إتيكيت تقديم الهديّة

كانت ولا تزال الهديّة على مرّ العصور ورغم اختلاف الشعوب، تعبيراً عن التقدير والاحترام، ووسيلة لإدخال الفرح والسعادة إلى القلوب والنفوس، وهي عادة اجتماعيّة أوجدها الإنسان وطوّرها تبعاً لاحتياجاته وحياته.

 

 

تاريخ الهدية غير محدّد

حول هذا الموضوع، تقول إيمّيه سكّر (أستاذة حسن التصرّف واللياقات في لبنان) أنّه "لا يوجد تاريخ محدّد لمفهوم الهديّة، فهو كان موجوداً وسائداً منذ بداية العصر البشري، مع العلم أن الهدايا في ذلك الزمن كانت عبارة عن قطع من جلد وفرو الماشية، وأحياناً أخرى أكاليل توضع على الرأس مصنوعة من الورود أو الزهور.

ولا تزال الهديّة منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا نوعاً من المكافأة والشكر للأشخاص أو المجموعات الذين قاموا بتأدية عمل مميّز وناجح.

لذلك بإمكاننا تعريف الهدية بأنها رغبة وهدف لإفراح الآخرين ومشاهدة علامات الفرح والسعادة على وجوههم، بغض النظر عن نوعها وقيمتها".

 

 

المحافظة على رمز الهديّة المعنوي

وحول التبدّل الذي شهده مفهوم الهديّة مع التطوّر، والتقدّم الذي عرفته جميع المجتمعات والشعوب، تؤكد سكر أن " أنواع الهدايا قد تغيّرت بطبيعة الحال، وباتت هناك وفرة من الخيارات التي لا تعدّ ولا تحصى. وهذه الخيارات تتغيّر وتتبدّل من عام الى عام ومن جيل الى جيل، ولكن يجب التركيز دائماً على الرمز المعنوي والهدف الراقي والسامي للهديّة ".

 

 

عدم الإهتمام بالمظاهر الماديّة

وحول التركيز على الإهتمام بسعر الهديّة، تضيف إيمّيه سكّر قائلةً: "للأسف، لقد باتت الهديّة في عصرنا الحالي تقدّر بثمنها المادي، وهناك من يهتم كثيراً بالمظاهر، مع العلم أنّ المفهوم الأساسي لها ليس بثمنها أبداً. وأكبر دليل على هذا الكلام أن المجتمعات القديمة (ولا زال قسم منها حتى يومنا هذا) تتبادل على سبيل المثال قوالب الحلوى المصنوعة في المنزل في المناسبات، ولا تلجأ أبداً إلى الأسواق التجارية لاختيار الهدايا وشرائها. وهذا ما قصدته من خلال ضرورة المحافظة على العلاقة البشرية بين مختلف الناس.

ومن التصرّفات اللاّئقة واللطيفة التي تعبّر عن صدق المشاعر أيضاً، إرسال باقة من الورود البيضاء إلى صديقة قريبة أو شخص عزيز بهدف نشر السعادة والفرح في قلبه، عندما نقوم بزيارته في منزله أو في مكان عمله، بناءً لموعد مسبق بالطبع".

 

أضف تعليقا