في العلاقة الزوجيّة... ماذا ترفض المرأة؟

لم يعطِ الرجال والنساء على مدار التاريخ نفس المكانة للحبّ. فالمرأة تعيش بصعوبة عندما ينقص الحبّ حولها، وهي أقلّ تقبّلاً من الرجال لفكرة إقامة علاقة حميمة من دون أساس عاطفي.

الغريزة الجنسية لدى الرجل ليست انتقائية، فهو، في معظم الأحيان، يبحث عن الأنثى بالمعنى الدقيق للكلمة؛ حيث تُختصر المسألة عنده في أبسط تعابيرها، إذ يرى الجنس حاجة ملحّة لتهدئة ضرورة عضويّة لديه.

المرأة، على النقيض، تحبّ بروحها وقلبها وخيالها، وبكلّ ما يشكّل إعجابها بمن تحبّ، وترهن العلاقة الجنسية التي تملأ كيانها بشخصيّتها وارتباطها بفارس أحلامها.

 

اقرئي أيضاً العلاقة الزوجية... 5 مفاتيح للسعادة

 

الرغبة

تخضع الرغبة الأنثوية للتأثير المتتابع لعدّة هرمونات، وتتحكّم فيها مجموعة كبيرة من العوامل النفسية التي تؤثّر بشكل عميق في روحها وقلبها. أمّا الرجل، فلا تخضع رغبته إلا لهرمون جنسي واحد هو التستوستيرون، الأمر الذي يفسّر إلى حدّ كبير البساطة الواضحة في حياته الجنسية، مقارنةً بما يحدث للمرأة.

فالرجال والنساء لا يملكون وجهة النظر ذاتها عن الحياة الجنسية، حيث تشكّل العلاقة الحميمة عند الرجل أمراً متكرّراً وثابت الشكل في معظم الأحيان، وتولَد رغبته تلقائياً، وتتمثّل مباشرةً في تضخّم العضو التناسلي الذكري. وبدءاً من تلك اللحظة، يسعى الزوج إلى تحقيق غاية واحدة، وهي إزالة شعوره بالتوتّر بواسطة بلوغ النشوة.

أمّا عند الزوجة، فالعلاقة الحميمة، كفعل بحدّ ذاتها، أكثر تعقيداً، وهي تختلف من امرأة إلى أخرى، بل وتختلف حتّى لدى المراة نفسها، من مرّة إلى أخرى. لذلك، تلوم النساء أزواجهنّ على عدم اهتمامهم بنفسيّة المرأة واحتياجاتها، ويلُمن فيهم أنانيّتهم وجفافهم العاطفي أحياناً.

 

ماذا يقول العِلم؟

في منتصف الثمانينات، أُجري بحث في أميركا طُرح فيه السؤال التالي على السيّدات: هل تقبلين بأن يضمّك زوجك بحبّ وحنان، من دون أن يؤدّي ذلك إلى العلاقة الحميمة؟ كان ردّ 7 نساء من أصل 10 بالإيجاب.

بعد ذلك بفترة، ووفق دراسة أخرى أُجريت في فرنسا، جاءت النسبة نفسها تقريباً من النساء اللواتي يفضّلن التدليل والمداعبات على العمليّة الجنسية.

من المستحيل بالطبع إقامة قواعد محدّدة في ميدان متقلّب ومتنوّع كهذا، فكلّ امراة تفهم العلاقة الحميمة وتسعد بها على طريقتها الخاصّة، وبحسب شخصيّتها التي تنفرد بها. ولكنْ، في أغلب الأحيان، تكون المرأة في حاجة إلى تمهيد وإعداد طويل لإيقاظ كامل وحقيقيّ لحواسّها.

 

استعداد الزوجة نفسيّاً

من المهمّ أن يعرف الرجل، في حال لم تكن زوجته مستعدّة نفسيّاً للعلاقة الحميمة، أنّ المداعبة المباشرة والمتكرّرة لأعضائها التناسلية لا تولّد أيّ إحساس بالرغبة أو المتعة لديها، بل على النقيض، تولّد لديها مشاعر مزعجة. ومن الضروري أن يقتنع بأنّ اللقاء الحميم يجب ألا يحدث إلا عندما تكون زوجته مستعدّة له وتتطلّع إليه.

ويجب أن تمهَّد العلاقة الحميمة دائماً، وبشكل كافٍ، بمداعبات متنوّعة، تتمّ بتفهّم وصبر ورقّة وتجرّد من الأنانية. ولا يمكننا إقرار شكل واحد للمداعبات، فهي غير خاضعة لقوانين علميّة، حيث لا توجد لها معايير صالحة للجميع. المهمّ هنا أن يقارب الرجل زوجته بنعومة وإخلاص وعفويّة تتماشى مع ميول الزوجة ومدى تجاوبها، وعليه يتحدّد إيقاع المداعبات وتنوّعها وتوزيعها.

 

اقرئي أيضاً ما هي أسباب عدم رغبة المرأة ممارسة العلاقة الزوجية؟

 

أين تكمن المشكلة؟

المشكلة في عدم تجاوب المرأة أحياناً مع مقاربة زوجها الحميمة هي أنّ معظم الرجال لا يزالون يقارنون إحساسهم الجنسي، والذي يتمركز بشكل كبير في أعضائهم التناسلية، بإحساس زوجاتهم، وهم غير قادرين على الاقتناع بأنّ الأحاسيس الجنسية الأنثوية شديدة الانتشار، حيث تتوزّع في عدّة نقاط من جسم المرأة.

ولا يعلم كثير من الأزواج أيضاً أنّ الزوجة تستطيع الشعور بالنشوة من دون إتمام عمليّة العلاقة الحميمة، أيْ من دون الوصول إلى الجماع أحياناً، وأنّ الغالبيّة العظمى من النساء لا يبلغن الذروة إلا بالمداعبة الخارجيّة.

 

رفضٌ للممارسة الآليّة

أعود إلى موضوعي لأقول إنّ الفرق بين الاغتصاب والعلاقة الجنسية الطبيعية أقلّ من سمك ورقّة السيجارة. وما ترفضة المرأة هو الممارسة الآليّة للعلاقة الحميمة، التي تخلو من البعد الشعوري والعاطفي، والتي تتلاشى فيها التمهيدات والكلمات والرقّة والمداعبات، لصالح متعة عضويّة.

 

 

أضف تعليقا