كيف يؤثر التوتر على صحتنا؟

معظمنا يعاني من التوتر في عصرنا الراهن، وما تحمله الحياة اليومية من ضغوطات على جميع الأصعدة، حتى أصبحنا نتنفسه مع ذرات الهواء، وتجمع الدراسات على أن التوتر مرض العصر، ولكن نمط الحياة الصحي يمكن أن يخفف من آثاره، فكيف يؤثر التوتر على صحتنا؟

عن هذا السؤال يجيب دكتور هارالد ستوسييه، عضو مؤسسة IBAK ، المدير الطبي ومؤسس منتجع VIVAMAYR الطبي في النمسا، وهو يمتلك خبرة تزيد على 20 عاماً في الخدمات التطوعية مع الاتحاد الطبي النمساوي، وخصوصاً في مجال الطب التكميلي والبديل :

الإمكانية على التكيف

عرف Hans Seyle التوتر في خمسينيات القرن الماضي، وقال: إنه ملخص لجميع إمكانياتنا على التكيف، لمواجهة التحديات المختلفة من داخل أو خارج الجسم، وليس المسبب للتوتر هو ما يشكل رد فعل فقط، بل كيفية استجابتنا لهذه الضغوطات، فالتعامل مع التوتر هو النظام العام في أجسامنا وأهمها للبقاء على قيد الحياة، تماماً مثل التعرض لهجوم حيوان بري؛ إذ سيكون القرار بسرعة إما الهرب أو مواجهته (الكر أو الفر)، وما يهم حقاً هو النجاة، وفي أيامنا هذه، لا نملك ما يكفي من الوقت للراحة بعد بعض الأنشطة؛ إذ عند توفر الوقت للراحة والتجديد فلن نتوتر، أو نكون سلبيين.

مرض العصر

حدد Seyle ثلاثة أجهزة تشارك بشكل رئيسي في حالات التوتر، تتعرض المعدة لبعض الاختلالات القلوية والحموضة، ونظام المناعة؛ إذ يعزز التوتر الحساسية وعدم القدرة على التحمل، والغدة الكظرية كمدخل للنظام الهرموني والاختلالات في النظام الهرموني، فإذا نظرنا إلى الكمية المتزايدة من الأمراض في تلك الأجهزة، نعي أن التوتر أصبح مشكلة عالمية، وصنف من منظمة الصحة العالمية كالمرض الأكثر أهمية في القرن الـ21، ونحتاج الكثير من المعادن والفيتامينات لتعويض ما يمر به الجسد خلال ذلك، وحتى بعض الناس ممن يصابون بمشكلة على سبيل المثال في العضلات، بسبب وجود نقص في المغنيسيوم الذي هو نتيجة لزيادة الأيض كرد فعل للتوتر.

تشخيص التوتر

لتشخيص التوتر لدينا إمكانيات مختلفة، إما بفحص المعادن، أو ردود الفعل غير المباشرة، وأيضاً أداء الجهاز الهرموني، فمجموعة من الهرمونات يمكن أن تعطينا فكرة عما إذا كان شخص يعاني من التوتر أم لا، كما أن تناول السلطات والفواكه بعد الساعة الرابعة عصراً يضيف المزيد من التوتر على الجسم.

لدينا المزيد من الطاقة لهضم الطعام في الصباح، وتقل هذه الطاقة في المساء، وتناول الأطعمة النيئة مثل السلطات والفواكه تتطلب الكثير من الطاقة لهضمها، وتناولها في المساء دون ما يكفي من الطاقة للقيام بذلك بشكل صحيح يسبب سوء الهضم، مثل التخمير ما يسبب الحموضة والغازات، وسوف يتم إعادة امتصاصها ونشرها في جميع أنحاء الجسم. حتى في نهاية هذه العملية تتشكل الكثير من المشاكل، التي يمكن أن يكون لها تأثير على عملية التمثيل الغذائي، والتنظيم الهرموني.

الحد من التوتر

للحد من التوتر في نظامنا، من المفيد جداً وضع نظام في أسلوب حياتنا، وهذا يعني: وجبات منتظمة (الإفطار والغداء والعشاء) واستراحة بينهما، على سبيل المثال بعد 90 دقيقة من النشاط، خذي استراحة من 10-15 دقيقة ووفري لجسمك قسطاً من الراحة، اشربي قدحاً من الشاي أو تجولي في مكتبك، وخصصي وقتاً لمجرد التسلية. كل هذه الأنشطة تساعدنا على تعويض حالات التوتر.

أضف تعليقا
المزيد من نصائح صحية