سناء الحديثي.. صلابة امرأة تتحدّى السرطان

هي كاتبة، باحثة وخبيرة في مجال الصحّة ومحاربة الشيخوخة .عاشت تجربة الشفاء الذاتيّ بعد إصابتها بسرطان الثدي.
منكبّة على عملها متسمّرة خلف مكتبها، تتناول الكثير من النشويّات والسكريّات كي تمدّها بالطاقة وتمكّنها من إنجاز عملها بالرغم من إدراكها التامّ بما تسبّبه من أضرار متناسية أنّها الغذاء الرئيسيّ لخلايا السرطان. كانت تتصرّف وكأنّها محصّنة من المرض، لم يخطر ببالها يوماً أنّها ستكون إحدى ضحاياه.
اليوم سناء الحديثي امرأة تعمل كناشطة لتوعية الفرد العربيّ على أهميّة الغذاء كدواء للحفاظ على الصحّة والتصدي للأمراض حرصاً منها ألّا يمرّ أحد بتجربتها. فالدرس الذي لقّنته لها الحياة أن " تعمل لتحيا ولا تحيا لتعمل".
"الجميلة" التقت هذه المرأة الصلبة وعادت بتجربة سيّدة محاربة معركتها الحياة وسلاحها التحدّي والإيمان.

أخبرينا أكثر عن معاناتكِ مع مرض السرطان؟
تدهورت حالتي الصحيّة قبل سنوات من تشخيصي للمرض. خضعت لفحوصات أخرى بعيدة عن تلك المخصّصة للسرطان، والسبب كان انهياراً وشيكاً لجهاز المناعة بسبب الضغوط النفسيّة وأسلوب الحياة الخاطئ بما فيه نوعيّة الأطعمة التي اعتدت تناولها.
متى اكتشفتِ أنّكِ مصابة؟
الصدفة كانت طريقاً لاكتشاف المرض منتصف عام 2012 من خلال أحد الفحوص الدوريّة التي لا تمتّ لفحص الثدي بصلة، هنا بدأت الرحلة في مواجهة هذا الخبيث، يومذاك دقّت نواقيس يقظتي على مرحلة حياة جديدة وتجربة استثنائيّة.
لم أخضع للجراحة إلّا بعد عام من تشخيص المرض، فالورم في هذا العام بدأ بالتضاؤل غير أنّني خضعت للجراحة نزولاً عند رغبة عائلتي ولشعوري بالأنانيّة إنْ تشبّثت برأيي مقابل قلقهم.

كيف تغلّبتِ على مرض سرطان الثدي؟
لا أقبل أن أكون ضحيّة أو أن أعامل كضحيّة، أرفض أن ينظرني الآخرون بعين العطف، دائماً أبحث عن حلول بدلاً من الاجترار في المشكلة. شجّعتني خبرتي بالبحث في مجالات الصحّة، التجميل والتغذية ورصيدي من المعلومات في هذا المجال أن أتّخذ قرار المواجهة دون الخضوع إلى العلاج الكيميائيّ لأنّي مررت بهذه التجربة مع أشخاص قريبين لي.
درست عدّة نظم غذائيّة لمواجهة السرطان وأمراض أخرى مثل الحساسيّة، السكّري والتهابات الجسم كالتهاب المفاصل والروماتيزم، استخلصت منها نظاماً غذائيّاً للشفاء بشكل عام. ما دفعني إلى ذلك هو أنّ مرض السرطان يعدّ واحداً من أمراض نقص المناعة الذاتيّة شأنه شأن التهاب المفاصل أو نزلات البرد، لذلك فإنّ تحصين مناعة الجسم وتقويتها يمنعان تعرّضه لجميع هذه الأمراض، والسرطان إحداها.
والأهمّ من ذلك كلّه بأنّي كنت إيجابيّة ومتسلّحة بالإيمان ومدركة بأنّ الله لن يتركني إذا عملت بجدّ والتزام.

ماذا عن مدوّنتكِ SehaArabia ؟
صحة أريبيا.. الاسم يدلّ على الهدف. تمنّيت الصحّة للإنسانيّة جمعاء، ولكنّي أردتها واقعاً لأمّتي العربيّة. أردت منها تجنيب مجتمعاتنا نساءً، رجالاً وأطفالاً المرور بدوّامة المرض أيّاً كان وتحذيرهم من عاداتنا الغذائيّة المميتة، لأنّ بلداننا العربيّة هي الأعلى في العالم بنِسَب الإصابة بالسرطان والسكّري على سبيل المثال. وددت نقل تجربتي المتواضعة علّها تكون درساً يعلّمهم الحفاظ على صحّتهم وحماية صحّة أسرهم. تجنّب الوقوع في شرك الأمراض والحفاظ على الشباب، النشاط والحيويّة كلّها أمور بسيطة يمكن تحقيقها بالغذاء وبسعر بخس.
ما الهدف من تأسيسها؟
لذلك قرّرت العمل على مدوّنتي وجعل نظامي الغذائيّ متوفّراً لجميع من يرغب اتّباعه للتعافي من الأمراض بشكل عامّ أو حتى اتّباعه لعدّة أشهر فقط من أجل تنظيف الجسم، الأمعاء، الكلى والكبد.
المدوّنة أيضاً تهتمّ بطرق محاربة الشيخوخة ورفع النشاط والطاقة بشكل طبيعيّ وعن طريق الغذاء.

ما هي نصيحتكِ لكلّ امرأة مصابة بالسرطان؟
لا أنصح أيّ سيّدة مصابة بالسرطان أن تتخلّى عن العلاج التقليديّ لمجرّد تجربة الشفاء بالغذاء، يمكنها اتّباع البرنامج لتقوية جهاز مناعتها ورفع قدرة جسمها على التصدي للمرض وكذلك تحمّل العلاج الكيميائيّ وتسريع عمليّة الشفاء.
لا تظنّي بأنّ الإصابة بالسرطان هي النهايّة، بل اجعلي منها البداية لحياة جديدة وعهد جديد. لا تتركي التشاؤم يغمض عينيكِ عن الشفاء وهو على بعد خطوة منكِ.
الاستسلام سيقودكِ إلى الأبواب الموصدة. خذي صحّتكِ على عاتقكِ ولا تتركي الآخرين يتحكّمون بها، فهي أمانة الله بين يديكِ وأنتِ المسؤولة الأولى عنها.
تقبّلي مرضكِ وتعاملي معه بندّية واحترام ولا تدعي له الفرصة بالانتصار!

أضف تعليقا
المزيد من نصائح صحية