ثلاثية " موطني " نجوم يتألقون ومخرج يغيب عن المشهد

عندما طرحت فكرة مسلسل " مدرسة الحب " قدم نفسه على أنه نظرة جديدة عن الحب ليخرج من معناه الضيق الرومانسي إلى معنى أوسع وأشمل يشمل الحب الإنساني والإخلاص والإيثار ويمتد العمل على مدار 60حلقة ويشارك فيه ما يقارب 150 فنانا عربيا يتحدث بحلقاته عن علاقات الحب المختلفة والمتنوعة الحب بين الرجل والمرأة والحب بين الأخ وأخيه والحب بين الابن وأمه وبين الصديق وصديقه من مختلف الجوانب والعمل من اخراج صفوان نعمو .وهو ثلاثية تتناول موضوعا ما ولكن هذا ما لم نشاهده في ثلاثية " موطني " الذي اقحم الوضع السياسي في مدرسة الحب من خلال تناول قصة لمجموعة من السوريين الذين يهربوا في البحر بحثاً عن الأمل وحياة جديدة ولكن الحظ لا يقف معهم بل يغرقون في البحر ليأخذ منهم اشخاص غاليين و أحلام هربوا من أجلها.

قدم العمل بشكل حرفي ومهني عالي وبإنعكاس مدهش على واقع مرير من خلال اداء الفنانين اذ جسدت الفنانة أمل عرفة شخصية الأم و الزوجة و الأخت التي تخسر كل عائلتها من زوجها لابنها لشقيقتها في البحر وجسدت بدموعها الأم الثكلى التي أبكت الجميع بمشهد درامي ينقل صورة ووجع ألاف الأمهات ولتنتقل عرفة من الأم والزوجة و الأخت الثكلى لصديقة ، رحلة عذاب مع الفنانة ديما الجندي التي هربت مع خطيبها ليتركها في عرض البحر هائمة ويهرب النجمتين امل عرفة و ديمة الجندي وعبر تقديمها لتلك الشخصيتين أثبتتا أنهما نجمتان من الصف الأول و أكدتا نظرية بأن الفنان يعطي افضل ما لديه عندما يكون أما فنان مخضرم، ورغم ذلك هبط أداء الفنانة ديما الجندي امام الفنان سعد مينة فالدور لم يكن يليق به لأنه كان بحاجة لرومانسية اكثر وخصوصا في المشهد الذي يجدها وقد فارقت الحياة في البراد الذي هربت به.
أداء الفنان علي كريم اللافت لابد من التوقف عنده وخصوصاً في مشهد الذي طاف به هائماً على وجهه بعد أن علم بأنه قد فقد أولاده بقذيفة هاون وهم نيام وهو كان قد خاطر وسافر من أجلهم.

" موطني " لامست هموم الشارع العربي
ثلاثية موطني لامست هموم الشارع العربي وحققت انتشار واسع في عالم السوشل ميديا ولكن اللافت هو غياب المخرج صفوان نعمو عن الواجهة ونسب كل النجاح للممثلين والكاتبان بينما لم يسلط الضوء على إنجاز نعمو الذي قدم مشاهد يمكن القول بأنها تصور لأول مرة في الدراما السورية مثل مشهد الغرق والوصول للشط فكان مشهداً مؤثراً من ناحية الإخراج واختيار الموسيقى التصويرية المرافقة له.
ويبقى السؤال الذي يسأل لماذا مدرسة الحب استغلت هذه الثلاثية البعيدة عن فكرة المسلسل،  فالعمل هو مجموعة ثلاثيات تحكي قصص حب بينما موطني كانت ثلاثية تحكي قصة الم ودمار لشعب فضل البحر على الجلوس في بلده ينتظر الموت .

أضف تعليقا
المزيد من سينما وتلفزيون