شروط صيام مرضى السكري في رمضان

 

 

 

شروط طبّية صارمة يجب أن يتبعها كلّ مريض عند صيام شهر رمضان، وفقاً لطبيعة كلّ مرض.  فما هي شروط صيام مرضى السكري  في شهر رمضان ؟

يشير الدكتور يسري الجزّار، استشاري الغدد الصماء، أنّ هناك طبيعة خاصّة تحكم نوع المرض ودرجة خطورته، عند قيام المريض بصيام شهر رمضان، مؤكّداً أنّه لا خطر على أغلب مرضى السكّر من الصيام، لكن بشروط طبّية صارمة.

ويوضح أنّه يمكن تحمّل صيام شهر رمضان المبارك عند أغلب مرضى السكر، بدون حدوث تغييرات مهمّة في ضبط السكر، مع العلم أنّه لا يحدث عند معظم المرضى المتابعين طبّياً والملتزمين بالعلاج، مضاعفات حادّة، سواء نقص السكر في الدم والغيبوبة، أو زيادة السكر في الدم، أو الحامض الكيتوني السكّري. وتعتمد سلامة مرضى السكر في شهر رمضان الكريم على ثلاثة عوامل، نجملها في ما يُسمّى المثلّث الرمضاني، وهي تعديل جرعات الأدوية والأنسولين، والإنتباه إلى كمّية الطعام في الوجبات وإنتظامها مع تقليل الجهد البدني أثناء النهار، وخاصة في فترة ما بعد الظهر.

ولفت د. الجزّار أنّه وبشكل عام يُسمح بالصيام ويُشجَّع عليه في كلّ الحالات التالية:

- المرضى الذين لا يوجد لديهم أسباب موجبة للإفطار.

- المرضى الملتزمون بالعلاج للنظام الغذائي والتعليمات الطبية.

- المرضى ذوو السكّر المستقر.

 

اقرئي أيضاً السواك وصحة المرأة

 

الصيام مخاطرة في حالات

ويؤكد أيضاً د. الجزّار أنّ هناك حالات يُعتبر الصيام فيها مخاطرة إذا أصرّ المريض على عدم الإفطار، ومنها سكر نمط أوّل منضبط "مستوى السكر في الدم مضبوط" ، ولا يوجد حامض كيتوني ولا  نقص سكر حديث، كما لا يأخذ أكثر من حقنتي أنسولين في اليوم.

كما توجد حالات لا يُسمح فيها بالصيام مطلقاً، نظراً للخطر الشديد على حياة المرضى، ومنها السكر المتأرجح "مستوى السكر في الدم غير مضبوط" ، المرضى المعالجون بمضخّة الأنسولين، حدوث حامض كيتوني سكّري أو نقص سكر شديد خلال الـ 3 أشهر الفائتة، والمرضى الذين يعيشون وحدهم.

أما بالنسبة لتغيير نمط الحياة واتّخاذ إجراءات خاصّة لمنع حدوث سكر الدم، أوصى الطبيب بضرورة تأخير السحور حتى قرب وقت الإمساك، وبتغيير نمط وتركيب الوجبات، وعدم حذف أي وجبة من السحور أو الإفطار. كما يجب إجراء التمارين الرياضيّة بعد الإفطار بساعة، مع التشجيع على التمارين المناسبة فقط، وعدم تناول المزيد من المرطّبات والطعام بعد الإفطار، لأنّ الأكل المفرط يؤدّي إلى زيادة السكر والوزن، مع منع تناول الأغذية الغنيّة بالسعرات الحراريّة الدسمة، وأيضاً حلويات رمضان، مثل البسبوسة، الكنافة... إلخ.

أما بالنسبة للعلاج، فيتمّ من خلال تعديل جرعات الأدوية وتوقيتها لدى المرضى الذين يأخذون الحبوب مرّة واحدة: تؤخذ مرة واحدة عند الإفطار تماماً.

ويلفت الدكتور يسري الجزار، إلى أنّ المرضى الذين يأخذون جرعات مقسّمة، تؤخذ الجرعة الأكبر قبل الإفطار والأصغر قبل السحور، ويقترح أخذ نصف جرعة قبل شهر رمضان في وقت السحور، لتجنّب نقص السكر.

بالنسبة للجرعات الصباحيّة وأي جرعات أخرى في منتصف النهار، تؤخذ وقت الإفطار تماماً.

 

اقرئي أيضاً التوتّر يفسد الصحّة

 

مرضى العلاج بالأنسولين

وبالنسبة لمرضى السكر الذين يعالجون بالأنسولين، يؤخذ الأنسولين طويل المفعول، مع استعمال أقراص سريعة المفعول.

ويفضّل مراقبة السكر في المنزل أثناء الصيام، لمعرفة حالات نقص السكر في الأوقات التالية: قبل السحور بساعتين، وساعة قبل الإفطار.

كما يؤكّد استشاري الغدد الصمّاء، أنّه إذا كان سكر الدم منخفضاً، يجب إيقاف الصيام فوراً، حتى لو كان قبل الإفطار بربع ساعة. يجب مراقبة السكر أثناء رمضان لالتقاط حالات فرط السكر في الفترة ما بين ساعة إلى ساعتين بعد الإفطار، وإذا كان مستوى السكر في الدم أكثر من 250 ملليغرام / 100 ملليمتر دم، نعاير الكيتون في البول. وإذا كان إيجابيّاً يوقف الصيام ويجب مراجعة الطبيب، ولا بدّ من قياس الوزن يوميّاً وإعلام الطبيب حول هل نقص الوزن بسبب الجفاف، أو نقص السوائل، أو كثرة التبوّل، أو زيادة الوزن بسبب الطعام الزائد؟

أضف تعليقا