هل بإمكان مريضة الذئبة الحمراء الانجاب؟

بشرى سعيدة للإناث المصابات بالذئبة الحمراء Systemic lupus erythematosus بكل أنواعها، وهي إمكانية حملهن، شريطة المتابعة الطبّية الدقيقة معهنّ، حيث يؤكد الدكتور مدحت الشافعي، أستاذ أمراض المناعة والروماتزم، ومقرر التعليم الطبي المستمر، أنّ مرض الذئبة الحمراء يحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي،‏ مما ينتج أجساماً مضادة تهاجم أنسجة الجسم المختلفة‏.

 

يصيب هذا المرض الإناث أكثر من الذكور بنسبة 9 نساء مصابات مقابل رجل واحد، ويرجع ذلك إلى الهرمون الأنثوي الاستروجين،‏‏ أحد مسببات المرض للنساء اللواتي لديهن الاستعداد الجيني للمرض، وكأحد المسبّبات لعدة ملاحظات تساوي نسبة الإصابة بين الذكور والإناث في سنّ الطفولة، في حين تقفز النسبة بعد سن البلوغ إلى تسع سيدات مقابل رجل واحد. ‏وازدياد النسبة بين النساء في فترة الخصوبة، حيث تصل إلى ثلاثين سيدة مقابل رجل واحد‏، وزيادة مدّة ونشاط المرض في فترات الحمل وعند تناول الأقراص وحقن منع الحمل المحتوية على هرمون الاستروجين‏.‏

 

اقرئي أيضاً الصويا للحماية من الأمراض

 

استشارة طبيب الروماتيزم قبل الحمل

وتختلف أعراض مرض الذئبة الحمراء وشدّته من حالة لأخرى، فقد تكون بسيطة لا يتعدّى تأثيرها الجلد والأغشية المخاطية والتهاباً مفصلياً بسيطاً، وقد تكون شرسة تصيب الكليتين والأوعية الدموية والجهاز العصبي‏. ولما كان الحمل يزيد من حدة المرض، ينصح الأطباء مريضات الذئبة الحمراء استشارة طبيب الروماتيزم قبل الحمل لعدة أسباب، منها‏ أن يقرّر الطبيب السماح للمريضة بالحمل‏ أم لا في هذه المرحلة.‏ ولعمل الاحتياطات اللازمة قبل السماح بالحمل‏، وصف أدوية مناسبة حتى يمكن تجنّب ما قد ينتج من نشاط للمرض أثناء الحمل، خاصة التهاب الكلى،‏ والعمل على تفادي الإجهاض المتكرّر وهو من توابع المرض حيث تسبّب بعض أنواع الأجسام المضادة للمريضة تجلطات في الأوعية الدموية للمشيمة، فيحدث الإجهاض غالبا بين الشهر الرابع والسادس. ويستطيع طبيب الروماتيزم منع الإجهاض بواسطة عدة أدوية تعطى كلّ منها على حدة أو مجتمعة، حتى الولادة‏.

وتبقي مشكلة أخرى تحدث في أثناء الحمل، وهي نادرة الحدوث ولكنها مهمّة حيث أنها تصيب الجنين، وهي احتمال تسرّب بعض الأجسام المضادة من دم الأم عبر المشيمة إلى الجنين، وقد تمثل خطورته إذا أصابت الضفيرة العصبية لقلب الجنين‏، ونستطيع أن نمنع هذه المتاعب في أثناء الحمل بإعطاء الأم أدوية تنتقل للجنين‏.

 

أعراض المرض

ويقول الدكتور مدحت شافعي، أنّ أعراض المرض تتفاوت تفاوتاً كبيراً، فهناك مرضى يشكون من تعب عام وإرهاق، وهناك من يشكو من آلام بالمفاصل قد يصاحبها تورّم في تلك المفاصل، وقد يظهر علامات المرض على شكل طفح جلدي واحمرار على الوجه أو الأذنين وتساقط الشعر وتقرّحات في الفم، وربما أثر المرض على أعضاء من الجسم مثل الجهاز التنفسي مسبّباً آلام ووخزات في الصدر أو ضيق في التنفس، وقد يؤثر المرض على الكلى ويؤدّي إلى إفراز البروتين أو الزلال في البول، وربما إلى ارتفاع في ضغط الدم وتدهور في وظائف الكلى.

كما أن هناك بعض المرضى من النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرّر نتيجة تكوين أنواع من الأجسام المناعية في الدم. إضافة إلى ذلك، هناك أعراض أخرى مثل الإضطرابات النفسية أو التشنّجات عندما يصيب المرض الجهاز العصبي، إلا أنّ هذه الأعراض توجد لدى نسبة قليلة من المرضى، وأن غالبية المرضى يعانون من أعراض ليست شديدة ويعيشون حياة طبيعية ولكنهم يتطلبون متابعة منتظمة من قبل المختصين.

 

أهمّية المتابعة

ولأنه مرض مزمن ينصح الدكتور مدحت بضرورة أن يدرك المصاب أهمّية المتابعة والانتظام بالعلاج دون يأس أو ملل وأن تكون المتابعة من قبل طبيب مختص وأن لا يكثر من التنقل بين العيادات أو المستشفيات. أما عن العلاج فإنه يختلف على حسب شدة المرض ومدى تأثيره على الجسم، ففي كثير من الحالات قد لا يحتاج المريض إلى أكثر من مضادات الالتهاب والمسكنات، وفي بعضها قد يحتاج إلى عقار الكورتيزون أو الأدوية الخافضة للمناعة. وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى استخدام ما يُعرف بالعلاج الكيماوي، هذا إضافة إلى مضادات الملاريا والتي تستخدم في أغلب الحالات.

 

اقرئي أيضاً ماذا يحاول الفم البوح به عن أمراضك؟

 

نصيحة

ينصح الاختصاصيون بتجنّب التعرّض لأشعة الشمس المباشرة حيث أن ذلك قد يؤدّي إلى نشاط المرض. كما ينصح المريض أن يبادر إلى مراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض قد تدلّ على وجود التهاب ميكروبي، مثل ارتفاع الحرارة، خصوصاً إذا كان يتعاطى عقار الكورتيزون أو أدوية خفض المناعة.

أضف تعليقا