تعرفي الى تاريخ اللون الأزرق المرتبط بالموضة

سيطر اللون الأزرق بدرجاته المختلفة على منصات عروض خريف وشتاء 2020-2021، لا سيما بعد أن أعلنت مؤسسة بانتون إحدى درجاته اللون الرسمي للعام. 
الأزرق هو لون السماء، يمثل اللانهائية والألوهية، وهو أيضاً لون عميق ونقي كالأبيض، يرمز إلى الهدوء والتأمل والذكاء.
في اللوحات الفنية القديمة، تم اختياره لتلوين أردية الملائكة، الأمر الذي جعله يمثل الحكمة الإلهية، بينما اختياره لتصوير ملابس السيدة العذراء في الأيقونات الدينية جعله يرتبط بالنقاء. 
اللون الأزرق يظهر في الكثير من الحضارات العريقة وترتبط به الكثير من المعاني. فالإله المصري آمون لطالما تم تصويره باللون الأزرق، وكذلك آلهة الهندوس راما وشيفا وكريشنا. 
يمكن القول إن اللون الأزرق لون ابتُكر حديثاً نوعاً ما، ففي اليونان القديمة لم تكن هناك كلمة تصف اللون الأزرق كما نعرفه اليوم، حيث إن هومر في ملحمته "الأوديسة" وصف لون البحر بلون النبيذ الداكن. 

 

الأزرق في التاريخ القديم


أقدم صبغة للّون الأزرق كانت تُصنع من النباتات مثل نبتة وسمة الصبّاغين في أوروبا وإنديغو في آسيا وأفريقيا. كما كانت تُصنع من المعادن، مثل اللازورد أو الأزوريت.
الرومان استوردوا صبغة الإنديغو وخصّصوه لملابس الطبقة العاملة، بينما النبلاء منهم كانوا يختارون ألواناً الأبيض والأسود والأحمر والبنفسجي.
كان المقاتلون من قبائل السلت والجرمان يصبغون وجوههم باللون الأزرق لإخافة أعدائهم، كما كانوا يصبغون شعرهم باللون الأزرق عندما يتقدمّون في السنّ. 
كان المصريّون القدماء الوحيدين الذين كانوا يمتلكون كلمة تعبّر عن اللون الأزرق، كما أنّهم كانوا الحضارة القديمة التي وجدت طريقة لابتكار هذا اللون؛ حيث كانوا يطحنون السيليكا والكلس والنحاس والمواد القلوية لتصنيع اللون من دون الحاجة إلى أخذه من مصادر طبيعية. 
في أوروبا كان لون الإنديغو يُستخلص من نبتة وسمة الصبّاغين، التي كانت أصلاً من آشور وبلاد المشرق، وكان تربّى في شمال أوروبا منذ ما قبل التاريخ. منذ القرن الـ 18، استُبدل بالإنديغو الهندي، الذي كان يُستورد من قبل الشركة الهندية البريطانية الشرقية. 

 

الأزرق كلون ملكي

 

اقرئي أيضاً: 

فساتين باللون الازرق الملكي ليوم الخطوبة بوحي من النجمات

خلال بداية العصور الوسطى، لم يلعب اللون الأزرق دوراً كبيراً في الفنّ والحياة اليومية في أوروبا، فقط الفقراء كانوا يرتدون الملابس الزرقاء التي تم صبغها بصبغات رخيصة. 
في القرن الـ 12، انقلبت المعايير في باريس، عندما استخدم Abbot Suger الكوبالت في تزيين الزجاج الملوّن في كنيسة Saint Denis، ومنذ ذلك الوقت صار اللون يُعرف باسم Bleu de Saint Denis. 
وصار الزجاج الملوّن بالأزرق يُستخدم في تزيين الكنائس والكاتدرائيّات، وبات اللون الأزرق يظهر بكثرة في اللوحات التي تصوّر السيّدة العذراء وصار يرمز إلى ملابسها. 
خلال القرن الـ 12، استخدم الرسّامون في إيطاليا، وأوروبا عموماً، أغلى صباغ لرسمها، استوردوه من آسيا، وكان اسمه ألترامارينUltramarine ، حتّى أصبح اللون الأزرق يرتبط بالألوهية والتواضع والفضيلة والحماية. 

 


وكان يجب الانتظار حتّى عصر القرون الوسطى ليصبح الأزرق رمزاً للملابس الملكيّة.
بدأ كلّ شيء مع لويس التاسع، ملك فرنسا، الذي صار يرتدي اللون الأزرق باستمرار، وكان أوّل ملك فرنسي يجعل من هذا اللون لون النبالة. وهكذا صار الأزرق لون الملوك وصار يرمز للثراء والقوّة، بعد أن كان لون الفقراء. 
ازدياد استعمال الأزرق في الأزياء في القرنين الـ 12 والـ 13 ساهم في ظهور صناعة الصباغ الأزرق في الكثير من المدن الفرنسيّة.  

 


في نهاية القرن الـ 16، صارت الملابس الزرقاء منتشرة ومعروفة، وعاد الأزرق إلى البلاطات الملكيّة في القرن الـ 17 كجزء من باليت لونيّة فيها ألوان فاقعة كريش الطاووس، وتمظهرت في أزياء مفذلكة. كما أنّ اللون الأزرق في هذا القرن ارتبط بالأزياء الرسميّة للجنود مع فريدريك ويليامز، الذي كان أوّل من فرض الزيّ الموحّد الأزرق اللون على جنوده. 
ومع الوقت، صار الأزرق لون ملابس المسؤولين على اختلاف رتبهم، وفي أواخر القرن الـ 18 صار الزيّ الأزرق رمز الحرّيّة والثورة.

 


كما يذكر التاريخ أنّ مدام دو بومبادور، عشيقة الملك لويس الخامس عشر، تزيّنت بزهور Forget Me Not الزرقاء اللون في شعرها وزيّها، كرمز لإخلاصها للملك.
منذ العصور الوسطى، كان الأزرق يُستخدم من قبل السيّدات كرمز للإخلاص والحبّ الدائم.

 


أحد الأساطير اليونانيّة تقول إنّه عندما انتهى الخالق من صنع الزهور، سمع همسة تقول له "لا تنسني"، ولم يتبقَّ لديه سوى القليل من اللون الأزرق. 
في فترة الروكوكو، صار الأزرق الفاتح جزء من الأناقة في كلّ مظاهرها.

 

اقرئي أيضاً: لماذا تفضل كيت ميدلتون اللون الازرق في معظم اطلالاتها!

 

أضف تعليقا
المزيد من إتجاهات الموضة