الجماع: أريد و... لا يريد!

من الطبيعي والشائع تفاوت الرغبة الجنسية بين الزوجين. فماذا تفعلين إذا كنت تعانين من هذا التفاوت؟ قد لا يكون علاج الأمر سهلاً، لكن من الضروري أن تتحدثي وزوجك عن هذه المسألة. فكلما كانت الصراحة سيدة الموقف، أصبحت الحياة الحميمة أكثر انفتاحاً ونجاحاً.

 

اقرئي أيضاً العوامل المؤثرة على حاجة المرأة الجنسية

 

في حال رأى الطرف الذي يتمتع بالرغبة بإقامة العلاقة الحميمة أن طلبه يُقابل بالرفض وبشكل متكرر، فلا شكّ في أنه سيشعر بأن الطرف الآخر لم يعد يكنّ له أي عاطفة، كما أنه قد لا يصل إلى معرفة أي الأساليب يتبع لكي يخرج وإيّاه من هذه الدائرة المغلقة، علماً أن طالب العلاقة الحميمة قلّما يطرح الأسئلة المتعلقة به ويعتقد أن الآخر يعتمد سلوكاً غير طبيعي أو أنه لا يحبه. فما الحل؟ إليك المزيد.  

 

أولاً: تعزيز الحوار

يشعر الطرف الذي لا تنتابه رغبة عارمة بإقامة العلاقة الحميمة بأنه مرغم على تلبية متطلبات الشريك. وللهرب من هذه المواجهة، يعتمد بعض السلوكيات التي تساعده على تجنبها، كأن ينام في وقت مبكر أو ينصرف إلى مشاهدة برنامج أو فيلم أو مسلسل تلفزيوني أو إلى تصفح المواقع الإلكترونية... إلا أنه، في المقابل، يشعر بأنه مسؤول عن التوتر الذي ينتاب حياته الزوجية. وهكذا يرشق نفسه بالاتهام بالتقصير والاختلاف السلبي، فيختل توازن الحياة المشتركة... في هذه الحالة، لا بد للطرفين من الانتباه إلى أن كلاً منهما يشكل جزءًا لا يتجزأ من العلاقة الحميمة ومن كل المعوقات التي تعترضها وأن عدم توضيح الأمور سيودي بها إلى المزيد من التعقيد. لذا، من الضروري أن يعملا على تعزيز واقعهما الحميم من خلال الحوار الصريح. فعادة ما تتخلل المصارحات بعض الانفعالات العاطفية والذكريات التي تؤجج مشاعر الزوجين وتوقد الرغبة لدى الطرف الذي يعاني من خفوتها.

 

ثانياً: تجديد الرغبة

هل يتعين على الطرف الطالب للعلاقة الحميمة أن يحترم تراجع الرغبة لدى الطرف الآخر؟ أم أن على ذلك أن يؤدي إلى الإضرار بتلك العلاقة؟ لمَ لا يعمل الطرف الطالب للعلاقة على إيقاظ الرغبة لدى شريك حياته؟ ثمة الكثير من الأسئلة التي يتم طرحها في هذا السياق من قبل الأزواج والخبراء. لكن من الضروري أن يعرف كل زوجين أن العلاقة الجنسية تكاد تكون المناسبة الحميمة الوحيدة التي تجمعهما وأنه من الضروري والأساسي أن يستقطعا خارجها بعض الوقت ليمضياه معاً بمفردهما (فندق، سفر،...) من أجل تأجيج الرغبة لدى كل منهما وتعميق الروابط بينهما.

أحياناً، يعود تراجع الرغبة الحميمة إلى كون الحياة الزوجية تفتقر إلى أساليب المتعة والترفيه. فتراكم التجارب المفرحة هو ما يساعد على تجديد تلك الرغبة. أما الحل فسهل جداً. من المفيد أن  يبادر أحد الطرفين إلى ابتكار طرق للتسلية وإدخال الحيوية إلى العلاقة المشتركة مثل دعوة الآخر إلى العشاء أو إلى القيام بنشاط ما مثل ركوب الدراجات الهوائية في أماكن مخصصة لذلك... فغياب الترفيه قد يسبّب تراجع الرغبة الجنسية والعكس صحيح.  

من الضروري أن تسبق العلاقة الحميمة بعض الأمور التمهيدية التي تنم عن العاطفة والمشاعر المتبادلة، وإلا فإن هذه العلاقة قد تتحول إلى عمل ميكانيكي ينطوي على مجرد الرغبة في التخلص من التوتر أو في تلبية حاجة فيزيولوجية.

يرى بعض الأزواج ضرورة إقامتهم علاقة حميمة يومية من أجل الشعور بالاطمئنان إلى حسن سير الحياة الزوجية أو من أجل إرضاء الذات. وفي مثل هذه الحالات، قد يرى أحد الطرفين أن الطرف الآخر لا يريده لذاته، ما قد يدفعه إلى رفض خوض التجربة الحميمة. هنا، لا بد من الحوار والتفاهم وطرح السؤال التالي على الآخر: لمَ تريد أن نقيم علاقة حميمة؟ فالإجابة الصريحة على هذا السؤال هي السبيل لاستعادة الانسجام.

 

اقرئي أيضاً العلاقة الجنسية بين الوهم والحقيقة

 

الجماع هو عبارة عن علاقة بين زوجين. لذا، فإن التبادل الكلامي يعتبر أمراً ضرورياً في هذه الحالة فيما تعد الاتهامات والمآخذ نقطة انطلاق نحو مشكلة أكثر تفاقماً وتعقيداً. فعلى كل طرف أن يعرف الطريقة التي يحب الآخر اتباعها لكي يشعر بالمتعة وأن يتذكر دائماً أن العاطفة لا تقاس بعدد مرات العلاقة الحميمة!

 

 

 

أضف تعليقا