تقويم الأسنان بزراعة النسيج العظمي

من الممكن استبدال الأسنان المفقودة أو منع فقدانها للحفاظ على جمال الابتسامة عن طريق تجديد العظام التي تدعمها واللثّة، من خلال العضلات العظمية الشادّة المحفّزة للخلايا الجذعية، وعن طريق استخدام التقنيّات الجديدة التي تقوم على الترقيع بالغرسات.

 

 

أسباب تدهور حالة الأسنان

مع مرور الزمن، تتدهور حالة أسنان الإنسان الطبيعية بطريقة سريعة نوعاً ما، وفقاً لنمطها الشكلي، تحت تأثير الاعتداءات المتعدّدة، كالتآكل وتغيّر اللون والتسوّس وأمراض اللثة والصدمات والتصدّعات والتشقّقات والالتهابات والتدخين وتناول الكحول والأدوية وعلاج الأسنان السيّئ أو عدم العناية بصحّة الفم، أو الحمض الناتج عن ارتجاع المعدة أو الإشعاعات المؤينة أو العلاج الكيميائي، أو الاضطرابات الهرمونية أو التوتّر أو السكّري أو نقص الفيتامينات.

 

 

 

زراعة النسيج العظمي

يساهم الطبيب، والمريض نفسه إذا اعتنى بنظافة فمه وأسنانه بشكل يومي، في التخفيف من آثار ضرر الأسنان، وحتّى إصلاح هذه التأثيرات المرتبطة بنمط العيش. ويساعد تطوّر العلاج التجميلي والغرسات والأطقمة، وتقويم الأسنان وعلاجات لبّها، على الاستجابة بشكل إيجابي لأمراض الأسنان وتجويف الفم المختلفة.

والتقدّم الحديث في هذا المجال، الذي بدأ منذ عدّة أعوام في سبيل الحدّ من الجراحات الثقيلة في مجال زراعة الأسنان، يقوم على ضرورة اكتساب الأسنان كثافة عظميّة قبل 45 يوماً من وضع الغرسات، عن طريق تحفيز تكوّن العظام في المكان الأصلي عبر النسيج العظمي، خلال عمليّة إحداث الرضوض البسيطة بفعل جهاز مخصّص: Osteotenseur Matriciel. وهذا المسبر المولّد للعظم قادر على تطويع الخلايا الجذعيّة للمريض عبر الجدران، التي تتطلّب أقلّ قدر من الجراحة، بفضل استخدام القليل من المخدّر الموضعي؛ وقد انتشر استخدامه إلى أبعد من مجال زراعة الأسنان، بخاصّة في مجال تقويم الأسنان وعلم اللثّة والأنسجة المحيطة بالأسنان.

اكتشاف هذه التقنيّة يعود إلى تجربة قام بها طبيب أسنان على طبيب زميل له، إذ بعد وقت قصير على إدخال هذا الجهاز في منطقة لا تحتوي على أسنان، من أجل تحفيز تكوّن العظام تحت الجيب والتمكّن من وضع غرستين في الفكّ العلوي لزميله، لم يكن الأخير يرغب بغرسة الأسنان، حتّى ظهر تأثير غير متوقّع ورائع على كلّ أسنانه. فقد أدرك طبيب الأسنان في الأسابيع التي تلت استخدام جهازOsteotenseur  أنّ كلّ أسنانه المتبقّية في الفكّ العلوي أصبحت مشدودة وأكثر قوّة، إلى درجة أنّه لم يتمكّن من تمرير فراشي الأسنان الصغيرة التي كان يستخدمها يوميّاً منذ عدّة سنوات بين أسنانه. والأكثر إثارة للدهشة هو أنّ العظم تكثّف في منطقة ضيّقة نسبياً فقط تحت الجيب الأيسر؛ وكلّ الأسنان في فكّه العلوي استفادت من ذلك. أمّا الغرسات مع الأسنان النهائية، فاستطاعت أن تثبت في مكانها أكثر فأكثر مع مرور الأعوام، حيث لا تزال كلّ تلك المساحات بين الأسنان مشدودة.

 

 

منذ هذا الاكتشاف السريري، انتشر استخدام هذه الطريقة على مستوى كبير. وهي تشكّل اليوم جزءاً من البروتوكول النظامي في العمليّات العلاجية في ما يتعلّق بالعظام التي تدعم الأسنان.

 

أهمّية العظام واللثّة السنخية

يولَد العظم السنخي ويعيش ويموت مع السنّ. تُظهر هذه الحقيقة لوحدها أهمّية الحفاظ على الأسنان الطبيعية واللثّة بصحّة جيّدة. في إحدى الحالات، فقدت مريضة شابّة القاطعة المركزية مع العظم السنخي المرتبط بها على أثر تلقّيها صدمة على وجهها. وتمّت محاولة زراعة غرسة عظمية، إنّما باءت بالفشل. ولكنْ تمّت معالجتها باستخدام تركيبة مولّدة للعظام مسبقاً (45 يوماً) بواسطة جهاز Osteotenseur Matriciel، ثمّ وضع غرسة Diskimplant مزدوجة، مثبّتة في العظم القاعدي المتبقّي. على أنّ الغرسة الذاتيّة التثبيتيّة من قطع العظام الصغيرة التي تمّ جمعها من مكان الحادث، بالإضافة إلى مادّة عضوية، وتغطية كلّ هذا بغشاء صفيحي ذاتي، عوامل ساهمت في إعادة بناء المنطقة تماماً. كما أنّ وضع سنّ من الزيركون-السيراميك من الجيل الجديد يعطي شكل الأسنان العام مظهراً طبيعياً مثلما كان قبل الحادث.

 

 

 

تقنيّات حديثة لإعادة ترميم الأسنان

إنّ التطوّرات التكنولوجية كإعادة البناء الثلاثي الأبعاد، والجراحة الموجّهة بالأجهزة، والزيركون الكامل وغيرها، بالإضافة إلى التقدّم في مجال علم الأحياء، خصوصاً في استخدام الوسائل الجراحيّة والخلايا الجذعية بواسطة جهاز Osteotenseur Matriciel، سمحت بحلّ المشاكل المعقّدة بطريقة سهلة وبأقلّ قدر من الوسائل الجراحية. بفضل هذه الطرق التقنيّة والحيويّة الجديدة، أصبح بإمكان أطبّاء الأسنان منح مرضاهم الابتسامة والرغبة بالاستمتاع بالحياة.

 

 

 

 

 

أضف تعليقا