العلاقة الحميمة كيف تستمر؟

ليست وتيرة العلاقة الحميمة هي ما يحدد إمكانية الحفاظ على حياة جنسية نشيطة لدى الزوجين، بل هي الأهمية التي تكتسبها هذه العلاقة بالنسبة إليهما. هذا ما أثبتته دراسة أميركية حديثة، إذ أشارت أيضاً، وخلافاً للنظرية القائلة إن التقدم في العمر ينعكس سلباً على القدرات الجنسية، إلى أن الواقع أكثر إيجابية!

 

اقرئي أيضاً العوامل المؤثرة على حاجة المرأة الجنسية

 

للعلاقة... أهمية

شملت الدراسة نحو 602 امرأة تتراوح أعمارهن بين 44 و69 سنة وقد أجريت لهن فحوص ترتبط بالرغبة الجنسية على مرحلتين تفصل بينهما مدة 4 سنوات. وأظهرت النتائج أن امرأتين من 3 نساء أظهرن أنهن ما زلن يتمتعن بالنشاط الجنسي وبعد أربع سنوات تبين أن 85 % من النساء اللواتي خضعن للفحص حافظن على قدراتهن في الإطار نفسه. وتعتبر نتيجة هذه الدراسة دليلاً على أن معظم النساء يبقين ناشطات جنسياً وإن تقدمت بهن السن في حال كن كذلك في مرحلة شبابهن، بالرغم من اختلاف درجات الاكتفاء والرضى بين سن وأخرى. إلا أن الباحثين خلصوا إلى أن المعيار الوحيد الذي يضمن استمرار الحياة الجنسية على امتداد حياة الزوجين هو الأهمية التي يعلقانها، كما سبق وذكرنا، على علاقتهما الحميمة.

هذه النتيجة توصلت إليها أيضاً دراسة أميركية أخرى أجريت في العام 2008. فقد شملت 31 ثنائياً تتألف من أزواج يبلغ معدل أعمارهم 25 عاماً، حيث أشار 29 ثنائياً من مجموع من شملتهم الدراسة إلى أن العلاقة الحميمة تشكل جزءًا لا يتجزأ من نجاح الحياة الزوجية وسراً من أسرار استمراريتها. لكن رأى هؤلاء أن الاختلاف في مستوى الرغبة الجنسية بين النساء والرجال قد يسبب الخلافات.

 

اقرئي أيضاً العلاقة الجنسية بين الوهم والحقيقة

 

انسجام الرغبات

في الواقع، وبعيداً عن النظريات، يتعين على الزوج والزوجة أن يديرا بروية وحكمة مسألة التفاوت في  مستوى رغباتهما الجنسية. فقد يكون أحدهما أكثر تطلباً في هذا الإطار من الآخر، وليس ضرورياً أن تكون هذه حال الرجل فقط كما هو شائع، إذ إن المرأة قد  تتمع بالرغبة أكثر من زوجها أحياناً. إذاَ، يرتكز الانسجام في حياة الثنائي على قدرة الطرف الأكثر تطلباً على التحكم برغبته. لذا، خلصت الدراسة إلى أن استمرارية الحياة الجنسية لدى الزوجين لا ترتبط بغياب الخلافات، بل بقدرتهما على التغلب على مسألة التفاوت بين رغباتهما وإدارته بشكل إيجابي.

أخيراً لا بد من التذكير بأن وعي متطلبات العلاقة الحميمة هو مفتاح السعادة على هذا المستوى، ما يعني طبعاً الحرص على احترام إيقاع رغبات الزوج وقدراته.   

 

 

أضف تعليقا