فيروس كورونا.. هل يؤثر على دورتك الشهرية 

 

جائحة فيروس كورونا، تلك التي بدأت منذ بداية عام 2020 ولا تزال تهدد الكثير من الحيوات البشرية حتى هذه اللحظة، لم تقتصر على المشاكل التنفسية، ومضاعفات القصور القلبي، الإصابة بالجلطات، والكثير من المضاعفات الرائجة وصولاً إلى الوفيات والتي حصدت أرواح الملايين حتى هذه اللحظة، وكانت حذرت منها وزارة الصحة العالمية منذ بداية الوباء.


إلا أنه ومع تطور المرض تتكشف مضاعفات أخرى مفاجئة، لم تكن المرأة بطبيعة الحال وجسدها بمعزل عنها. فمؤخراً، تزايدت الشكاوى في الجلسات النسائية، وتم طرح العديد من التساؤلات حول إضطراب مواعيد الدورة الشهرية للمتعافيات من فيروس كورونا أو اللواتي حصلن على لقاح كورونا.

هذه الشكاوى لم تصل إلى عيادات الأطباء فحسب، بل إلى حتى إلى قسم التحرير في مجلة الجميلة،  حيث تم  الوقوف على هذه الشكاوى واستشارة الأطباء، واستعراض أهم الدراسات في هذا الشأن.
تشاركنا الإجابة على هذه التساؤلات الدكتورة سمر الكاظمي استشارية النسائية والتوليد، والتي قالت أنه من حيث الشكاوى التي تصلها في العيادة، فقد لمستّ عند الكثير من النساء بعض الإضطرابات في مواعيد الدورة الشهرية، أو في شكلها وكثافتها، طول فترة الحيض أو قصرها  أو وجود آلام مصاحبة لها على غير العادة لدى الشاكية أو المريضة،  عادة بعد الحصول على اللقاح، إلا أنه وبعد ثلاثة أشهر تعود الأمور لتنتظم مرة أخرى.


وهذه مسألة طبيعية، حيث أن الدورة الشهرية للمرأة مرتبطة بعدة أمور، تؤثر عليها مثل تغير الطقس، التوتر والضغوط النفسية، الإجهاد الشديد، والتعب، وهي أمور بطبيعة الحال ترافق الإصابة بالمرض أو الأعراض الناجمة عن المطاعيم والتي تؤثر بشكل أو آخر في جسد المرأة، وليس بالضرورة أن يكون المرض بحد ذاته، حيث ومنذ بداية انتشار الجائحة، كانت هناك الكثير من التحديات التي واجهتها المرأة. ومنها فقدان أحد الأحباء ، والتعليم عن بعد للأطفال ، أو حتى الطلاق.
لذلك ليس من المستغرب أن بعض النساء عانين من اضطرابات الدورة الشهرية وتغير النمط  - في الأشهر الأخيرة. يمكن أن يحدث هذا إذا أصيبت امرأة بفيروس كورونا الجديد أو إذا كانت تتعامل ببساطة مع الضغط المطول للوباء ، وفقًا  لتقرير نُشر في يونيو 2020 في  MedPage Today .

كما أفادت دراسة نشرت في سبتمبر 2021  في المجلة الطبية البريطانية BMJ أيضاً أن التطعيم ضد COVID-19 يتسبب في تأخير الدورة الشهرية، كما أعلنت المعاهد الوطنية للصحة (NIH)  في أكتوبر أنها منحت خمس مؤسسات ما مجموعه 1.67 مليون دولار للبحث عن الروابط المحتملة بين لقاحات COVID-19 واضطراب أو تغييرات في دورات الحيض. تقول إحدى الدراسات الأولى التي شملتها المنح وتم نشرها في يناير 2022 في أمراض النساء والتوليد، أن لقاح COVID-19 زاد من متوسط طول الدورة بأقل من يوم واحد.


كما أضافت د.سمر الكاظمي إن الاصابة بالكورونا تكشفت عنها أعراضاً أخرى مثل تساقط الشعر، وشحوب الجلد، والتشتت الذهني، والشعور بالاكتئاب،  والذي قد يكون ناتجاً عن التوتر المصاحب للجائحة من جهة والمصاحب للإصابة من جهة أخرى ، فالتوتر بشكل عام يحفز إطلاق هرمون التوتر الكورتيزول  لمساعدة الجسم على الاستعداد للهروب من التهديدات. كما إنه ومع الإجهاد المستمر ، " يمكن أن تؤثر مستويات الكورتيزول المتزايدة على الدورة الشهرية للمرأة" بالإضافة إلى فترات الإجهاد الطويلة ، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الغدة النخامية لهرمونات تحفيز الجريب واللوتنة FSH و LH) ، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج المبيض لـ الاستروجين والبروجسترون .

وبشكل عام أن الأعراض التي يشاع أنها منتشرة بين الناس حتى بعد التعافي من كورونا أو الحصول على اللقاح هي كالتالي:

الإرهاق
ضيق النَفَس أو صعوبة في التنفس
السعال
ألم المفاصل
ألم الصدر
مشاكل في الذاكرة أو التركيز أو النوم
ألم العضلات أو الصداع
تسارع ضربات القلب 
الاكتئاب أو القلق
تساقط الشعر

أما كيف يتم العلاج، فيتم استشارة الطبيب حسب كل حالة بمعزل عن الأخرى، مع الحرص على تناول الأغذية التي تقوي الجهاز المناعي، الإلتزام بحمية غذائية توفر الزنك، المغنيسيوم، الكالسيوم، وفيتامين سي بشكل روتيني، والتأكد أن هذه مسألة وقتية، سيتم تجاوزها مع الوقت ومع الالتزام بالبروتوكلات العالمية، لتقليل المخالطة بالآخرين، الالتزام بالكمامات، والتأكد من التعقيم بشكل مستمر.
كما أن هذا لا يقلل من أهمية الحصول على لقاح كورونا والذي يشكل أهمية كبرى للوقاية من الفيروس، ومنع انتقاله من شخص لآخر.

اقرئي أيضاً: 

الجرعة المعززة الجرعة الثالثة من لقاح كورونا للحامل 

 

أضف تعليقا
المزيد من نصائح صحية