّجات العضليّة فيستسلم إلى النوم بسرعة... أمّا المرأة فينتظم جهازها العصبيّ تدريجيّاً وتستسلم إلى النوم بشكل بطيء، كأنّها تناولت حبّة دواء مضادة للإكتئاب.

أضف تعليقا