الريتينويد... إشاعات وحقائق

هناك الكثير من المعلومات الخاطئة حول الريتينويد، كأن تُطلق عليه أيضاً تسمية "الريتنول" Retinol، أو أن يتمّ المزج بين المصطلحين، أو حتّى الاعتقاد أنّ هذه المادّة تسبّب حروق الشمس... إليك تالياً بعض الحقائق المفيدة عن الريتينويدات.

 

الإشاعة 1

لكلّ مكوّن يبدأ بالحرف "ر"R  (الريتينول، حمض الريتينويك، إلخ) نفس المفعول

نعم ولا. فالصيغ الطبّية تحتوي على حامض الريتينويك، وهو العنصر "السحري" الذي يزيل التجاعيد. أمّا صيغ المنتجات البديلة، فيتمّ تحويلها إلى حمض الريتينويك عن طريق خلايا البشرة. في الصيغ الجاهزة، يكون المكوّن الذي يُطلق عليه إسم "الريتينول" المشتقّ الوحيد من الفيتامين A المناسب استخدامه في هذا النوع من التركيبات. هناك الكثير من الدراسات التي تبيّن أنّ الريتينول ألطف من حمض الريتينويك؛ فهو يعمل نفس العمل كيميائياً، إلا أنّ مفعوله أبطأ من مفعول الأوّل. ولكنْ لا يمكن قول الشيء نفسه عن مشتقّات الريتنول  Pro-retinols(مثل Retinyl palmitate، Retinyl acetate، وRetinyl linoleate)، التي تُعتبر أكثر لطفاً، ولكنْ أقلّ قوّة أيضاً. وبينما تتطلّب صيغة ريتين-إيه Retin-A وصفة طبّية، يمكن أن نجد صيغاً أخرى متوفّرة من دون وصفة طبّية تحتوي على بروبيونات ريتنيل، وهي نوع أقلّ تهييجاً للبشرة من الفيتامين A.

 

الإشاعة 2

يعمل الريتينويد عبر تقشير البشرة

يظنّ البعض أنّ الريتينويد يزيل خلايا الجلد الميتة. وإذا صاحب العمليّة، في كثير من الأحيان، بعض التقشير والاحمرار، يكون هذا من ضمن الآثار الجانبية لتهيّج البشرة، حيث لا يُعتبر تقشيراً حقيقياً، كالذي تحصلين عليه من عنصر مثل حمض الغليكوليك. يعمل الريتينويد على مستوى أعمق بكثير، من خلال التأثير على التعبير الجيني وتحفيز إنتاج الكولاجين، وتوحيد لون البشرة.

 

اقرئي أيضاً العناية بالبشرة... طرق ونصائح

 

الإشاعة 3

لا ينبغي تطبيق الريتنويدات خلال النهار، لأنّها تزيد من خطر حروق الشمس

هذه من أكبر الإشاعات الخاطئة المتعلّقة بالريتينويد. صحيح أنّ الريتينويد يتكسّر في ضوء الشمس، وهذا هو السبب في كونه يعبّأ في عبوات غامقة، حيث يفضَّل تطبيقه في الليل للتأكّد من عدم إلغاء فعاليّة المكوّنات فيه، إلّا أنّه لا يجعل الجلد أكثر عرضةً لحروق الشمس. إنّ مصدر هذا الاعتقاد الخاطئ هو بعض الدراسات الأوّليّة التي تعرض وصف بعض المستخدمات كيفيّة تطبيقهنّ للريتينويد، وخروجهنّ في الشمس، وتعرّضهنّ على الفور للحروق. ولكنْ من المرجّح أنّ الاحمرار الذي أصابهنّ مرتبط بالتعرّض للحرارة. وقد أظهرت الدراسات السريرية بشكل قاطع أنّ الريتينويد لا يقلّل الحدّ الأدنى لدرجة تحمّل الجلد لضوء الأشعّة فوق البنفسجية، والتي يمكن تقبّلها قبل بدء حروق الجلد.

 

الإشاعة 4

يجب دائماً تطبيق الريتينويد على البشرة الجافّة

أحياناً، حتّى الأطباء أنفسهم يخالفون القواعد: على الرغم من أنّ الإرشادات على العبوة غالباً ما توصي بالانتظار حتّى يصبح الوجه جافّاً تماماً لتطبيق الريتينويد، إلّا أنّه ليست هناك أدلّة علميّة تبرهن أنّ البشرة الرطبة أو المبلّلة تزيد الحساسيّة. من جهة أخرى، لا يزيد تطبيق الريتينويد على بشرة رطبة من فعاليّته، حيث يرتبط تحديد كمّ الريتينول الذي يتحوّل إلى حمض الريتينويك فقط بكيمياء البشرة ومستقبلات الريتينويد لدى كلّ مستخدمة.

 

الإشاعة 5

يجب التوقّف عن تطبيق الريتينويد في حالة تهيّج البشرة

على عكس ذلك، يجب متابعة تطبيقه. فتهيّج البشرة بعد تفاعلها مع الفيتامين A هو جزء من عمليّة الشفاء. لقد تبيّن سريرياً أنّ خلايا الجلد تبدأ بالتكيّف مع حمض الريتينويك بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على استخدامه، بشرط أن يكون ما تمرّ به البشرة معقولاً، على شكل احمرار وتقشير خفيف. وإذا طالت فترة تحسّس البشرة، أو كان الوضع غير مريح للغاية، يُنصح باستخدام مستحضر الريتينويد مرّة واحدة في الأسبوع أو الانتقال إلى صيغة أقلّ قوّة.

 

اقرئي أيضاً طرق ترطيب البشرة لضمان شبابها

 

الإشاعة 6

لا تطبّقي الريتينويد حول عينيك، لأنّ بشرة هذه المنطقة حسّاسة جدّاً

بل على العكس، إذ إنّ هذه المنطقة هي الأكثر عرضةً للضرر. فقد أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يطبّقون الريتينويد على منطقة محيط العينين، يحصلون على أفضل النتائج. قد يشعرك ذلك بوخز قليلاً، لكنّك لن تسبّبي أيّ ضرر لبشرة هذه المنطقة، فهي ليست أقلّ احتمالاً أو عرضةً للاحمرار أو التقشّر من كافّة مناطق الوجه.

 

أضف تعليقا