تعرفوا على أول مدرسة في التاريخ الإسلامي بُنيت في صحراء السعودية

استطاع الأخوان عثمان وعلي حافظ أحد مؤسسي النهضة التعليمية في الحجاز، إنشاء أول مدرسة بنيت في الصحراء لتعليم أهل البادية في التاريخ الإسلامي عام 1365هـ تعتمد على منهاج المعارف السعودية.

والمدرسة تقع في قرية المسيجيد وتبعد عن المدينة المنورة حوالي 82 كلم غرباً، حيث واجه المؤسسان تجهما من قبل أهالي القرية واضطرا إلى إعطاء مكافآت مالية لكل طالب لتشجيعهم للدراسة حتى صدر قرار من الملك عبد العزيز بتخصيص نصف ريال تدعيم للمدرسة وحث أبناء البادية للتعلم، كما واجهوا تحديات في استقطاب المعلمين ورفض بعضهم في العيش بالصحراء إلا أنهم تمكنوا من إرساء قواعد التعليم لأهالي المنطقة.

ووفقاً لما ذكره علي حافظ في كتابه فصول من تاريخ المدينة المنورة أن الحكومة السعودية ساعدت في بناء المدرسة وكانت تحظى باهتمام كبير من الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية السعودي آنذاك.

وقال عدنان الحربي نائب رئيس نادي تاريخ المدينة لـ"العربية.نت"، كانت المدرسة في بداية الأمر (مقهى) يجتمع فيه 13 طالباً من أهالي قرية المسيجيد الواقعة غرب المدينة المنورة، لتلقي العلم حتى وصل عدد منتسبيها 34 طالبا وأقبل عليها طلاب من القرى المجاورة منذ السنة الأولى من تأسيسها.

وأضاف أن المشروع واجه في بداية الأمر معارضة من أهالي القرية حيث انتشرت إشاعات أن الهدف من إنشائها هو تجميع الشباب وإرسالهم للحرب، ولكن تنبه أمراء القرية وسارعوا في تسجيل أبنائهم في المدرسة، وبفضل حنكة ودراية سالم داغستاني مدير المدرسة أحد خبراء التعليم بمنطقة المدينة المنورة الذي قضى على تلك الإشاعات وكانت له تضحيات كبيرة لنجاح المشروع.

وتابع العمري أن الطلاب كانوا في المدرسة لا يشغلهم شاغل عن الاستذكار والمراجعة والدرس وقد كانوا يبهرون الزائرين والمفتشين في فهمهم عند مناقشتهم.

كما أضاف أن وزير المالية طلب ابتعاث 17 طالبا من المدرسة لتعلم اللغة الإنجليزية وتلقي التدريب في مجال السكك الحديدية بالدمام، وأتت على دفعتين الأولى في عام 1369 وعددها 11 طالبا، بعدها بسنة ابتعث 6 طلاب وابتعث أكثرهم لأميركا، مشيرا إلى أن بعضهم ابتعث مرتين وتخصصوا في دراسات فنية تتعلق بأعمال السكة الحديدية واستلموا زمام الأمور الرئيسية في الإدارة والقيادة.

وأشار إلى أن بعض طلاب المدرسة أصبحوا يترجمون من الإنجليزية إلى العربية للذين يزورون المنطقة الشرقية من كبار المسؤولين السعوديين، وصادف أن زار وزير المالية المنطقة وكان الترجمان الذي صحب أحد كبار الشركة من طلاب مدرسة الصحراء، ولما علم بذلك بكى سرورا بما رأى.

وبحسب صحيفة "أم القرى" في عام 1369 هـ كان الملك عبد العزيز قد خصص ميزانية للمدرسة الأهلية بقيمة حوالي 5 آلاف ريال تدعيما لها ولم يقتصر الدعم للمؤسسات والمعاهد بل ذهب إلى إعطاء مئات الطلاب في جميع المراحل التعليمية مكافآت مالية تبلغ حوالي 245 ريالا في الشهر للاستمرار في التعلم.

وتمكنت المدرسة بعد مرور 5 سنوات من تحقيق نجاح لافت حتى أصبح أهالي القرية المجاورة يطالبون بفتح مدارس جديدة بعد أن كانوا يرفضون فكرة التعليم.

وبعد 15 سنة، استلمت وزارة التعليم من المؤسسين المدرسة بعد أن شعرا بأنهما أديا واجبهما تجاه أهل البادية وبعد أن قامت إلى جانب مدرسة الصحراء مدارس حكومية جديدة في القرى المجاورة.

 

 

المصدر: موقع العربية 

سمات :
أضف تعليقا
المزيد من أخبار