نظرة على مميزات وفوائد الحمام التركي

لطالما كان الحمّام التركي جزءاً مهمّاً من الحياة اليوميّة للرجال والنساء لقرون عديدة. طقوسٌ تعود جذورها إلى آسيا الوسطى، أضيفت إلى التقاليد البيزنطيّة والرومانيّة في الأناضول.

 

كان الحمّام التركي قلب الحياة الاجتماعية في المجتمع المحافظ، إذ كان بمثابة نادٍ للمرأة. غير أنه لم يكن مجرّد مناسبة يوميّة للنظافة والتواصل الاجتماعي؛ إنما كانت النساء، من مختلف الطبقات، يحتفلن فيه بالمناسبات المهمّة، وكانت المراسم تتضمّن حمّام العروس، وحمّام الأربعين يوماً في اليوم الأربعين بعد الولادة، وحمّام الإجازة عشيّة العطلات الدينية، وحمّام الضيوف الذي تدعو إليه المضيفة صديقاتها وقريباتها للقاء زائرة خاصّة. هذا بالإضافة إلى كونه مكاناً ممتازاً لكي تجد الأمّهات عرائس لأولادهن. فكانت الأم تختار الفتاة الأجمل والأكثر صحّةً لتكون زوجة محتملة لابنها، حيث كانت تلك مناسبة نادرة لمراقبتها عن كثب.

 

اقرئي أيضاً الحمّام التركيّ... ملاذك للرخاء والإشراق قبل العيد

 

وكانت الحمّامات بالنسبة للنساء بمثابة صالونات تجميل، إذ كانت توفّر العناية بالوجه والشعر والجسم طوال النهار مع العلاجات العشبيّة والعلاج بالزيوت المختلفة. وكان لكلّ امرأة حوالي 15 اكسسواراً مختلفاً للحمّام، لا تزال تشهد عليها اليوم المتاحف الشرقيّة. وكان يتم فرك الجسم المتعرّق بقفّازات يدويّة مصنوعة من الحرير والكتّان أو بواسطة ليفة (مستخرجة في الغالب من الخضروات المجفّفة تحت أشعّة الشمس) لتنظيف البشرة وتخليصها من الجلد القديم، ثمّ تنظيفها بالصابون عدّة مرّات لتنقيتها من السموم.

 

ومن أهم فوائد الحمام التركي استرخاء العضلات، تخفيف التوتروالإجهاد وارتفاع ضغط الدم، الشعور بالتجدّد وصفاء الذهن.

 

في جولة داخل كواليس الحمّام التركي، يمكن تمييز أساسيّات هذا النوع من الطقوس مِن:

 

  • طاسات عريضة دائريّة من الفضّة أو النحاس أو البرونز لصبّ الماء على الرأس والجسم. وكان يتم عادة نقش هذه الطاسات باليد برسوم معقّدة.
  • مناشف حمّام رقيقة تدعى "بيشتِمال" كان يتم نسجها من القطن أو الحرير، وتكون إمّا مطرّزة أو ذات تصاميم بنقوش مربّعة عصريّة. وكان يتم لف أكبر منشفة حول الخصر، ولف المنشفة المتوسطة حول الكتفين، ولف أصغر منشفة حول الرأس. وكانت مجموعة الحمّام تشمل أيضاً العديد من الأقمشة والملابس للحفاظ على دفء الرأس، أو لنشرها على الأرض للجلوس عليها، أو كَرِداء احتفاليّ خاصّ مثل الثوب الحريري للعروس في حمّام العرائس.
  • صحن الصابون: حاوية مزوّدة بغطاء ومقبض في الأعلى وثقوب في الأسفل مثل المصفاة. وكان يوضع فيه الصابون والأمشاط وقفازات الفرك والتقشير المتنوّعة.
  • الحنّة والكحل والآي لاينر الذي يسمّى "سورْم".
  • مرايا وحاويات معدنيّة للاحتفاظ بالمجوهرات.
  • صندل مرتفع أو قبقاب من الخشب والعاج والفضّة لإبعاد الماء عن القدمين.
  • ماء الورد: داخل زجاجة توضع في علبة خشبيّة خاصّة، لتعطير الجسم بعد الحمّام.

 

اقرئي أيضاً الحمام المغربي لتخليص الجسم من السموم

 

واعتماداً على وضع السيّدة الاجتماعي، قد تكون هذه الأشياء بسيطة أو مزخرفة، ومرصّعة بالجواهر ومصنوعة من المعادن الثمينة. وكان من المألوف أيضاً تناول الفواكه وعصير الليمون والحلويات خلال الحمّام وبعده.

 

 

أضف تعليقا