هل البدانة تؤثّر على الضعف الجنسي أم تقوّيه؟

تضاربت الدراسات حول البدانة والعلاقة الحميمة فثمة دراستان أمريكيتان متناقضتان إحداهما تؤكد بشكل قاطع على أن البدانة هى سبب الضعف الجنسي لدى الرجال بجانب مجموعة عوامل أخرى، والثانية تناقض ما سبق تماماً، وتؤكد أن الرجال الذين يتمتعون بمستوى أعلى من البدانة لديهم مقدرة جنسية أعلى من الرجال الذين يميلون إلى الرشاقة.

 

فى البداية توصلت دراسة أمريكية حديثة، أجراها فريق طبي بأتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية، إلى دليل جديد يربط بين الإصابة بالسمنة وبين ضعف خصوبة الرجل، وقلّة فرصه فى الإنجاب.

وتقول الدراسة، التي موّلتها 3 جمعيّات أمريكيّة، هي معهد السرطان ومعهد أمراض القلب والرئة والدم وجمعية السرطان في الولايات المتحدة، أنّ الرجال الخاملين أكثر عرضة للعجز الجنسي من أقرانهم الذين يقومون بتمارين رياضيّة لمدة 30 دقيقة يوميّاً.

 

وصرّح الباحثون الأمريكيون بأنهم قد توصّلوا إلى دليل جديد يربط بين سمنة الرجل ونشاط حيواناته المنويّة، حيث تبدأ حالة الحيوان المنوي فى التدهور عند إصابة الرجل بالسمنة والبدانة. كما أن الوزن الزائد للرجل قد يجعله غير قادر على الإنجاب بسبب عدم كفاءة حيواناته المنويّة.

 

وكانت مجموعة من الأطباء المتخصّصين، فى عيادة تناسليّة بأتلانتا، قد قامت بتحليل الحيوانات المنوية لعيّنة من الرجال يصل عددهم إلى حوالى 500 رجلاً، ووجدوا أن هناك ارتباطاًَ مباشراً بين مؤشر كتلة الجسم، وبين حجم وكفاءة الحيوانات المنويّة، وأكّدوا على وجود علاقة مباشرة بين ارتفاع هذا المؤشر وكفاءة الحيوانات المنويّة. ويقول الباحثون إنّ السمنة تجعل عدد الحيوانات المنويّة أقل من المطلوب لتلقيح البويضة، كما أشاروا إلى أنه حتى في حالة التلقيح، تزيد فرصة الإجهاض بسبب ضعف الحيوان المنوي.

وأوضح الباحثون في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للطب التناسلي بسان أنطونيو في الولايات المتحدة، أنّ نتائج هذه الدراسة توضح سبب ضعف الإخصاب عند الرجال البدناء في دول أوروبا.

 

اقرئي أيضاً تأثير أنانية الرجل على البرود الجنسي للزوجة

 

مقاس الخصر الأكبر

ويقول العلماء الذين أجروا البحث إنّ الرجال الذين يبلغ مقاس خصرهم 42 بوصة معرّضون للعجز الجنسي أكثر بمعدل مرّتين من الرجال الذين يبلغ مقاس الخصر لديهم 32 بوصة.

وتوصّلت الدراسة التي أجريت على ألفي رجل تبلغ أعمارهم بين 51 و88 سنة إلى أنّ 34% منهم يعانون من ضعف جنسي، و كان مقاس خصر هؤلاء أكبر من مقاس خصر الباقين.

ومن جهة أخرى كشفت دراسة أمريكيّة جديدة لجامعة هوفلاند وتدعم الدراسة السابقة أن تخفيف الوزن يمكن أن يحقّق مكاسب كبيرة في غرفة النوم.

واقترحت الدراسة التي شملت 161 امرأة بدينة، و26 رجلاً بديناً، ودامت لمدة سنتين، بأنّ الأشخاص البدينين واجهوا نسباً عالية جداً من الصعوبة في نوعيّة حياتهم الجنسيّة. وجمع بينكس هوفلن المشرف على الدراسة معلومات حول: الشعور بعدم الجاذبيّة، انعدام الرغبة الجنسية، التردّد في نزع الملابس، تفادي الاتصال الحميمي الزوجي، صعوبة الأداء الجنسي، وانعدام المتعة.

 

 

قدرة أفضل للرجال الأكبر حجماً

في المقابل، تقول لونا ساندون، ناطقة بإسم جمعية الغذاء الأمريكيّة وأستاذة مساعدة في التغذية السريريّة في المركز الطبي الجنوبي الغربي لجامعة تكساس، في دالاس: " المهم بغض النظر عن البدانة، هو نوعية الحياة الجنسيّة الأفضل."  فقد أفادت دراسة أمريكيّة أعدّتها جمعية الغذاء الأمريكية أنّ الرجال الذين يتمتعون بمستوى أعلى من البدانة لديهم رغبة بممارسة العلاقة الزوجيّة ومقدرة جنسيّة أعلى من الرجال الذين يميلون إلى الرشاقة، وذلك بناءً على دراسات معمّقة للهورمونات تم إجراؤها عن السمنة.

أفادت الدراسة أنّ الرجال الأكبر حجماً لديهم شهوة جنسيّة أكبر، وذلك لوجود علاقة بين هورمون الجوع ووجوده بكثرة في الأعضاء التناسليّة عند الرجال.

 فقد تبيّن أن لهذا الهورمون فائدة أخرى وهي مساعدة العضو الذكري على التضخّم، كما أن له فوائد في مساعدة الجسم على إنتاج ونقل الحيوانات المنويّة.

 

اقرئي أيضاً أطعمة تزيد رغبة زوجك الجنسيّة

خطر بكل المقايس

من جانبه يشير الدكتور حمدي سامي ناصر، استشاري التغذية والسمنة بجامعة الأزهر: "لا شك فى أن البدانة خطرة صحّياً بكل المقايس وليس على الصحة الجنسيّة فقط. فكلما شعرنا بالرضا عن جسمنا كلما استمتعنا بحياتنا الجنسيّة. وإذا لم تكن مرتاحاً بجسمك كما هو، فمن المحتمل أن لا تشعر بالراحة وأنت تشاركه مع شخص أخر. فقد يساعدك فقدان الوزن الزائد في الشعور بايجابيّة تجاه نفسك، إنّ التمارين الرياضيّة المنتظمة، يمكنها أن تساعدك على الحصول على الجسم الذي تشعر به بالراحة، حتى دون فقدان الوزن."

 

 

العوامل النفسية

ولا بدّ من التأكيد على أهميّة العوامل النفسيّة في نشوء الاضطّرابات الجنسيّة عند الذكور والإناث. والإحصائيّات القديمة تبيّن أنّ 90 % من صعوبات التضخّم الذكوري سببها نفسي، والدراسات الحديثة تؤكد أن نسبتها ما بين 50 و 65 %.

والأسباب النفسية عديدة: منها المشكلات الزوجيّة والعائليّة، القلق والاكتئاب، العقد الجنسيّة، الخوف من الفشل والشعور بالذنب، ضعف الثقة بالنفس، التجارب الجنسيّة الخاطئة، وغير ذلك. ويعتمد العلاج الجنسي على تبديد المخاوف وتعديلها، وتصحيح المعلومات الخاطئة حول الأمور الجنسيّة، وعلى إزالة الحساسيّة السلبيّة المرتبطة بالأداء الحميمي، وعلى عدد من التدريبات المشتركة مع الشريك الزوجي بهدف إعادة الثقة والأمان بينهما، وإعادة الاستجابة الطبيعيّة.

 

أضف تعليقا