أسباب الرهاب الاجتماعي وكيفية التخلص منها

الرهاب الاجتماعي هو الإحساس بالقلق الشديد والذعر من التعاملات اليومية، والارتباك اثناء التواجد بين الآخرين، ويكون ناتجاً عن الخوف من مراقبة الآخرين لنا، أو من إطلاقهم الأحكام السلبية علينا.

عادة ما تبدأ عوارض مرض الرهاب الاجتماعي بالظهور في فترة المراهقة، وأحيانًا لدى الأطفال او البالغين. غالبًا ما يكون القلق الاجتماعي مصاحباً لاضطرابات صحية وعقلية، كالاكتئاب الشديد مثلاً، وفي بعض الحالات قد يصل الى تعاطي الكحول والمخدرات. ينتاب المصابات بهذا المرض شعور بالتوتر وعدم الارتياح عند التعرض لموقف اجتماعي كالتحدث مع الغرباء، التواصل بالعين، حضور الحفلات والمناسبات الاجتماعية، بداية المحادثات، او حتى الذهاب للعمل. فالتعرض لهذه المواقف يخلق لدى المصابات بالفوبيا الإجتماعية ضغطاً عصبياً كبيراً يفوق قدرة سيطرتهن على خوفهنّ، مما يدفعهن لتجنب التواصل الاجتماعي، والانعزال عن المجتمع والانطواء على الذات. وقد تتعارض اضطرابات القلق بشكل كبير مع الأنشطة الروتينية اليومية للمصابات، كالدراسة، الأداء في العمل، العلاقات، وغير ذلك من الأنشطة.

عوارض الرهاب الاجتماعي

يتعرّض الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي من أعراض مشابهة للتوتّر، ولكن بدرجات عدّة مثل زيادة ضربات القلب، الشعور بالغثيان، التعرق الشديد، الم في المعدة، صعوبة في التنفس وانقباض العضلات واحمرار الوجنتين.

 

أسباب الرهاب الاجتماعي

هناك عدة أسباب مرتبطة بحالة الرهاب الاجتماعي، منها بيولوجية، ومنها اجتماعية. فيما يأتي بعض الأسباب المحتملة:

  • أسباب وراثية

سمة وراثية جينية تجعل صاحبته تميل للخجل.

 

  • اضطرابات هرمونية

حدوث اضطرابات في مستوى هرمون لدوبامين والادرينالين في الجسم يزيد من مستويات القلق والخوف، في المناسبات واللقاءات الاجتماعية للمصابة.

 

  • صدمات نفسية

التعرض لصدمات نفسية قاسية بخاصة من مصادر الثقة والأمان في مرحلة معيّنة من مراحل حياة المصابات، كالسخرية والإقصاء والإهانة، او المرور بأحداث مرهقة نفسياً، كموت شخص عزيز أو انفصال الأبوين او الشريك.

 

  • مشاكل في المخ:

قد تكون المصابة بالرهاب الإجتماعي تعاني من خلل وفرط نشاط اللوزة الدماغية، وهي التي تؤدي دورًا أساسيًا في قدرة الانسان على التحكم بخوفه.

 

  • صدمات في الطفولة

هناك ارتباط وثيق بين الرهاب الاجتماعي ومعاملة الأبوين: طفولة قاسية وصدمات غير متشافية؛ اتباع الأبوين لأسلوب الانتقاد الدائم والمبالغ فيه والتجريح المستمرّ مع شبه انعدام للحب، بالإضافة الى الايذاء النفسي او الجسدي.

 

مضاعفات يمكن أن تحدث عند الإصابة بالرهاب الاجتماعي

يمكن ان يؤثر الرهاب الاجتماعي على حياتك سلبًا ويمنعك من ممارسة نشاطاتك اليومية بشكل طبيعي ويدفعك لتجنب المواقف التي تعتبر عادية في نظر الآخرين، لأنك تعجزين عن التعامل معها. فتجنبك للمواقف الاجتماعية قد يؤثر على علاقتك الاجتماعية ويسبب قلة الثقة بالنفس، وضعف الإنجازات الأكاديمية والوظيفية، كما وزيادة التفكير السلبي والحساسية المفرطة من أي انتقاد. وهذا المرض يضعف المهارات الاجتماعية، وفي بعض الحالات قد يسبب الإدمان على الكحول وقد يصل المصاب به لمحاولة الانتحار.

 

كيف تتغلبين على الرهاب الاجتماعي

اذا كنت تعانين من الرهاب الاجتماعي، اليك هذه النصائح ستساعدك على العلاج بشكل أسرع.

 

  • العلاج النفسي

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي القائم على التعرض للمواقف، فعالا في علاج الرهاب الاجتماعي، بحيث يساعدك على اكتشاف سلوكيات التفكير السلبي التي تمارسينها وطرق تغييرها، كما تمكنك من اكتساب مهارات من شأنها مساعدتك على تعزيز الثقة بالنفس، وبالتالي تمكنك من التعامل مع المواقف المسببة للقلق.

 

العلاج الدوائي

يمكن تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج أعراض الرهاب الاجتماعي، ولكن أولا يجب استشارة طبيب نفسي مختص.

 

إنشاء مذكّرة يومية

قومي بإنشاء مذكرة لكتابة الأحداث اليومية التي تمرّين بها وتحديد المواقف والأحداث التي تسبب لك نوبات الرهاب، مما قد يساعدك على تخطيها والتعامل معها بشكل أفضل.

 

تقبلي نفسك

عليك ان تفهمي ان الكمال لله وحده، وأننا كبشر نرتكب الأخطاء.. هذا جزء من الطبيعة البشرية، لذا تقبلي نفسك كما أنت، وحاولي غض النظر عن نقاط ضعفك. وفي المقابل ركزي على السمات الإيجابية التي تحبينها في شخصيتك واعملي على تنميتها.

  • تحديد اولوياتك

إن تحديد جدول يومي وتنظيم الوقت حسب الأولويات يمكن أن يقلل من توترك، ويساعدك على إيجاد وقت لعمل شيء تحبينه وتستمتعين به.

 

  • ورش الدعم النفسي

إن الانضمام الى ورش الدعم النفسي لمجموعات تعاني من المشكلة ذاتها والتحدث عن مخاوفك قد يزيل قدراً كبيراً من هذه المخاوف.

 

  • التنفس بعمق

جربي بعض تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس واليوغا، لتتخلصي من التوتر والاجهاد. إن وضع يدك على بطنك والتنفس ببطء وبعمق أكثر من 12 مرة في الدقيقة يساعد على تهدئة الجسم.

 

  • كوني واقعية

في أغلب الأحيان تكون مخاوفك أسوا بكثير من الواقع، يقوم عقلك الباطن بتضخيم الأمور بشكل مبالغ فيه مما يزيد قلقك وتوترك، لذا لا تفترضي أشياء وسناريوهات غير حقيقية داخل عقلك.

 

  • مواجهة مخاوفك

إن تعرضك بشكل تدريجي لعوامل مثيرة للخوف سيساعدك على تعلم مواجهة خوفك وقلقك، كما ويعلمك كيف تتعاملين مع الفوبيا وهزيمتها، وبالتالي ستزيد ثقتك بنفسك.

 

  • التفكير الإيجابي

الرهاب الاجتماعي عادة ما يتغذى على الأفكار السلبية، ولحسن الحظ يمكنك تغير نمط تفكيريك وممارسة التفكير الإيجابي.

 

  • ابحثي عن مصادر إلهاء

مارسي بعض أنواع الرياضات والهوايات المميزة التي تساهم في تعزيز مهارتك وبالتالي ثقتك امام الآخرين. كما يمكنك التواصل مع الأصدقاء، والاشتراك في بعض الأنشطة والمشاريع الاجتماعية.

 

  • أهداف واقية:

ضعي أهدافاً واقعية يمكنك تحقيقها، وتجنبي الأهداف الخيالية التي يستحيل تحقيقها.

 

بالمختصر

الرهاب الاجتماعي كحالات نفسية عديدة يصيب شريحة كبيرة من الناس، ويزداد سوءاً عند اهمالها، ولكن الشيء الإيجابي في الامر انه قابل للعلاج، فنسبة الشفاء منه تتجاوز 70%، لذا ينصح بطلب مساعدة طبيب على الفور. إن تحديد التاريخ الطبي للحالة وتحليلها، وبدء العلاجات السلوكية المعرفية والدوائية يمكن أن يساعد في السيطرة على الأعراض والوقاية من الانتكاسات.

ذكّري نفسك بأنه يمكنك تجاوز لحظات القلق، وأن قلقك سيدوم لفترة قصيرة، وأن تلك العواقب السلبية التي تقلقين حيالها كثيرًا، نادرًا ما تحدث. وان صادف وحدثت، فاعلمي أن ما تشعرين به الآن سيمرّ، وأنّ لديك القدرة على التعامل مع هذه المشاعر إلى أن تزول، فأغلب الناس من حولك إما لا يلاحظون أو لا يهتمّون بالقدر الذي تظنينه، أو قد يكونون أكثر تسامحًا مما تفترضين. لذا لا تجعلي شيئا يقف في وجه أحلامك او يمنعك من الاستمتاع بحياتك، وتذكري أنك قوية، قادرة، ومميزة في كل أحوالك.

أضف تعليقا
المزيد من نصائح صحية