السيلوليت أنواعه والعلاج المناسب

السيلوليت هو ارتفاع نسبة الدهون تحت البشرة، مصحوباً بظاهرة احتباس الماء وتليّف الخلايا الدهنيّة Preadipocytes، ما يعني ضمور النسيج الدهني تحت الجلد. تجدر الإشارة إلى أنّه يجب التمييز بينه وبين الدهون العميقة، الأقرب للكتلة العضليّة، التي تُعرف بتكدّس الدهون في الوسط، والتي تحتاج إلى عمليّة شفط الدهون للتخلّص منها. وبالتالي، إنّ دهون السيلوليت ليست دهون البدانة نفسها، أوّلاً كونها سطحيّة، وثانياً لأنّها مرتبطة بظاهرتين: احتباس الماء والتليّف.

أمّا اختيار العلاجات المناسبة للسيلوليت، فيتوقّف على وجود وانتشار هذه الظواهر الثلاث: احتباس الماء والتليّف والدهون.

 

اقرئي أيضاً كيفية اختيار الكريم المناسب لعلاج السيلوليت

 

1- السيلوليت الناتج عن احتباس الماء

يرتبط هذا السيلوليت بدورة دمويّة سيّئة. ولكنْ يمكن أن يكون سببه مرتبطاً أيضاً باضطراب التوازن الهرموني بين الأستروجين والبروجسترون. كما يجب ألا ننسى المصدر الغذائي لظاهرة احتباس الماء، مثل الملح وبعض المواد الغذائية المعدَّلة، وبعض بروتينات القمح والحليب...

لفهم ظاهرة احتباس المياه بشكل أفضل، يجب دراسة تركيبة الجسم. إذا أخذنا على سبيل المثال امرأة في الأربعين من العمر تزن 55 كلغ، يجب أن يحتوي جسمها على نسبة تتعدّى الـ60% من الماء، أي 30 ليتراً من الماء. ومن هذه الكمّية، نجد أنّ نسبة 3/5 (أي 18 ليتراً) مرتبطة بتركيبة العضلات والعظام والجلد. وهذا الماء متواجد بالطبع في الخلايا، وهو ضروري جدّاً لتحفيز وظائفها بالشكل السليم.

كما أنّ هناك كمّية من الماء تبلغ 12 ليتراً، متواجدة خارج الخلايا، وهي تدور في كامل الجسم، نحتسب منها 4 ليترات تقريباً موجودة في الدم، والسائل الهضمي، واللعاب، وسائل النخاع الشوكي... في حين تشكّل الثمانية ليترات الباقية من الماء ما يسمّى بالسائل الخلالي، ومهمّتها غسل الخلايا على الدوام، حيث إنّها لا تكون أبداً جامدة. وكلّ يوم، تخرج هذه الليترات الثمانية من الماء من الشرايين، لتغسل الخلايا، ثمّ يتمّ امتصاصها من قبل الأوعية والأوردة الليمفاوية.

وعند أقلّ اضطراب توازني (حين تخرج كمّية كبيرة من الماء من الشرايين، أو يتمّ امتصاص كمّية كبيرة من الماء من قبل الأوعية أو الأوردة الليمفاوية)، يركد الماء الزائد بين الخلايا. فيصبح في الخلايا أكثر من 8 ليترات من الماء، ما يسبّب احتباس الماء. وفي الحالات القصوى، قد يتضاعف حجم هذه المياه الزائدة ويتجاوز الـ16 ليتراً. وهذه الليترات تشوّه شكل الجسم وتجعل الجزء السفلي منه يبدو أكثر سمنة، تماماً كما يفعل تراكم الدهون.

 

2- السيلوليت الناتج عن تراكم الدهون

يحدث هذا النوع من السيلوليت نتيجة زيادة عدد الخلايا الدهنيّة، بالتزامن مع اضطراب مزمن في عمليّة تمثيلها الغذائي. وترتبط هذه الآليّة بتغيير طريقة عمل أنزيم رئيسي، وهو الليبوبروتين ليباز Lipoprotein Lipase، وهرمون الليبتين Leptin الذي تمّ اكتشافه حديثاً. وقد يكون سبب هذه التغيّرات وراثياً أو هرمونياً، أو متعلّقاً بالأوعية الدموية.

وهناك هرمونات الغدّة الكظرية (Noradrenalin وAdrenaline) التي تُعتبر العوامل الفسيولوجية الأقوى المسؤولة عن التوازن بين التحلّل الدهني وتكوّن الدهون، وقد تفسّر التأثير السلبي للتوتّر على الخلايا. وتمّ أيضاً تصنيف المشاكل في المستقبلات الأدرينيّة A2 ومستقبلات Prostaglandin ضمن غشاء الخلايا الدهنية للأشخاص الذين يعانون من السيلوليت.

 

اقرئي أيضاً أفضل العلاجات التجميليّة للقضاء على السيلوليت

 

3- السيلوليت الناتج عن التليّف

يرتبط التليّف بتغيّر كولاجين الخلايا الدهنية Preadipocytes. ويظهر التغيّر في تركيبة ألياف الكولاجين على شكل ترهّل الأنسجة تحت الجلد. في المقابل، يؤدّي الإفراز المفرط لألياف الكولاجين الشاذّة من قبل الأرومات الليفية إلى تصلّب النسيج الجلدي. وكلّما كان هذا الأخير قديماً، كان السيلوليت أكثر احتواءً على الألياف، حيث من الصعب إزالته، كون الخلايا الدهنية قد أصبحت مضغوطة في الغلاف الليفي للخلايا الدهنية. ويوجد السيلوليت الليفي عادةً لدى الأشخاص الذين لديهم شهيّة قويّة على المأكولات السكّرية، ما يشجّع ظاهرة ارتباط جزيئات السكّر بألياف البروتين (Glycation) الخاصّة بالكولاجين.

أضف تعليقا