فرنسي يبدأ رحلة عبور المحيط الهادئ بعد 20 عامًا من اجتياز «الأطلسي»

غاص الفرنسي بونوا لوكونت في مياه المحيط الهادئ من شاطئ صغير في شرق اليابان باتجاه سان فرانسيسكو، في رحلة يجتاز خلالها 9 آلاف كيلومتر في غضون 6 - 8 أشهر، في رحلة غرضها رفع الوعي إزاء تلوث المحيطات بالبلاستيك.

ويجري الغواص الفرنسي، الذي احتفل الأحد بعيد ميلاده الـ51 عامًا، مع فريق مكوّن من 8 أشخاص أكثر من 12 بحثًا حول المحيطات وجسم الإنسان، لحساب 27 مؤسسة علمية غالبيتها أمريكية.

لوكونت كان أول إنسان يعبر منذ 20 عامًا المحيط الأطلسي في رحلة سباحة أخرى من دون أي لوح، متحديًا العواصف والكائنات البحرية الخطيرة، للتوعية بمكافحة السرطان.

وبعد 7 سنوات من التحضير الجسدي والنفسي المكثف، أوقف خلالها عمله كمهندس معماري، كان لوكونت متشوقًا لاستكمال مغامرته التي أرجئت مرات عدة؛ بسبب صعوبة إيجاد رعاة لها.

وقال لوكونت، وقد بدا عليه الهدوء والثقة قبيل انطلاقه: «أنا متشوق للانطلاق».

وقد غاص بعدما ارتدى بزة مصنوعة من النيوبرين، وانتعل زعانف مطاطية تساعده على السباحة بعد الساعة التاسعة (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) ترافقه على مسافة 100 متر ابنته البالغة 17 سنة، وابنه البالغ 11 سنة، اللذان عادا بعد ذلك إلى اليابسة، وقد حضر أيضًا بعض أفراد عائلته ومقربون منه بدا عليهم التأثر.

وقد أتى أيضًا بعض من سكان «شوشي»، الواقعة على مسافة ساعتين من طوكيو، فضلاً عن مسؤولين محليين.

وقد أبحر المركب الشراعي، من 20 مترًا، الذي سيبيت لوكونت ليلته فيه، بعدما يكون سبح مدة 8 ساعات في اليوم، وسيتناول فيه الطعام صباحًا ومساء، فضلاً عن زورق مطاطي كهربائي، وسيحرق يوميًا 8 آلاف سعرة حرارية، والمركب الشراعي محمل بـ2.8 طن من المواد الغذائية.

وخلال المغامرة، التي تمتد على 8800 كيلومتر، سيمرّ لوكونت في الجزء الشمالي من «محيط البلاستيك» الذي تتراكم فيه جزيئات من البلاستيك تفككت بفعل الشمس ومياه البحر، وهو يمتد كما أظهرت دراسة أخيرة على مساحة تزيد ثلاث مرات على مساحة فرنسا، وتدخل هذه الجزيئات البلاستيكية في السلسلة الغذائية.

ويروي لوكونت قائلاً: «عندما كنت طفلاً وأتنزه مع والدي على الشاطئ، لم أكن أرى أي قطع بلاستيكية تقريبًا، لكن الآن وفي كل مرة أكون مع أطفالي أرى البلاستيك أينما كان، لقد حصل كل ذلك في غضون 30- 40 عامًا، كيف ستكون الحال مع أبنائنا؟».

ويؤكد السباح الفرنسي: «إنها مشكلة هائلة يمكننا أن نحلها لأننا نحن تسببنا بها، ففي حال توقفنا عن استعمال البلاستيك باستخدام واحد سنحدث فرقًا كبيرًا».

وسيأخذ الفريق المرافق له عينات بغية تشكيل أكبر قاعدة معلومات حول هذه الجزئيات، وهو سينصب أجهزة صغيرة على الأجزاء البلاستيكية الكبيرة لمتابعة مسارها، وسيحمل لوكونت أيضًا على الكاحل جهازًا قادرًا على رصد آثار السيزيوم المشع الناجم عن كارثة فوكوشيما.

وسيستفيد هذا المغامر من نظام متابعة صحة قلب رواد الفضاء الذي صممته وكالة الفضاء الأمريكية؛ لمعرفة إن كان النشاط الجسدي الكثيف الذي يقوم به يلحق أضرارًا بالقلب.

أضف تعليقا
المزيد من أخبار