المصممة السعودية وفاء العثمان: ملمس الخامة هو سر الفخامة.. شعار تترجمه في تصاميمها

المصممة السعودية وفاء العثمان، هي خريجة جامعة الملك سعود بالرياض، بكالوريوس لغة إنجليزيه لغات وترجمة. بعد تخرجها، لم تتقدم لأي وظيفة بسبب ممارستها للتصميم كمتعاونة مع مجموعة من دور الخياطة النسائية الخاصة في الرياض وجدة لتتفرغ بعد ذلك لعالم التصميم والأزياء وأخذ بعض الدورات والبرامج الخاصة بالأزياء والموضة في  باريس، الرياض وجدة.
"الجميلة" التقت بالمصممة السعودية، وفاء العثمان، وعادت بهذا الحوار:

لماذا اخترتِ عالم التصميم؟
وجدت فيه إبداعاً وشغفاً، تميزاً واحتياجاً مهماً لكل أنثى. فعالم التصميم يعكس الصورة الحقيقية للأناقة ويولي اهتماماً إلى جانب مهم في حياة كل الإنسان، ألا وهو المظهر. لو لم أتجه إلى عالم التصميم لكنت اتجهت إلى عالم الرسم.

اتجاهك لمجالك الحالي، هل هو توجه وظيفي أم شغف وهواية؟
بدأت القصة في عام 2012. وقتذاك، كان السوق المحلي محدوداً ويفتقد لهذا المجال كثيراً، إذ كانت قلة من المصممات السعوديات يعملن في مجال تصميم العبايات والجلابيات، وفي الأزياء عامة. كان الأسود اللون الوحيد السائد في العبايات والجلابيات الخليجية، لقد كانت الخياطة هي الحل. وعندما بدأت، لقيت ردود أفعال، من الأهل، الأقارب والأصدقاء تثني على ملابسي، ويتوجهون دائماً بالسؤال: " من أين فستانك، عبائتك أو جلابيتك؟ هنا، وجدت نفسي في بحر عالم التصاميم وشغفه إلى أن أصبح بزنس وهواية يومية لا أستطيع الاستغناء عنها .

متى كانت بداية انطلاق العلامة التجارية الخاصة بكِ في تصميم العبايات؟
أوقفت جائحة كورونا كل الأعمال في كثير من دول العالم وأغلقت المحلات وتوقفت الأعمال، فُقدت الكثير من الوظائف وأصبحنا في نفق مظلم لا نعرف متى وكيف ستنتهي هذه الجائحة، ولكن كان هناك نور في آخر النفق، ولله الحمد، وجدت نفسي في فراغ يومي، وبأني مخطئة، لِمَ لا أقوم بعمل خاص بي؟ وبالفعل، بدأت بدراسة جدوى العلامة التجارية. استغرق الأمر ثلاثة أشهر، بعد ذلك رفع الحظر الكلي، فقمت باستقطاب بعض الأيدي الماهرة وتأسيس وتجهيز معمل للخياطة خاص بي. والحقيقة، من ساعدني كثيراً على تحقيق هذا النجاح، زبائن عملت كمصممة خاصة لهم منذ سنوات، وما زلت.
من جراء هذا التعاون، بات الدخل المادي أكثر، ولله الحمد،  فأطلقت العلامة التجارية الخاصة بي باسم "ملمس للأزياء" mlms_sa@ في نهاية عام 2020 ، لتكون سنة وذكرى جميلة، تمحو ذكرى جائحة كورونا .

هل تذكرين أول قطعة صممتِها؟
كانت في صيف 2012، عندما أهدتني والدتي قطعة قماش جميلة، قمت بتصميم فستان ريفي قصير، لأباشر فيما بعد، وفي العام نفسه، بتصميم العباءات والجلابيات. الجرأة، هي سر النجاح والخطوة الحقيقية لاكتشاف أحد الأسرار الجميلة المخبأة داخلنا، وهي كثيره.

هل تميلين إلى صيحات الموضة الجديدة، أم الحفاظ على التراث أم الدمج؟
- لكل بلد طابعه وإرثه، وأعتقد أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
 العبايات:
لا يدخل تصميم العباءات في الموضة العالمية وصيحاتها، بل هوالعباءة هي رداء إسلامي محكوم بتقليد ولون واحد في زمن معين، وهذا ما عملت على تحديثه في الفترة الأخيرة، من خلال دمج الألوان، إضافة القصات، الموديل والأكسسوارات البسيطة.
- الجلابيات:
ابتكرت تصاميم كثيرة، فيها الطابع الشرقي والتراثي الجميل، بألوان تعكس تراث السعودية المطعم بالنقشين النجدي والجنوبي، كذلك الطابع الريفي الفرنسي من خلال القماش الواحد المشجر والاعتماد على القصات المبتكرة للموديل.
- الفساتين:
منها الكاجوال والرسمي، وهذا يدخل في الموضة العالمية. الموضة كل عام تحكمها ألوان معينة وقصات عالمية متعددة. أميل الى إدخال الطابع الشرقي عليه في بعض الموديلات الخاصة. في النهاية، أحبذ التصاميم التي تعكس الإرث والأصالة لبلدي بطريقة مبتكرة وحديثة، مع إضافات بلمسة جذابة ومتناسقة وليست صارخة .

حدثينا عن آخر مجموعة أطلقتها لعام ٢٠٢١؟
البساطة والفخامة العصرية هما ما يميز المجموعة التي أطلقتها لهذا العام، سواء مجموعة شتاء 2021 والمجموعة الأخرى الصيفية. مجموعة عصرية ومبتكرة، اعتمدت فيها البساطة في التصميم لتتناسب وجميع الفئات العمرية. تم اختيار خامات من أفخم وأرقى الخامات الأوروبية، واستخدام  أكسسوارات بطريقه مدروسة بعناية. هذا الاختيار أضفى تميزاً وتفرداً للقطعة وساعد على الجمع ما بين الستايل العصري والحفاظ على أصالة العباءة في آن واحد، بالإضافة إلى التطريز اليدوي بطريقة مبتكرة.
كذلك ما يميز القطع التي أطلقتها لهذا العام، الحرص على تقديم قطعة أو اثنتين فقط من كل تصميم، كي تشعر السيدة بتفردها في عباءة غير تقليدية أو تصاميم مستهلكة.

كيف ترين نفسك في سوق العمل؟ وما سمات المصممة المحترفة؟
سوق العمل فيه منافسه شرسة سعودياً وخليجياً، خاصة بعد دخول التطبيقات وسهولة الطلب في أقلّ من يومين، لذا أصبح من الضرورة التميز في نوع الأقمشة والخامات المدروسة لكل قطعة، سواء عباءة، جلابية أو فستان. لكل منها أقمشة معينة لا يتناسب الخلط بينها. إدخال لمسة من الطابع التراثي السعودي في التصاميم، يجعلك تفرضين نفسك، فيتناقل الزبائن تصاميمك، وثقتهم تحثك على الاستمرار. البحث عن مصدر المنتج هو الداعم الحقيقي لتسويق علامتك واسمك كمصممة بعيداً عن الدعاية والإعلانات التجارية في السوشل ميديا، لأن منتجاتي خاصة وليست تجارية بكميات كبيرة. هذا ما أحاول الابتعاد عنه، فكل قطعة تعتبر لوحة فنية نادرة وبإصدارات محدودة جداً.
في النهاية، من يفرض نفسه ويميز تصاميمه، هو من يتقن عمله ويستخدم الأفضل في منتجاته وابتكاراته، لذلك مبدأ علامتي التجارية هو : "ملمس الخامة هو سر الفخامة".

من قدوة وفاء العثمان في مجال الأزياء؟ وما العلامة المفضلة لك، وما السبب؟
المصمم البريطاني العالمي بروس أولدفيلد والأميرة الراحلة ديانا. كنت أتابع أناقتها من صغري، فهي وتعتبر ملهمتي. أما من المصممات السعوديات، الكثير منهن مبدعات، كالمصممة أميمة عزوز، كما أميل إلى ماركة Dior، قد يعود السبب إلى الألوان الريفية وبعض من اللمسات الشرقية التي تعتمدها هذه الدار العالمية في تصاميمها.

ما آخر أعمالك؟ وهل من مشاريع مستقبلية؟
بعد المجموعة التي أطلقتها في شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، أستعد الآن لإطلاق مجموعة جديدة لصيف 2021، تعتمد على تصاميم مختلفة وجديدة عما سبق وتتميز بأقمشة تتناسب مع أجواء الصيف الحار، من خلال الألوان الفاتحة المستوحاة من ألوان الفراشات الباردة. اعتمدت في هذا الكولكشن القصات الواسعة، الكاجوال والتنوع بخامات الأقمشة الأوروبية. أعمل جاهدة على الارتقاء بتصاميمي ووصولها لأكبر شريحة من المجتمع وأن أعكس واجهة بلدي لتكون منبراً من منابر الموضة.  
ومستقبلاً سيكون هناك قريباً تطبيق خاص وكذلك بوتيك في الرياض ومن ثم الشرقية وجدة، بإذن الله، كذلك المشاركة في تصميم أزياء لمناسبات ومهرجانات مهمة عن السعودية ومناطقها، أيضاً أزياء للإعلانات الترويجية الخاصة ببعض منتجات الشركات الكبرى في السعودية التي تستخدم الموديل السعودي في الإعلان.

كيف يمكن للقراء متابعة جديدكِ والحصول على تصاميمك؟
مجلة الجميلة هي أكبر داعم من خلال هذا اللقاء والشريحة الواسعة التي تتابعها. الآن أعتمد على المشاركة في أغلب المعارض الخاصة بالأزياء في مناطق المملكة والخليج. يمكن لجميع القراء متابعة عرض تصاميمي على صفحتي بإلانستغرام @mlms_sa وأشكركم على إتاحه هذه الفرصة واختياركم لي في هذا اللقاء الداعم والمحفز لي ودعمكم لجميع مصممات العالم العربي عامة.