هل المرأة "القوية" خطر على العلاقة الزوجية؟

تعودت بعض النساء على طريقة إلقاء الأمر، أحياناً يصفها البعض "بالشخصية القيادية" التي نشأت على أن تكون مستقلة في العمل، وفي الحياة الشخصية، ويظهر تأثير هذه التربية على المرأة خلال العلاقة الزوجية، وعلى الزوجة "القوية أو المسترجلة" .

 

إقرئي أيضا  طرق الإستدلال على خيانة الزوج

 

تخلي عن كل الأسلحة

وتقول في هذا الموضوع الدكتورة منى عبد الهادي، استشارية الصحة الجنسية بجامعة القاهرة: "تواجه المرأة ذات الشخصية القيادية مشكلة أيضاً بعد الزواج؛ لأن في اعتقادها أن الزواج حرب، لا يجب التخلي خلالها عن كل الأسلحة، الأمر الذي يسبّب صدامات وحروباً". ويحدث هذا خاصة عندما يكون الجمود من طبيعة المرأة، لذا نجدها أحياناً تبحث عن رجل ضعيف الشخصية، لتقوده ويصبح القرار في يدها، فيلجأ الزوج، مدفوعاً بما سمعه من أبيه وأقاربه وأصدقائه عن صفات الرجل الشرقي، للعنف؛ فتبدو انفعالاته أكثر من المشاكل التي يواجهها، وتتحوّل الحياة لجحيم، وتكتشف المرأة سوء الاختيار، وأن زوجها غير جدير بالاحترام، وأنها لا تشعر معه بالأمان.

وتشير الدكتورة عبد الهادي إلى أن السبب في تلك الشخصية يرجع إلى نظام تربية خاطئ من الأهل نفسهم، يعتمد على أسلوب توجيه الأوامر بنوع من الصرامة والشدّة على الفتاة كلما كبرت وظهرت عليها معالم الأنوثة، وخاصة في ما يتعلق بملابسها وتصرفاتها. هذه التصرفات تنبع من خوف الأهل الزائد على الفتيات؛ حيثُ يرون أن القسوة نوع من الحماية والأمان للبنت، ويبثون فيها فكرة أنها كلما كانت مسترجلة وشرسة، تستطيع أن تدافع عن نفسها من المجتمع الخارجي، وخاصة مع انتشار التحرّش والاغتصاب، لذا نجد أن الآباء يشعرون بالإطمئنان إذا كان تكوين ابنتهم الجسماني نحيلاً، حيثُ لا تظهر عليها علامات الأنثى، فلا تتعرّض للمعاكسات.

 

امرأة صلبة

ومن جانبه يؤكد الدكتور مرسي عوض، استشاري العلاقات الأسرية بجامعة القاهرة، أن كثيراً من الزوجات يعتقدن أن "الأنوثة" هي ملابس وحركات جريئة. ولكن هناك مفهوم آخر أهم وأشمل: فالأنثى التي تلوح في خيال كل رجل هي كائن رقيق يتفجر بالعواطف، تغرقه بالأحاسيس الجياشة، يحتويها وتحتويه. ولكن عندما تتحوّل هذه الأنثى إلى كائن جاف خال من العواطف، تتباهى بأن تصف نفسها بأنها "ست صلبة"، وترفض الاعتراف بمشاعرها، وتعتبر أن أحاسيس الحب تجاه زوجها ضعف، وتتصرف مع أولادها بعنف، ويصفها زوجها بأنه يعيش مع "واحد صاحبه"، هي إنسانة ترفض الأنوثة، ولا تعترف بالرقة؛ وهذا خطأ، لأن الزوج يحب أن يرى زوجته ضعيفة معه وقوية مع الآخرين.

ويوجّه د. مرسي نصيحة للزوجة بأنه لا مانع من أن تكون لديك شخصية قوية؛ بمعنى أن تكوني مفكرة، ولديك حسن تدبير، وتتقني فن التعامل دون أن تتخلّي عن أنوثتك، أو كأن تلجئي إلى الصوت العالي، وفرض رأيك على زوجك. لأن الزواج عبارة عن لغة حوار تحكمها العاطفة. ويمكن إنجاح العلاقة الزوجية، حتى في غياب هذه العاطفة، بلغة تواصل جيد، لكن سينتابها بعض الفتور ولكن مع وجود الحب تكون العلاقة أكثر نموذجية.

ويضيف مؤكداً: "تعتبر العلاقة الزوجية الحميمة المتوازنة والمشبعة، أحد مرتكزات الحياة الزوجية السعيدة؛ ذلك أن معظم المشاكل الأسرية من طلاق وتفكك وخيانة وبرود عاطفي وعنف ترجع بالدرجة الأولى إلى صعوبات في التعبير الحميمي، في ذلك الوقت وتلك اللحظات الحاسمة قد يحدث ما يكون له أثر بالغ في حياتهما الزوجية، فيفككها من غير أن يشعرا".

 

إقرئي أيضا  إعادة بناء الثقة بعد الخيانة

 

أضف تعليقا