ترميم الشفاه ومحيط الفم

 

خلافاً للمعتقدات المتوارثة، لا يقتصر إصلاح الابتسامة على الشفتين فقط، بل وينبغي أيضاً الأخذ بعين الاعتبار كلّ ما يؤطر هذه المنطقة الرقيقة والحسّاسة. علاج أو إصلاح الابتسامة يعني ترميم الشفتين ومحيط الفم.

 

 

 

تأثير عامل الشيخوخة

تغيّر الشيخوخة الفسيولوجية الوجه على عدّة مستويات، خصوصاً في جانبه الأسفل، وذلك بسبب الجاذبيّة. والابتسامة هي وحدة تشريحية شاملة، حيث من المهمّ علاج كامل الوجه والمنطقة المحيطة بالشفتين؛ على أنّ ملء التجاعيد وإصلاح التجاويف حول الفم جزء لا يتجزّأ من تجديد شباب الابتسامة وتجميلها، إذ يجب إصلاح النسيج والإطار، لالتقاط الضوء من جديد حول الابتسامة.

 

 

 

برنامج الترميم

الابتسامة هي أوّل مطلب للنساء في مجال التجميل. وتصحيح أو تجديد شبابها يعني علاج كلّ المناطق المحيطة بالفم: الشفتان بالطبع، ولكنْ أيضاً كلّ ما يؤطرها. ويتضمّن هذا العلاج خطّة تقوم على ثلاث خطوات.

الخطوة الأولى من العلاج هي إرخاء الابتسامة، عن طريق العمل على ديناميّة العضلات، وذلك بفضل مادّة البوتوكس. تقتضي الخطوة الأخيرة في ملء الشفتين وإعادة رسم محيطهما بواسطة حمض الهيالورونيك المناسب. وبين هاتين الخطوتين خطوة أساسية، وهي علاج كلّ العلامات التي تحدّد الابتسامة. من حيث شيخوخة البشرة، هذه العلامات ليست سهلة: الطيّات الأنفيّة (التي تمتدّ من أسفل الأنف حتّى بداية الفم)، والثنايا عند زوايا الفم، التي تدلّ في الواقع على أولى علامات الشيخوخة (ابتداءً من سنّ الـ30)؛ علماً أنّ المشكلة الأخيرة تشكّل نسبة 80 % من الاستشارات التجميلية. أمّا تصحيح ثلم الفكّ (بين الذقن والوجنة)، والثنية الذقنيّة، وتراجع أو عدم كفاية الذقن، فيكمّل عمليّة ترميم وتجديد شباب الابتسامة.

تركيبات حمض الهيالورونيك (Glytone، Teosyal، Restylane...) أو مستحضر الملء Calcium Hydroxyapatite (Radiesse)، الذي يحفّز إنتاج الكولاجين وينشّط البشرة، هي منتجات فعّالة وقابلة للامتصاص تماماً، وهذا شرط أساسي في اختيار المنتج. ومن الضروري وضع كلٍّ من هذه المنتجات في المكان الصحيح بدقّة وفقاً لخصائص كلٍّ منها وللنتيجة المرغوبة، بحيث تكون الطلّة النهائية طبيعية.

 

 

 

الطيّة الأنفيّة: الحدّ الأعلى من الابتسامة

هي أولى علامات الشيخوخة. فالطيّة الأنفيّة، وهي الثنية التي تمتدّ على كلّ جانب من جانبَي الوجه، من طرف الأنف حتّى زاوية الفم، تزداد وضوحاً عند الابتسام. في بعض الحالات، تلتفّ الحاشية الدهنية الواقعة مباشرة خارجها على الطيّة نفسها، ما يضفي ظلّاً داكناً على الابتسامة. وبالتالي، يصبح تصحيح الطيّة الأنفيّة ضرورياً وحسّاساً. هدف الإجراء التجميلي المُراد ملء هذه الطيّة ومحو هذا الظلّ الداكن من دون التسبّب بنفخ أو تشويه الجزء الأعلى من الفم، وبالتالي تجنّب ما يسمّى "فم البطّة".

 

يوفّر مستحضر الملء Radiesse حلّاً وسطاً للتصحيح، ما يعني منح الحجم لهذه المنطقة لتحقيق النتيجة المرغوبة من دون مبالغة. هذه المادّة هي في الواقع منتج كثيف جدّاً، يمنح قوّة كبيرة على الرفع. بالإضافة إلى ذلك، لا تحفّز انطلاق الماء، وتسمح بالتالي بالسيطرة على النتيجة أيّاً كان عمق الطيّة أو نوعيّة الجلد. ويمكن أيضاً استخدام تركيبات حمض الهيالورونيك المتواجدة في Glytone 3 أو Glytone 4، Surgiderm 30، Restylane. في حالة الوجه المستدير، أو الممتلئ، أو لدى الرجال، يفضَّل استخدام علاج بمادّة Calcium Hydroxyapatite.

 

 

 

الثنايا عند زوايا الفم والثلم الفكّي: أساس الابتسامة

ظهور الثنايا عند زوايا الفم مرتبط بنشوء الطيّات عند الثلم الفكّي. مع التقدّم في العمر، تتدلّى زوايا الفم وتهبط الحجيرات الدهنية للوجنتين باتجاه زاوية الشفتين. وهذا يبيّن بشدّة ووضوح انخفاض ثنايا الفم، بينما يزيد الخدّ السفلي المملتئ، الذي يظهر ابتداءً من سنّ 40 عاماً، حدّة التجاويف على جانبَي الذقن. لذا، يصبح من الضروري محو هذه التجاويف التي تلقي ظلالاً داكنة على الجزء السفلي من الوجه، خصوصاً إذا تزامنت مع تراجع الذقن. وعلى مستوى الثنايا عند زوايا الفم، يجب ألا يكون التصحيح مفرطاً على الإطلاق، خوفاً من إثقال الجزء السفلي من الفم. ينبغي الانتباه من أنواع حمض الهيالورونيك التي تمنح الحجم ومن المستحضرات الماصّة للرطوبة، على أنّ حمض Glytone 3، الذي يقدّم نتائج فعّالة على المدى الطويل بفضل وجود Mannitol في تركيبته، يسمح بمكافحة التوتّر الذي يسبّب أكسدة الجلد الناتج عن الحقن. ويتمّ أيضاً تكييف أو تعديل حمض الهيالورونيك Teosyal أو الحمض الكلاسيكي Restylane أو Surgiderm. فيما يتعلّق بتصحيح الثلم الفكّي، يجب أن يكون الرسم دقيقاً، وأن يتمّ تجنّب الشكل الضخم والمفتول للجزء الأسفل من الفكّ. ويبقى Calcium Hydroxyapatite و Radiesseالخيار الأفضل.

 

 

 

الذقن والطيّة الذقنيّة: الحدّ الأسفل من الابتسامة

الذقن المرسوم بشكل جميل والمحدّب قليلاً يضفي الجاذبيّة على خطّ محيط الوجه. يتعلّق الأمر هنا أيضاً بلعبة الضوء والظلّ. فالظلال السوداء التي تبدو على الذقن هي دلالة على الشيخوخة، والهدف من الإجراء التجميلي هو تصحيح التجاويف وإبراز بعض المناطق بطريقة تلتقط الضوء وتعكسه. لتطبيقه، يُنصح باستخدام حمض الهيالورونيك الكثيف الذي يمنح الحجم، وهو من نوع SubQ أو Glytone 4، كما يمكن اختيار مادّة Radiesse المتماسكة. اللمسة النهائية تكمن في ملء الطيّة الذقنيّة.

أضف تعليقا