شروط الصيام وفقاً لطبيعة المرض

سواء كنتِ مصابة بضغط الدم أو مريضة بالقلب أو لديكِ مشاكل في جهازك الهضمي، أو كنت مصابة بالقرحة أو بِداء الكبد وتنوين صيام شهر رمضان، لا بدّ أن تتنبّهي إلى أنّ لكلّ مريض شروط طبّية صارمة يجب أن يتّبعها عند صيام شهر رمضان وفقاً لطبيعة مرضه، وتؤكد الدكتورة منى الرفاعي، استشاريّة أمراض الباطنة بجامعة القاهرة، أنّ مريض ضغط الدم المرتفع باستطاعته أن يصوم شهر رمضان بشرط أن يكون ضغطه منضبطاً. هذا، وعليه مراجعة الطبيب لتغيير الدواء المدرّ للبول، إذا كان يعالج بهذا النوع من الدواء، مع تعديل مواعيد جرعات الدواء لتناسب شهر رمضان، فيتمّ تناولها مع الإفطار وقبل السحور، إذا كان المريض يتعاطى جرعتين. هذا، ولكلّ مريض ظروفه التي يفصل فيها الطبيب المعالج.

وتنصح د. منى الرفاعي مريض ضغط الدم المرتفع، ألا يأكل عند الإفطار أو السحور لدرجة الامتلاء، وأن يكثر من تناول الخضروات والفاكهة، ويتجنّب تناول الأطعمة الدسمة التي ترفع معدّل الكوليسترول الضارّ في الشرايين، وتجنّب الأطعمة التي ترفع ضغط الدم، كالمخلّلات والأطعمة المملّحة عموماً، وتدخين الشيشة.

وتضيف الدكتورة الرفاعي أنّ صيام أو إفطار مريض القلب يتعلّق بحالته، ومريض الشرايين التاجيّة والذبحة غير المستقرّة لا يصوم على الإطلاق، أما مريض القصور المزمن فيصوم بشروط، مع أخذ الدواء بانتظام عند الإفطار وعند السحور، ويكون مجهوده مقنّناً، فلا يفرط في المجهود البدني أو الذهني. وفي حالة إحساسه بأنّه غير قادر على تحمّل الصيام، عليه أن يفطر فوراً، ولا يملأ معدته عند الإفطار أو السحور ويجزّئ الوجبة إلى وجبات صغيرة متكرّرة، وأن يكثر من أكل الفاكهة ويقلّل من تناول الحلويات.

 

اقرئي أيضاً  شروط صيام مرضى السكري في رمضان

 

صيام مريض القولون

أما عن مريض القولون، فيقول د. خالد حميدة، أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والكبد بطبّ عين شمس، أنّ مريض الجهاز الهضمي ومريض القولون على الأخص، يجب أن يصوم، على أن يمتنع عن تناول الممنوعات، كالمسبكات والبقوليّات والأكلات الحارّة والدسمة، ولا يفطر على الألبان في بداية الطعام، خاصة مرضى القولون، كي لا يعانوا من الغازات.

ويجب على مريض القولون العصبي، أو مريض تقرّحات القولون، أن يفطر على مأكولات مليّنة كالتمر في أول الطعام، كما تناول الخبز الأسمر بالردة أو الخبز السن، ولا يتناول الفول المدمّس إلا مقشّراً أو مصفّى.

أما بالنسبة لمرضى ارتجاع الحامض المعدي للمريء، فيقول استشارى أمراض الباطنة بجامعة القاهرة، أنّ الصوم يقلّل من إفراز الحامض المعدي، وبالتالي من التهابات المريء.. وننصح هؤلاء المرضى بألاّ يقوموا بملء المعدة بالطعام أثناء الإفطار أو السحور، وألا يناموا قبل مضي ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام، وأن يتفادوا أكل الأطعمة الرمضانيّة الغنيّة بالزيوت، مثل المكسّرات، والأكلات الغنيّة بالدهون.

 

 

صيام مريض القرحة

أما مريض قرحة الإثني عشر، فعندما يجوع تكون هناك زيادة في إفراز الحامض المعدي، مما يزيد آلامه، لذا عليه أن يحاول تناول أدوية الحموضة طويلة المفعول عند السحور، فإن لم يستطيع، وشعر في آخر النهار بمغض أو بحموضة شديدة، فعليه أن يفطر، لأنّ الطعام والماء يتعادلان مع الحامض المعدي...  أيضاً يمتنع هؤلاء المرضى عن تناول الشاي والقهوة بعد الإفطار، وكذلك الأطعمة الغنيّة بالدهون، أو الأغذية الحارّة.

أما المرضى المصابون بالإسهال المزمن، فيستفيدون جدّاً من الصيام، لأنّ المصران النائم أثناء الصوم، يصبح نشطاً بعد الإفطار.. وهذا يعتمد على نوعيّة الطعام.

المرضى المصابون بالإسهال أيضاً يستفيدون من الصوم، لأنهم لا يتناولون السوائل طوال اليوم، وبالتالي تقل حدّة الإسهال عندهم.

 

 

صيام مريض الكبد

أما بالنسبة لمريض الكبد فيؤكد د. خالد حميدة، أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والكبد بطبّ عين شمس، أنّ الصيام له تأثير مباشر وارتباط وثيق بالوظائف التي يؤدّيها الكبد. وبالنسبة لتأثير الصيام على مرضى الكبد، فهو يختلف حسب شدّة ومرحلة المرض، فمرضى الكبد المتشحّم يستفيدون من الصيام بتقليل نسبة الدهون في أجسامهم، وحمايتهم من مضاعفات السمنة ومرض السكر.

أما مرضى الكبد المزمن المتكافئ، فيمكنهم الصيام وتعاطي العلاج مع الفطور والسحور، وبالنسبة لمرضى الكبد الحادّ، أو المصابون بتليّف كبدي غير متكافئ واستسقاء أو غيبوبة كبديّة، فهؤلاء لا يمكنهم الصوم نظراً  لحاجة أجسامهم إلى تناول الأدوية والعلاجات.

أما المرضى المصابون بأورام في الكبد فقد يصعب عليهم الصيام، أما عن حالات التليّف الكبدي المصاحبة لمرض السكر، فيختلف كلّ مريض عن الآخر، حسب شدّة مرض السكر.

أضف تعليقا