الحب الأبدي هل هو موجود؟

كل حكايات طفولتنا تنتهي بالجملة التالية: تزوجا وعاشا حياة سعيدة معاً إلى الأبد. لذا، لطالما اعتقدنا أن  الحب يستمر بوتيرة واحدة مدى الحياة... لكن، حين نواجه الواقع، نبدأ بطرح الكثير من التساؤلات بشأن هذا الاعتقاد، لا سيما حين نرى بأم العين الإحباط الذي يصاب به بعضهم وحوادث الطلاق التي تشهدها حياة بعضهم الآخر. فهل حب الحكايات مجرد كذبة؟ أين الحقيقة؟

 

الحب مدى الحياة... ممكن؟

من المفيد أن نطرح هذا السؤال لأن كل الناس يحلمون بأن يعيشوا علاقة زواج تستند إلى الحب. في البدء نشير إلى أنه ليس ضرورياً أن تؤول العلاقات طويلة الأمد إلى الفشل، فالثنائي السعيد موجود فعلاً وحقاً ولا شك في أن علاقة الزوجين هنا تقوم على المرونة، الاستماع وتجديد العلاقة بين الحين والآخر، فالمشاكل لا تحل من تلقاء ذاتها. إذاً على الحب أن يقترن بعوامل أخرى تساعده على الاستمرار.

 

اقرئي أيضاً العلاقة الزوجية... نصائح تضمن استمرارها

 

كيف يدوم الحب؟

إنه لأمر رائع أن نجد خريطة طريق نتبعها من أجل الحفاظ على الحب. لكن للأسف، لا وجود لهذه الخريطة! بل ثمة طرق مفيدة يمكن اتباعها:

- لكي يدوم الحب يجب أولاً السعي إلى الحفاظ عليه. لذا، من الضروري الانتباه إلى الذات وإلى الآخر.

- إعارة الاهتمام لتبادل العواطف: اتصال هاتفي للاطمئنان إلى الآخر، توجيه الكلام اللطيف له قبل الخلود إلى النوم أو ترك رسالة حافلة بالعواطف له على طاولة غرفة النوم أو المطبخ في حال مغادرة المنزل قبله، تحضير وجبة يحبها...

- الاعتراف بنظرة الآخر إلى الحياة واحترامها وتقبل رفضه لبعض الأمور التي نحبها.

- الاستماع إلى رأي الآخر دائماً، فبعد مرور 20  عاماً من الزواج ماذا سيتبقى في حال لم يكن الحوار سيد الموقف بين الزوجين؟

- الثناء الدائم على ميزات الآخر: مزاجه الهادئ، صبره، حماسه وحتى تلك النظرة التي يلقيها علينا صباحاً عند استيقاظه من النوم...

 

إنه الوقت!

هو الذي يكفل حلّ معظم المشكلات، فغياب العاطفة والملل وغيرهما مسائل عابرة وليست مشكلات صعبة. ولنعلم أن عدم الصبر الذي يتسم به الشريكان في علاقاتنا الراهنة إنما يجعل كلاً منهما يمزج بين ما هو مؤقت وبين الخلافات الجذرية. فالعلاقات الزوجية تمر عادة بسهول ومطبات وعلى الزوجين تقبل ذلك. بل أكثر من ذلك، لا يكون الثنائي حقيقياً إذا لم يعش حياته اليومية بالشكل المعتاد وإذا لم يمر ببعض نوبات الغضب...

 

ألعاب مشتركة

إليك هذه اللعبة المفيدة التي يمكن تكرارها في حال كان ذلك ضرورياً: التعبير على مسمع الآخر عن كل ما يجذبنا إليه على أن يقوم هو بالمثل. ويمكن، بين لعبة وأخرى، تغيير الصفات محط الإعجاب. كما يمكن طرح السؤال التالي: ما الذي يجعلك سعيداً إلى جانبي؟ وقد تجيبين بالتالي: أكون سعيدة معك حين تمسك بيدي أو حين تنظر إلي بحب... وهذه الألعاب تتيح التركيز على الجوانب الإيجابية في العلاقة كما تساعدنا على التوصل إلى الاستنتاج التالي: الحب يختبئ في المبادرات اليومية غير الملحوظة أكثر منه في الأحداث الكبيرة.

 

إقرئي أيضاً العلاقة الزوجية... 5 مفاتيح للسعادة

 

خلافات السنتين الثانية والسابعة ماذا عنها؟

يتحدث الكثير من الناس عن أن الخلافات تبدأ بالتصاعد بين الزوجين في السنة الثانية من زواجهما، وهي غالباً سنة ولادة الطفل الأول، ما قد يؤدي إلى الانفصال. كما يتحدث بعضهم عن خلافات السنة السابعة التي يسببها الروتين وتراجع الرغبة. في الواقع، ثمة أسباب قد تؤدي إلى اضطراب العلاقة بين الزوجين في هاتين السنتين: الانتقال من منزل إلى آخر، العودة إلى العمل بعد إجازة، البطالة، الحداد، بلوغ الأربعين، التقاعد،... لكن الأمر المطمئن هو أن الخلاف لا يعني دائماً عدم الاهتمام بالآخر أو اللامبالاة تجاهه، بل إنها قد تكون مجرد محطة يتم الانطلاق منها نحو حياة أكثر سعادة. أما المسألة الأكثر أهمية فهي الحوار الدائم مع الشريك، علماً أنه يمكن اللجوء إلى استشاري في حال تعذر ذلك.       

 

    

 

أضف تعليقا