قيس الشيخ نجيب في أول إطلالة له مع زوجته وابنهما جود
لقاء اتسم بالشفافية والبساطة، أجرته "الجميلة" مع الممثل السوري قيس الشيخ نجيب وزوجته الكاتبة السورية لبنى مشلح في إطلالة للمرة الأولى مع ابنهما جود. لم تكن المهمة صعبة للوصول إلى داخلهما والسبب، بكل بساطة، شفافيتهما التي دعتنا نتوغل داخلهما برحلة يمكن إطلاق عليها "رحلة العمر". ومعهما نسترجع ذكرياتهما عن اللقاء الأول والصداقة والحب والزواج وأسرار يكشفانها للمرة الأولى:
اللقاء مع لبنى مشلح:
كيف تصفين قيس الأب والزوج؟
هو أب حنون جداً وعاطفي ويدعمني كثيراً. فعندما ولد ابننا جود كان يساعدني ويدعمني. قيس الزوج شخص طيب و«مهضوم» (خفيف الظل) وليس لئيماً إطلاقاً.
ما هي سلبياته؟
قيس شخص مزاجي. فهو من برج الجوزاء ولديه أكثر من شخصية. أحياناً، أستيقظ صباحاً فأجده بشخصية مختلفة عن تلك التي كانت في الليلة الفائتة. لديه شخصيتان. وهذه هي الصفة السلبية الوحيدة لديه. عصبي أحياناً، ولكن لا تلازمه العصبية فترة طويلة بل تزول بعد وقت وجيز. هو شخص إيجابي في المنزل. يدعمني قبل وبعد ولادة جود بكل شيء، لاسيما بمشاريع أنوي القيام بها
ماذا تذكرين عن اللقاء الأول؟
كنا زميلين في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجنا في المعهد نفسه. كان هو في السنة الرابعة وأنا في السنة الأولى. لما انتسبت إلى المعهد لم نكن صديقين بعد. وطيلة فترة المعهد لم تكن الصداقة تربطنا.
ألم يكن يلفتك؟
بلى. كنت أردد أمام أصدقائي أنه مميز بدفعته. ولأنني كنت في السنة الأولى، كنا نحضر مشروعهم ومسرحياتهم. كان يلفتني كشخص ظريف وممثل «شاطر». اقتصرت لقاءاتنا في تلك الفترة على إلقاء التحيات «من بعيد لبعيد» ولم نكن صديقين.
هذا يعني أنه لم يكن حباً من اللقاء الأول أو من النظرة الأولى؟
لا، مرّ وقت طويل إلى أن حصل ذلك. كنا صديقين في البداية.
عندها شعرت أنه فتى أحلامك؟
أكيد، وإلا لما جاءت خطوة زواجنا. أحببنا بعضنا البعض. وفاجأني بطلبه الزواج مني في أول علاقة الحب بيننا ولم نكن مخطوبين وسألني: «ما رأيك أن نتزوج»؟. فشعرت أنه هو من أريد أن أكمل حياتي معه. الزواج كان بالنسبة إليّ مؤسسة صعبة وتحتاج إلى جهد وشخصين متفاهمين ومتحابين ومتفقين. شعرت أنني إذا خطوت هذه الخطوة معه فسأكون مرتاحة ولست مضغوطة ولا يكون عندنا مشاكل. بالتأكيد، عندنا مشاكل الآن، ولا أدعي أن الحياة «سوبر» ولكنها مشاكل بسيطة.
هل تشعرين أن جود مثل أبيه؟
«طالع لأبوه» كثيراً. هو نسخة منه بالشكل والشخصية. بالتأكيد، هناك تفاصيل صغيرة يشبهني بها ولكن هو يشبه أباه كثيراً. عمره سنة ونصف السنة، ومعجب بوالده ويقلّده طيلة الوقت. هو قيس الصغير الذي يقلّد والده. ويخلق لنا حالة كوميدية في المنزل.
اللقاء مع قيس الشيخ نجيب:
ونسأل قيس: هل أنت رجل بيتوتي؟
أحب المنزل وهو بالنسبة إليّ الملاذ والأمان والاستقرار. وعندما لا يكون لدي عمل أمكث في المنزل. هو عالمي.
كيف تصف نفسك كأب وزوج؟
لا أعرف كيف أصف نفسي، أعيش الحياة بعفوية. أحب العائلة جداً وأحاول كثيراً المحافظة عليها. بوجود ابني ـ الله يحفظه ـ أحاول تأمين بيئة صحية له بعيدة عن التوتر والضغوطات، بالرغم من أننا نعيش في ظروف حياتية عامة غير مريحة، ولكني أحاول إبعاده عما يجري ليعيش حياة فيها استقرار عاطفي ليكون مستقبلاً جاهزاً للاعتماد على نفسه بعيداً عن المشاكل والعقد التي يعيشها، للأسف، الكثير من الأطفال بسبب الأوضاع الحالية.
أما عن نفسي كزوج فقد تحدثت قليلاً لبنى عن هذا الموضوع. أنا أحاول المحافظة على العائلة، بالرغم من الضغوط التي أتعرّض لها في عملي. ولكن يبدو أن هذا الأمر أخذته من والدي ـ رحمه الله. فقد كان ممثلاً ومخرجاً. وكان كل همه المحافظة على مؤسسة الزواج والمنزل. وهذا ما ربّاني عليه وهذا الأمر اكتشفته حقيقة عندما صرت أباً.
هل تشعر أنها كانت فتاة أحلامك؟
ليس بالمعنى التقليدي حتى بالنسبة إليها أتخيل الأمر نفسه. نحن تزوجنا بنضج وبعد فترة صداقة تحوّلت إلى حب. فبالتالي، المسألة مسألة قناعة وتكامل وهذه الأمور جعلتني أكتشف بالنهاية أنها هي فتاة الأحلام التي أريد أن أكمل معها حياتي. فتاة الأحلام ليست الأميرة التي نراها بالثوب الأبيض. وأعتقد أنني هكذا بالنسبة إليها ربما لم تكن تحلم أن زوجها سيكون ممثلاً. ولكنها الحياة. وفي هذا السياق، أتذكر واقعة جرت معي قبل زواجي ببضعة أعوام حيث صادفت مرة إحدى العرافات التي ذكرت لي أنني سأرتبط يوماً ما بفتاة تدعى لبنى وأنا لم أكن حينها على معرفة بلبنى بعد. علماً أنني أقول إنه كذب المنجمون ولو صدقوا. ولكن صودف وارتبطت بفتاة تحمل هذا الاسم.
هل كانت المرأة الأولى التي تعرض عليها مشروع الزواج؟
نعم. حقيقة كانت أول امرأة أعرض عليها الزواج بالرغم من أنني قبل لبنى كان لديّ علاقات عدّة.
لم يكن حبك الأول؟
لا. كان لدي علاقات. وكنت أتعرّف على العديد من أنواع النساء ولكن لم أعرض الزواج على إحداهنّ. وكان العكس يحصل معي أي أن البنات يعرضن الزواج عليّ. وأنا لا أحب ذلك. ولم أكن أشعر أنني جاهز مع أي منهنّ أو أن هذه هي المرأة التي سأكمل حياتي معها. بالنهاية، القرار أنا اتخذته واخترت شريكة حياتي.
كم كان عمرك عندما تزوجت من لبنى؟
32 عاماً وذلك في العام 2009.
هل ندمت مرة على قرار الزواج؟
لا. لو ندمت كنت تراجعت. نحن عملياً تزوجنا وبقينا خمس سنوات من دون إنجاب ولد نتيجة قرار اتخذناه. وخمس سنوات فترة طويلة لمعرفة إذا كان المرء ندم على الزواج أم لا. بقيت متمسكاً بها وهي أيضاً. بالرغم من مرورنا بظروف صعبة في حياتنا بعد الزواج، عاطفياً ومعنوياً. نحن خرجنا من بلدنا وأنا تعرّضت لمحنة بوفاة والدي في الفترة التي غادرنا فيها سوريا. وهذه المسألة سببت لي اكتئاباً وضياعاً حقيقياً. لبنى كانت داعمة لي في هذه المرحلة. هنا يشعر المرء أن هذا الشخص معه في السراء والضراء. والضراء أهم من السراء بالتأكيد. وكم يحبه هذا الشخص وكم يكون صادقاً وداعماً له. هذا ما جعلني أتمسك بلبنى أنها كانت معي عندما كنت أنا ضعيفاً وليس فقط عندما كنت قوياً. هي تعرفت عليّ وأنا معروف ولدي أعمال وبطولات والناس تعرفني. ولما ضعفت في فترة وكنت بلا عمل، كانت داعمة لي.
هل تخاف من الطلاق؟
لا أؤيده وأظل أحارب لمنع حصوله لاسيما في ظل وجود الولد سأحارب بيديّ ورجليّ. ولن أدع ابني يعيش في بيئة أو أسرة مفككة لأن ذلك يؤثّر على شخصيته. ولكن، بالنهاية، الطلاق قسمة ونصيب كالزواج هو قدر. ولكن كما ذكرت سأبقى أحارب طيلة الوقت لمنع حصوله.
اقرئي أيضاً:
التركية ألتشين سانجو: أرفض المشاهد الجريئة
أضف تعليقا