موسم العطلات: فرصة لتعزيز صحتنا النفسية والاستعداد للعام الجديد

ننتظر جميعاً موسم العطلات ونهاية العام بفارغ الصبر للاحتفال مع أفراد الأسرة والأصدقاء بهذا الوقت المفضل من العام. ويتزامن هذا الموسم مع العطلات المدرسية أيضاً، لتتمكن الأسر من الاحتفال مع أطفالها وقضاء أوقات ممتعة معهم. إلا أن هذه الفترة من العام قد تحمل معها تحديات كبيرة لبعض الأشخاص، لاسيما أولئك الذين يحتفلون بعيداً عن أحبائهم لظروف ما أو الذين يفتقدون شخصاً عزيزاً على قلبهم اعتادوا الاحتفال معه، إذ يقودهم ذلك للشعور بالضغط والتوتر ولربما الحزن أو الإحباط. 
لذلك يجب على الجميع انتهاز عطلات نهاية العام لتعزيز صحتهم النفسية والتخلص من التوتر والارهاق الذي يعانون منه، سواءً لأسباب محددة أو نتيجة ضغوط الحياة والعمل التي تعرضوا لها على مدار أيام العام. وبالنسبة لأولياء الأمور، يتعين عليهم الانتباه لأطفالهم وإعداد خطة جيدة لضمان استمتاعهم بعطلتهم وقضاء أوقات ممتعة تعزز صحتهم البدنية والنفسية. 
وحول ذلك قالت الدكتورة رشا عباس استشارية الطب النفسي في مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء: "يمكن استغلال فترة العطلات في ممارسة الهوايات المفضلة والتوجه للنشاط الرياضي والاسترخاء في الحدائق بين أحضان الطبيعة للترويح عن النفس، والتخلص من التوتر وضغوط الحياة التي تعرضنا لها خلال العام. كما يجب إعداد خطة تضم نشاطات متنوعة للأطفال ليتمكنوا من الاستمتاع بعطلتهم وممارسة ما يحلو لهم من هوايات يحبونها ونشاطات يستمتعون بها. ونؤكد دائماً أن موسم العطلات هو فرصة لتجديد الطاقة النفسية والجسدية وللتخلص من الضغوط والتوتر والاستعداد لعامٍ جديد بروح عالية وصحة نفسية وبدنية جيدة. 
إن ممارسة نشاطات معينة مثل اليوغا والتي تجمع بين النشاط البدني والصفاء الذهني تعتبر خياراً مثالياً في موسم العطلات، إذ تساهم بتحسين اللياقة البدنية وتساعد في التخلص من أي مشاعر سلبية أو ضغوطات حياتية للعودة إلى العمل أو الدراسة بهمة عالية ونشاط كبير. ويجب أيضاً على أولياء الأمور الإبقاء على روتين أطفالهم وعدم تغيير ما اعتادوا عليه لتكون عودتهم للدراسة أكثر سهولة، مثل وقت النوم وتناول الطعام وغير ذلك من نشاطاتهم الاعتيادية اليومية.
من السهل على الأطفال أن ينبهروا بسحر الأعياد. هدايا ممتعة، وحلويات إضافية، وإجازة من المدرسة. ولكن مع الحرية والإفراط الزائد، يمكن للأطفال أحياناً أن ينجرفوا قليلاً. وقد يصبح سلوك الاطفال تحدٍ كبير للأسرة عند تفضيل الطفل العاب الفيديو بدلاً من التحدث إلى الجدة. وبالتالي يتعين إدارة وقتهم بحكمة في هذه الفترة لضمان التزامهم بنظامهم مع ضمان حصولهم على وقتهم الخاص. 
إن الحفاظ على الصحة النفسية هي عنصر أساسي للتمتع بحياة متوازنة. فلا يوجد إنسان خارق، وكلنا نشعر أحياناً بالتعب أو الضغط الشديد أمام تحديات الحياة. لكن إذا ازدادت الأمور تعقيداً ووجدنا صعوبة في التعامل معها، عندئذ من المهم طلب المساعدة إما من شخص نثق به أو من مختص قادر على تشخيص الحالة وعلاجها، أو تقديم نصائح معينة تساعدنا في تخطي مخاوفنا ومصادر توترنا.
 

أضف تعليقا
المزيد من صحة ورشاقة