الأمراض الجنسيّة أسبابها وعلاجها

عندما تخترق المشاعر جدار العقل، وتتخطّى الرغبة حواجز المحظورات، تصبح عمليّة الإنخراط في علاقات متعدّدة مسألة سهلة تُشرَّع معها الأبواب أمام الكثير من الأخطار، التي تهدّد حياة الإنسان وصحّته.

ولعلّ أكثر النواحي تعرّضاً للضرر هي الصحّة الجنسيّة، فالأمراض الجنسيّة التي تصيب الإنسان، ذكراً كان أم أنثى، تجعله في معظم الحالات معزولاً، إذ تمنع الاتصّال به، تاركةً وراءها تداعيات سلبيّة تنعكس على علاقة كاملة بين الزوجين. فهل تكون العوامل المؤديّة إلى الإصابة بهذه الأمراض، ناتجةَ عن خيانة تدفع بالعلاقة نحو الهاوية؟ وما هو موقف الطب؟ هل يمكن الوقاية؟ وكيف يكون العلاج؟ وإلى أي حد يمكن التسامح في معالجة مثل هذه الحالة، بين الزوجين، بعد ذلك؟

مواضيع كثيرة حملتها "الجميلة" إلى الاختصاصي في الأمراض النسائيّة والتوليد، وفي أمراض العقم في مستشفى جبل لبنان، الدكتور جوزف أسعد عازوري، فكان معه هذا الحوار.

 

الأعراض والعلاجات

  • ما هي أبرز الأمراض الجنسيّة التي تهدّد صحّة الزوجين؟

أبرز الأمراض التي تهدّد صحة الزوجين هي: التآليل التناسليّةHuman Papilloma Virus  المعروف بـHPV، مرض الهربس Herpes، مرض الزهري Syphilis ، الكلاميديا Chlamydia،  والإيدزAIDS .

  • ما هي أعراض كلّ منها؟

تختلف الأعراض باختلاف المرض. وهي تتنوّع بين ارتفاع في درجة حرارة الجسم، تقرّحات خارجيّة على المهبل أو العضو التناسلي الذكري، إفرازات مهبليّة مع رائحة ولون مائل إلى الأخضر، والتهابات في البول مع صعوبة في التبوّل، بالإضافة الى أعراض الحكّة والإحمرار.

  • هل يتمّ علاجها بشكل نهائيّ؟

هذه الأمراض هي عبارة عن فيروسات تصيب الجسم البشري، والفيروس عادة لا يتمّ التخلص منه بشكل نهائي. فبعد الخضوع للعلاج اللازم، يشعر المريض أو المريضة بالإرتياح من أعراض المرض، ولكن الفيروس يبقى في الجسم، وقد يعاود الظهور مجدّداً بعد فترة، إذا توفّرت الأسباب المؤدّية إلى ذلك.

 

اقرئي أيضاً  ما هي أسباب برود الزوج الجنسي؟

 

الأسباب أو السبب؟

  • ما هي أبرز الأسباب المؤديّة إلى انتشارها؟

تشكّل العلاقات غير المحميّة أهم أسباب ظهور هذه الأمراض. فالعلاقات المتعدّدة تتسبّب بالإصابة بفيروسات خطرة، تنتقل من جسم إلى آخر. كما أنّ لعاملي التربية والوعي دورهما في تجنّب هذه المشكلة أو تفاقمها.

  • إلى أيّ درجة تعتبر هذه الأمراض خطرة؟

إصابة المرأة بأحد هذه الأمراض قد يشكّل تداعيات خطيرة في جسمها، كانتقال الفيروس من المهبل إلى الرحم، ومنه إلى الأنابيب، ما قد يسبّب نوعاً من الالتهابات التي تؤدّي إلى الإصابة بالعقم. وهي مشكلة قد يعانيها الرجل أيضاً، في حال إصابته بالتهابات في البروستات.

 

 

       الوقاية من العدوى

  • هل هناك وسائل وقاية منها؟

كما سبق وذكرت، فإنّ تعدّد العلاقات غير المحميّة وخارج إطار الزواج، تشكل أهم سبب للإصابة بالأمراض الجنسيّة. ومن هنا تكون الوقاية من خلال استعمال الواقي الذكري، وتفادي إقامة العلاقات مع عدة شركاء أو شريكات.

  • كيف تنتقل من جسم الى آخر؟

على الرغم من بعض الأفكار الخاطئة الشائعة بين الناس، حول تعدّد الأسباب المؤدّية لانتشار الأمراض الجنسيّة، تبقى العلاقات الحميمة المتعدّدة وغير المحميّة السبب الرئيسي، إن لم نقل الوحيد، المؤدّي إلى انتشار هذه الأمراض، وانتقالها من جسم مصاب إلى جسم سليم.

  • من الأكثر عرضة لها، الرجل أم المرأة؟

يمكننا القول أنّ الرجل، ولأسباب مختلفة، هو الأكثر تعرّضاً للأمراض الجنسيّة، إذ يمكنه إقامة علاقات كثيرة في الوقت نفسه، في حين يصعب على المرأة ذلك. إلاّ أنّ الأعراض والتداعيات السلبية الناتجة عن هذه الأمراض تظهر على جسم المرأة وتؤثّر فيه بشكل أكبر.

 

اقرئي أيضاً خصوبة الزوجان يحدّدها أسلوب حياتهما

 

العلاج...

  • ما هي العلاجات المتّبعة؟

لكلّ مرض من هذه الأمراض علاج محدّد، قد يحتاج معه المريض أو المريضة إلى تناول أدوية مضادة حيوية لفترة أسبوعين أو ثلاثة، أو حتى إجراء عملية خزعة من المهبل للتأكّد من نوع المرض وإعطاء المريضة العلاج اللازم. ومن المؤكد أنّ تحديد العلاج لا يتمّ إلا بعد استشارة الطبيب المختص، الذي يمكنه وحده تشخيص الحالة.

  • هل يخضع لها الزوجان بالتزامن؟

بالتأكيد. فالجسم السليم الذي يتصل بالجسم المصاب بأحد هذه الفيروسات يكون معرّضاً للإصابة بها، لذا يتطلّب الأمر خضوع الطرفين، كي لا تظهر الأعراض من جديد على أحدهما.

  • ما هي فترة العلاج، وكيف تكون الوقاية خلال هذه الفترة؟

تتراوح فترة العلاج بين أسبوعين وأربعة أسابيع، وفقاً لنوع المرض. وخلال هذه الفترة، يمتنع المريض والمريضة عن إقامة علاقات متعدّدة، واستعمال الواقي الذكري، لتجنّب انتقال الفيروسات من جسم الى آخر.

  • أيّ من هذه الأمراض هو الأكثر انتشاراً؟

يعتبر الـHPV (التآليل التناسليّة) أكثر الأمراض الجنسيّة انتشاراً، بالإضافة إلى كونه أكثرها خطورة، إذ يحمل فيروسات عدة يمكن إدراجها في خانتين:

الأولى، فيروسات يمكن معالجتها بواسطة الأدوية، أو من خلال إجراء عملية خزعة (cervical biopsy).

أما النوع الثاني فهو الفيروسات التي تهدّد صحة المرأة بشكل جدّي، فتكون تداعياتها خطيرة قد تصل الى إصابتها بسرطان الرحم.

أضف تعليقا