حبوب التنحيف ... ما لها وما عليها

انتشرت في الآونة الأخيرة، وراجت بين أوساط النساء والرجال على حد سواء، مسألة انقاص الوزن وهوس الرشاقة إلى درجة المرض، فتهافتوا على الأدوية القاطعة للشهية وأصبحوا يتناولونها من دون إستشارة طبيّة معتقدين أن هذه الأدوية سوف تحقّق لهم آمالهم وأهدافهم.

فعملية خسارة الوزن الزائد بطريقة عشوائيّة، من شأنها أن تتسبّب في مضاعفات تكون نتائجها وخيمة على الصحة، لأنّ وسائل التنحيف "السريعة" التي تضمن التخلّص من كل الشحوم في مدة قياسيّة ما هي إلا تجارة وتسويق، ليس للطبّ أو علم التغذية شأن بها.

"الجميلة" قابلت استشاري أمراض السمنة والضغط والسكري، الدكتور طارق البدوي، ليبيّن لنا مخاطر هذه الأدوية وما تسبّبه من اعتلالات صحيّة وربما نفسية، تكون آثارها ونتائجها أخطر من السمنة نفسها، وكذلك ضرورة الابتعاد عنها.

 

اقرئي أيضاً أفضل التقنيّات في مجال التنحيف

 

مادة خطرة

لماذا تُستخدم الأدوية القاطعة للشهيّة، وعلى ماذا تحتوي؟

تستخدم هذه الأدوية كعلاج مساعد للتخلّص من الوزن الزائد وعلاج السمنة المفرطة. والمادة الفعّالة المستخدمة في هذه الأدوية هي السيبوترامين، وهي مادة كيميائيّة تعمل على تثبيط وكبح الشهية. وقد بدأ استخدام هذه الأدوية في أوروبا وأميركا عام 1999، ثم دخلت الأسواق العربية مسجلة بأسماء تجاريّة مختلفة.

 

ما مدى أضرار وخطورة العقاقير القاطعة للشهيّة على الصحة؟

مادة السيبوترامين التي تحتويها تؤثّر في الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، متسبّبة في عدة أعراض سلبية، إذ تعمل على زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم مع احتمال حدوث جلطات قلبية أو دماغية، إضافة لبعض الأعراض الجانبية مثل الأرق والصداع الشديد وجفاف في الفم.

 

هل هنالك علاجات أخرى تساعد على انقاص الوزن تكون بديلة عن هذا العلاج؟

في الواقع لا يوجد علاج فعّال لإنقاص الوزن، لكن هنالك أدوية أخرى غير السيبوترامين تساعد على تخفيف الوزن وطريقتها مختلفة تماماً عن مادة السيبوترامين. وهذه العلاجات تعمل في الجهاز الهضمي وتمنع امتصاص الدهنيات في الأمعاء بنسبة 30 %. والحل الجذري لعلاج زيادة الوزن والسمنة، في حال عدم وجود مرض عضوي أو خلل في الهورمونات، مثل كسل في الغدة الدرقية، يكون بإتّباع نظام غذائي قليل السعرات مع ممارسة الرياضة المناسبة لنصف ساعة يوميّاً على الأقل وبانتظام، وأفضل رياضة لإنقاص الوزن، هي المشي لمدة نصف ساعة يوميّاً.

 

اقرئي أيضاً أخطاء شائعة تفسد الرجيم

 

منع السيبوترامين

 

لماذا تم سحب دواء قاطع الشهيّة من الصيدليّات في السعودية، وما هي آخر دراسة منظمة الصحة العالمية؟

بالفعل تم سحب العلاج حسب توصية لجنة المنتجات الطبية للاستعمال البشري، وهذا الاقتراح جاء بناء على دراسات مطوّلة، حيث تبيّن أن له ارتباطاً بالمشاكل التي تحدث للقلب والأوعية الدموية، مثل الجلطات القلبية والدماغية. وقد اقتنعت اللجنة الصحيّة العالميّة بأن مضارالسيبوترامين أكثر من فوائده، ولهذا أوصت اللجنة الصحيّة بمنع تداول علاج السيبوترامين في علاج السمنة أو زيادة الوزن. وفي أميركا الشمالية منعت هيئة الغذاء الأميركية تناول السيبوترامين للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية.

وهنالك دراسة scout  أجريت على 10000 مريض يعانون من السمنة المفرطة وكانت النتيجة أنه يجب عدم استخدام السيبوترامين كعلاج للسمنة أو زيادة الوزن، سواء كان الأشخاص يعانون من أمراض القلب أو المرضى الذين يعانون من السمنة فقط. وقد أظهرت الدراسات الميدانيّة أن هنالك 68 % من السيّدات يشعرن بالقلق نتيجة استخدامهن للأدوية القاطعة للشهية، وفي معظم الحالات يشعرن بالقلق لأنهنّ أثناء استخدامهن لهذه الأدوية يحدث لهنّ صداع شديد وجفاف في الفم وإمساك وأرق وزيادة في ضربات القلب.

 

 

نصائح وقائية

ما هي نصائح الاختصاصي للوقاية من أضرار هذه الأدوية؟

  • مراجعة الطبيب المختص من أجل الكشف الطبي، وتقييم الحالة قبل صرف هذا العلاج والتأكّد من سلامة الضغط والقلب.
  • عدم صرف هذه الأدوية مباشرة من الصيدلية إلا باستشارة طبيّة.
  • عدم صرف هذه الأدوية لمن هم أقل من 16 عاماً.
  • عدم صرف هذه الأدوية لكبار السن.
  • عدم صرف هذه الأدوية لمن يعاني من مرض القلب أو توجد لديه زيادة في نبضات القلب أو جلطة قلبية سابقة.

 

أضف تعليقا