ابن أمّه... مشكلة تلاحق الزوجات

"أمامها يصير طفلاً صغيراً، لا شخصيّة له، لا يستطيع أن يناقشها في شيء أو يردّ لها كلمة... وهذا ما أكرهه في زوجي، أنّه ابن أمّه وهذه الصفة جعلت حياته ملكاً لها، وأنا لا أستطيع العيش بهذا النمط وأكون زوجة لحماتي".

هي صرخة زوجة تعاني من مشكلة تفاقم نفوذ حماتها في حياتها الزوجيّة...

 

 

اقرئي أيضاً الزوجة المثالية حقيقة أم خيال؟

 

تحديد المشكلة وأسبابها

يقول الدكتور أحمد يوسف، أستاذ علم النفس في جامعة القاهرة: "تتصوّر الفتاة، في بداية التعارف، أنّ ارتباط خطيبها بأمّه وتقاربهما الوثيق إنّما هما بدافع حبّه ووفائه وامتنانه لما قدّمته والدته له منذ ولادته؛ وأنّه بالتالي سيكون أفضل زوج لها. ولكنْ بعد مضيّ فترة على الخطبة أو الزواج، تكتشف الفتاة أنّها شربت كأساً مرّاً، ألا وهو الوهم الذي جعلها تتورّط في الارتباط أو الزواج برجل لا يستطيع التفكير بنفسه، أو اتخاذ أيّ قرار ذاتيّ، حتّى في أدقّ خصوصيّات حياته، إلا بالعودة إلى أمّه...

ويلفت الدكتور أحمد يوسف إلى أنّ علاقة الأمّ بابنها من أهمّ العلاقات الإنسانية في الحياة، وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقته مع زوجته. ولأهمّية هاتين العلاقتين، يحرص كلّ زوج على أن تكون علاقته بأمّه وزوجته على خير ما يرام... في أحيان كثيرة، يرتبط الابن بأمّه بعد الزواج بشكل زائد عن حدّه المعتاد، فنراه يستشير والدته في كلّ صغيرة أو كبيرة تخصّ حياته، حتّى أنّ بعض الرجال يطلبون من أمّهاتهم أن يتّخذن عنهم قراراتهم الحياتية.

ويضيف أنّ مشكلة "ابن أمّه" ليست جديدة، إنّما نموذجيّة في كثير من الحالات، حيث يصعب حلّها، خصوصاً وأنّ هذا النوع من الرجال هو ضحيّة لتربية خاطئة، وأسير حبّ مَرَضيّ وغير طبيعي من أمّه له، ومنه لأمّه، التي تعتبره مُلكها، حيث لا يحقّ له، حتّى بعد الزواج، أن يخرج عن طوعها أو يتحرّر من سيطرتها.

كما يؤكّد اختصاصيّ علم النفس أنّ التنشئة الاجتماعية الخاطئة للابن تؤدّي إلى ضعف شخصيّته واستسلامه لأمّه في كلّ قراراته، وعدم قدرته على اتّخاذها بنفسه، نظراً لِما غرست الأمّ فيه من خبرات ومواقف سلبية خلال تربيتها له.

 

اقرئي أيضاً نصائح للحفاظ على الصداقة بعد الانفصال

 

دور الزوجة

يشدّد الدكتور أحمد يوسف على ضرورة أن تقوم الزوجة باستيعاب المشكلة، وأن تتصرّف بذكاء، من خلال نقل تبعيّة زوجها من أمّه إليها، ومشاورته في أمور حياتها والأخذ برأيه. كما يجب أن تحرص الزوجة على اتّفاقها وزوجها على رأي واحد في قراراتهما الحياتية، حتّى لا يصاب الأطفال بالتشتّت.

ومن جهتها، على الأمّ أيضاً أن تساعد ابنها على الاستقلال عنها، كي لا يبقى معتمداً عليها.

سمات :
أضف تعليقا