أسباب الخوف من العلاقة الجنسيّة

 

قد تكون أنواع الخوف المرضي أو الرهاب المتعلقة بالاتصال الحميم غريبة، ولكنها ليست مضحكة على الإطلاق، بل يمكن في الواقع أن تدمّر الحياة الاجتماعية للشخص وتطارده في أحلامه، وقد تنهي علاقته الزوجيّة!

 

الخوف المرضي من العلاقة الحميمة (genophobia)

فوبيا الاتصال الحميم هي الخوف الجسدي أو النفسي من العلاقات الجسديّة الحميمة.

 وأصل الكلمة باللغة الإنجليزية يأتي من المصطلح اليوناني genos، الذي يعني «الذرية»، وكلمة  phobos، التي تعني «الخوف». وبالإضافة إلى مصطلح genophobia يمكن أيضا أن يطلق على فوبيا الاتصال الحميم مصطلح coitophobia. ويأتي هذا المصطلح أيضا من الكلمة اليونانية phobos وكلمة coitus، التي تشير الالتقاء الجسدي. ويمكن أيضا استخدام مصطلح erotophopia عند وصف فوبيا الاتصال الحميم. وتثير هذه الحالة الخوف والذعر لدى الأفراد، تماماً مثل نوبات الذعر. و يؤدي هذا الخوف المفرط إلى مشاكل في العلاقات العاطفية. وقد يبتعد الذين يعانون منها عن إقامة العلاقات لتجنّب احتماليّة نشوء علاقة حميمة. وقد يؤدي هذا إلى شعورهم بالوحدة والحرج أو الخجل من مخاوفهم الشخصيّة.

 

اقرئي أيضاً أدوية الاكتئاب تطيح بالعلاقة الزوجيّة

 

الأسباب

هناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى نشوء حالة رهاب العلاقة الحميمة. وتشمل الأسباب الرئيسيّة حوادث الاعتداء التي ربما تعرّضوا لها في الماضي. فهذه الحوادث تدمّر ثقة الضحية وتسلبها حقّها في تقرير المصير. وأحد الأسباب الأخرى المحتملة لرهاب الإتصال الحميم هو الشعور بالخجل الشديد لأسباب طبيّة. وقد يبرز الرهاب لدى آخرين دون أسباب يمكن تشخيصها.

 

 

الإعتداء الجسديّ

إن الإتصال الجسديّ  الذي يفرضه شخص بالقوة على شخص آخر، يشكّل حالة اعتداء وقد يكون ضحايا هذا الإعتداء من الذكور أو الإناث. وتشكل النساء والفتيات الصغيرات أغلبية الضحايا، فيما يمثّل الرجال أغلبية المعتدين. والإعتداء يعتبر جريمة بشعة جداً لأنه يتم مهاجمة الضحايا على نحو شخصي للغاية ولأنه يمكن استخدام القوة الجسدية أو الخداع. وقد يكون مؤلماً جسدياً، ولكنه أكثر إيلاماً عاطفياً. وغالباً ما يوصف بأنه انتهاكاً «للذات» أكثر من كونه انتهاك للجسد. ويثير  في نفوس الضحايا ردود فعل عاطفية حادة، بطريقة لا يمكن التنبؤ بها عادة. ويعرف هذا بمتلازمة صدمة الاعتداء. 

وقد يعاني الضحايا من ضغوط إضافيّة بعد حادثة الاعتداء بسبب الطريقة التي يتعامل بها موظفو المستشفى وضباط الشرطة والأصدقاء والعائلة وغيرهم مع الوضع. وغالبا ما يشعرون بانتقاص ثقتهم بأنفسهم وبشعور بالعجز. ويتوقون للإحساس بالأمان والسيطرة على حياتهم. وقد ينشأ لدى الضحايا خوف من الإتصال الحميم لأسباب جسدية ونفسية. فخلال الاعتداء، يعاني الضحايا من صدمة جسدية بسبب الألم والكدمات والإلتهابات والخوف خصوصاً من احتمال تكراره، فتتأثّر العلاقات الإجتماعيّة أيضاً، ويفقد بعض الرجال والنساء ثقتهم بالآخرين وتنتابهم الشكوك بشأنهم.

 

 

البيدوفيليا

شكل من أشكال الاعتداء الذي ينتهك فيه شخص بالغ أو أكبر سنّاً طفل صغير بعدة طرق كاللمس أو الكلام وغيرها ولا يتم في الكثير من الأحيان استخدام القوة  فعادة يتعاون الأطفال لأنهم لا يدركون تماماً أهمية ما يحدث. وقد يشعرون بالخوف أيضاً من الشخص البالغ أو المراهق الأكبر سنّاً. وغالباً ما يدرك الأطفال من ضحايا الاعتداء مشاعرهم بشأن مثل هذه الحوادث في مرحلة لاحقة من حياتهم، حين يفهمون تماماً أهمية ما حدث. وغالبا ما يشعرون أنه تم انتهاك خصوصيّتهم حين كانوا أطفالاً. وقد يشعرون بأنّه تم استغلالهم وخيانتهم من قبل أولئك الذين كانوا يثقون بهم. وقد يعاني الأطفال من صدمات نفسيّة على المدى الطويل. ويدفعهم هذا إلى عدم الثقة بالآخرين. وقد يؤدي عدم اعتمادهم على الآخرين إلى خوفهم من الاتصال الحميم.

 

 

سفاح القربى

الإتصال الحميم بين شخصين تربطهم علاقة قرابة، ولكنهما ليسا متزوجين. وقد يبدأ هذا حين تكون الضحية طفلاً أو قد يبدأ بعد سن البلوغ. وقد يكون المعتدي ذكراً أو أنثى.

وقد يفقد الضحايا  ثقتهم بالآخرين. وقد يشعرون بأنّه لا يمكن الوثوق بأي شخص لأن أفراد عائلتهم استغلوا براءتهم وسذاجتهم. وغالباً لا يشعرون بأي رغبة. وقد ينشأ لديهم خوف شديد من الاتصال الحميم بأي شخص.

 

اقرئي أيضاً مصير العلاقة الزوجيّة بعد استئصال الرحم

 

مخاوف أخرى

قد ينشأ رهاب العلاقة الحميمة لدى البعض نتيجة مخاوف سابقة. فقد يكون لدى البعض خوف مرضي من الإصابة بالأمراض أو التعرّض لعدوى: أي الخوف من الإصابة بمرض أو فيروس. وقد يعاني آخرون من الخوف من التعرّي. وقد يشعر آخرون بخوف من أن يتم لمسهم من قبل أي أحد. وقد تظهر هذه المخاوف، بالإضافة إلى اضطرابات أخرى، على شكل الخوف الفطري من الإتصال الجسديّ.

 

 

الأعراض

تشمل أعراض رهاب العلاقة الحميمة الشعور بالذعر والرعب والرهبة، وأيضاً تسارع دقات القلب وضيق التنفّس والارتجاف والتوتر والتعرّق وتجنّب الآخرين.

 

 

الشعور بعدم الأمان

قد يعاني البعض من رهاب العلاقة الحميمة بسبب نظرتهم إلى أجسامهم. فبعض الرجال والنساء قد يشعرون بخجل هوسي من أجسامهم. وقد تكون المشكلة بنية الجسم بأكمله أو منطقة معيّنة. وقد تشعر النساء بعدم الثقة بأنفسهنّ إذا كنّ يكرهن شكل المنطقة الحميمة وقد يصاب الرجال بالرهاب إذا كانوا يعانون من خلل وظيفي في الجهاز التناسلي.

 

العلاجات

ليس هناك علاج شامل. وإحدى طرق معالجة مشاكل التوتر هي رؤية الطبيب النفسي أو اختصاصي العلاج النفسي أو مستشار مرخّص للعلاج. ويمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من الألم أثناء الإتصال الحميم أن يستشيروا الطبيب المختص أو الطبيب النسائي. وقد يتم أيضاً وصف أدوية لعلاج التوتّر الناتج عن هذه الفوبيا.

 

أضف تعليقا