مجموعة قوتشي خريف 2019 في اسبوع الموضة في ميلانو

قدّمت علامة قوتشي Gucci ضمن أسبوع ميلانو للأزياء الجاهزة لخريف 2019 مجموعة من تصميم أليساندرو ميشيل Alessandro Michele، احتلّت فيها الأقنعة المقام الأوّل، مشكّلة الإلهام الأكبر لأزياء اتّسمت بالغموض والدراماتيكيّة.
الجدير بالذكر أنّ الأقنعة هي ذات معنىً فلسفي خاصّ، ترجمتها الدار على طريقتها الفريدة، خصوصاً وأنّ الأقنعة كانت تستخدم قديماً في التراجيديا المسرحيّة اللاتينيّة تحت مسمّى Persona. 
إنّ الأصل اللاتيني لكلمة Persona أو "شخص" تمّ تبنّيه بدون تغيير تقريباً من قبل اللغات الأوروبية. وكانت كلمة Persona تشير في الأصل إلى قناع الممثل المسرحي الذي يغطّي وجهه "الشخصي".

نظريّة القناع وفق الفيلسوفة الألمانيّة هانا أرندت
تذكّرنا المفكّرة الثيولوجيّة السياسية والفيلسوفة الألمانيّة هانا أرندت Hannah Arendt  بأنّنا أشخاص عندما نختار القناع الذي نظهر من خلاله على مسرح العالم. نحن نحدّد موضوعيتنا ومكانتنا الأخلاقية والسياسية من خلال مشهد المظهر المشترك. عندما نعرض أنفسنا على المشهد العام، نكشف عن أنفسنا لبعضنا البعض في هوياتنا المتعدّدة. لذا فإنّ مجال الرؤية يمثل حالة إمكانية التواجد معاً وفي نفس الوقت مختلف.
ولطالما رأى ذوي نظرية التحامل الميتافيزيقي القناع كأداة إخفاء، وعلى أنّه شيء يُستخدم لتزييف الحقيقة. ما من شأنه أن يجعلنا زائفين بشكل غير قابل للعلاج. ولكنْ إذا كنا نعني بالأصالة إمكانيةَ التمسّك بالفكرة التي لدينا عن أنفسنا، فإنّ القناع يصبح الوسيلة التي يمكن من خلالها أن نصبح نحن القناعَ ، ما يسمح لنا بإظهار أنفسنا كما نرغب، وأن نلعب دورنا كما نعتقد أنّه الأفضل. إنّه إمكانية اختيار كيفية ممارسة حرّيتنا لإظهار أنفسنا من خلال مصفاة قويّة تختار باستمرار ما نريد مشاركته عنا، وما نريد إخفاءه بدلاً من ذلك.
 

وتذكّرنا أرندت أيضاً بنظريّة طبيعة المظهر، وتؤكّد وظيفته المزدوجة بين العرض والإختباء في نفس الوقت. فما يظهر، في الواقع لا يُظهر نفسه كلياً: حيث أنّ الكشف عن بعض الأجزاء ينتهي بالحفاظ على سرّية أجزاء أخرى. يحمل القناع نفسه دائماً توتّراً بين الدوافع المتباينة: العرض والإخفاء والظهور والحماية والتكبّر والتواضع. القناع هو شكل. وكلّ شكل، قادر على الإصلاح والتغطية، وقادر على الكشف في الوقت نفسه. في الواقع، هو يتكوّن من سطحين مصنوعين من نفس المادة، أحدهما مقعّر والآخر محدّب. يتّكئ كل منهما على الآخر. يمكن أن يتصل إتّحادهم بالخارج والداخل، والوجود والغياب، المرئي وغير المرئي. في القناع يتداخل العمق مع السطح. مَن يرتديه يرتدي ما هو متعرٍّ.
اللعب بالغموض السحري للأقنعة يشكّل فرصة لاستعادة الجذور الإبداعية لوجودنا على قيد الحياة.  
وعلى قول أرندت "عيش ككيان متميّز وفريد ​​بين الأنداد"، فإذا كان المظهر يمثّل الحالة الفسيولوجية لتفكيرنا بأنفسنا كأشخاص ذوي صلة، يمكن للأقنعة أن تقدّم نفسها كوسيلة يمكن من خلالها منح حقوق المواطنة لهويتنا المتشعّبة.
 

 

اقرئي أيضاً: 

ألبيرتا فيريتي خريف 2019 في اسبوع الموضة في ميلانو

عرض ازياء فيكتوريا بيكهام بأسبوع الموضة بلندن

بدلات سهرة موضة خريف 2019 من أسبوع نيويورك

أضف تعليقا
المزيد من إتجاهات الموضة