أراء النقاد: تكرار للشخصيات في الدراما المصرية رغم الاختلاف في الأفكار

بالرغم من اختلاف الأفكار والموضوعات المطروحة في مسلسلات رمضان 2016، إن أن تكرار الشخصيات كان بارزاً في الدراما المصرية لهذا العام. هناك تشابه في بعض الأدوار مثل دور المحامية ودور المريضة النفسية الذي يتكرر في العديد من المسلسلات. "الجميلة" تستطلع آراء النقاد بالدراما المصرية:

الناقد أحمد سعد الدين وتعليقاً على الدراما المصرية قال: «إن هناك العديد من الظواهر المنتشرة هذا العام في دراما رمضان، وهي وجود أكثر من مسلسل يتحدث عن المرضى النفسيين، كما يجسد العديد من الفنانات شخصية المحامية في مسلسلات أخرى، إضافة إلى البعد عن الدراما الاجتماعية». مضيفاً: «إن مسلسل «ليالي الحلمية» عليه علامات استفهام. فهو لا يقارن مع الأجزاء السابقة من حيث مستواه الفني الأقل بكثير. أما مسلسل «الكيف» فهو استمرار لحالة الفشل التي تنتاب المسلسلات المأخوذة عن أفلام. إضافة إلى ذلك، هناك مسلسلان لمطربين وهما محمد منير الذي يقدم مسلسل «المغني». ويعتبر مسلسله مجموعة «كليبات» تحكي مشواره. ولكن منير دائماً يلعب في منطقة خاصة به؛ لأن له جمهوره الذي سيشاهده أياً كان العمل الذي يقدمه، وذلك بالرغم من سوء مستوى العمل. وهناك المطربة لطيفة في مسلسل «كلمة سر» وهي حتى الآن لم تقدم شيئاً يثبت أنها ممثلة".
من جهة أخرى، قال أحمد سعد الدين: «يسرا الحصان الرابح في رمضان هذا العام في مسلسل «فوق مستوى الشبهات». ففي الوقت الذي كانت تظهر فيه بصورة المثالية أو الملاك على مدار عشر سنوات، قامت هذا العام بتغيير جلدها بالكامل وشكلت صدمة للجمهور بجريمة قتل من الحلقة الأولى وجزء شرير في شخصيتها، مما جذب الجمهور إضافة إلى إبداع المخرج هاني خليفة». أما ليلى علوي فقدمت شخصية تعاني اضطراباً نفسياً في مسلسل «هي ودافنشي». فهي محامية تعاني من وجود شبح في حياتها مما جعل أداءها مبالغاً به بالرغم من أن قصة العمل جيدة.

أما نيللي كريم وبالرغم من الكيمياء بينها وبين الكاتبة مريم نعوم، إلا أن العمل يواجه مشكلة. فعلى مدار أربع حلقات من مسلسل «سقوط حر»، التزمت نيللي الصمت المطبق ما أضاف حالة من الملل. وأضاف سعد الدين: «كما أن هناك جيلاً آخر ينافس بعضه وهو يحيى الفخراني الذي يعمل مع الكاتب عبد الرحيم كمال منذ سنوات ويختاران منطقة خاصة بهما ويجدد فيها الفخراني بإبداع شديد في مسلسل «ونوس». وفي المركز التالي من جيل الكبار، محمود عبد العزيز فنان ذكي جداً ويظهر كل عامين. وفي هذا العام، لعب على المضمون حيث قدم في مسلسل «راس الغول» دور الهارب الذي تتعاطف معه الناس، إضافة إلى خفة دمه وحجم القبول الكبير له عند الجمهور. أما الجديد عند عادل إمام فهو إعطاؤه مساحة للممثلين المشاركين معه في «مأمون وشركاه»، مع أن خيوط المسلسل لم تظهر بعد. وما يقلق أن يوسف معاطي عندما يفتح قضية لا يدخل أحياناً للأعماق ويناقشها بسطحية.
فيما مسلسل «جراند اوتيل» ورغم الجهد المبذول فيه، إلا أنه نسخة من مسلسل إسباني. ولكن به مجهود وشكل جيد. وأزمة مسلسل «الميزان» أنهم مصرّون على تناول قصة سوزان تميم وهشام طلعت. أما «أفراح القبة» فمسلسل مأخوذ من قصة نجيب محفوظ وأداء منى زكي جيد جداً وإخراج محمد ياسين ممتاز. والعمل سينجح بعد رمضان ولكن أداء جمال سليمان فيه مخيّب.

ويتابع سعد الدين: «أما الممثل بيومي فؤاد فشارك في ما يقرب من 7 أعمال. وهذا لن يخدمه لأن ظهوره بهذا الشكل المكثف سيتسبب في ارتباك المشاهد. وسيكون له مردود عكسي لدرجة أنه لقب بحسن حسني الجديد. والطريف أن حسني شارك في مسلسل واحد هذا العام.

وأعتبر أن يسرا وطارق لطفي يعتمدان بشكل كبير على الإخراج المتميز مما يضيف مكانة أعلى لأعمالهما». وأضاف: «لمحمد رمضان جمهوره الذي يتقبل منه أي شيء. ولكن التقييم العام لمسلسله «الأسطورة» سيكون بنهاية المسلسل. وبالتأكيد، العمل يحقق نسبة مشاهدة عالية». وأضاف سعد الدين: «أما مسلسل "نيللي وشيريهان" فهو بمثابة إعادة لمسلسل «بكيزة وزغلول» مع خفة دم إيمي وسمير غانم اللتين تعتبران من أهم ميزات المسلسل خاصة أنهما الوحيدتان اللتان أصبحتا نجمتين بدون مساعدة أهلهما. في حين أن مسلسل «الخروج» عنده مشكلة بالنسبة لأداء الفنانين ففيه تصنع مع أن قصته حلوة. ويوسف الشريف والمخرج أحمد نادر جلال على مدار خمس سنين مصران على تقديم التيمة الغربية بشكل جيد جداً ولكن مسلسلهما «القيصر» مظلوم في المشاهدة». بشكل عام، لا أرى شيئاً مميزاً وقوياً في دراما هذا العام. فالمحامية والمريضة النفسية تكررتا كثيراً والاستظراف موجود في أكثر من عمل. والشيء الجيد هذا العام هو مشاهد الأكشن والمطاردات التي تم تصويرها بكاميرات التصوير المتطورة.
ماجدة موريس: لا يوجد نجم
من ناحيتها، قالت الناقدة ماجدة موريس إن هناك تطوراً كبيراً في الدراما هذا العام. أما «أفراح القبة» فيعمل في منطقة مختلفة تماماً وكذلك «ونوس». كما تتطرق المسلسلات للمجتمعات الجديدة والطبقة الغنية التي تعيش في «الكمباوند» (المجمّعات) مثل مسلسل يسرا في «فوق مستوى الشبهات» حيث يعرض ما يمكن أن يعانوا منه. من الظواهر أيضاً تقديم شخصية المحامية والمرضى النفسيين. ووجود المحامية ليس أمراً سيئاً. فهو استعادة لشخصيات يجب أن تقدم في إطار الدراما لما فيها من ثراء. ولكن، بالتأكيد، كل من غادة عادل ودرة وليلى علوي في اختبار صعب. كما نلاحظ أيضاً رجوع مراكز القوى في "ليالي الحلمية" و«الميزان» و«7 أرواح"

وتفتقد الدراما هذا العام لوجود مسلسل كوميدي حقيقي. فحتى الآن لم أفهم ما الذي يريد القائمون على مسلسل «نيللي وشيريهان» قوله. كما أن هناك استسهالاً في مسلسل «صد رد».

وعن الفنانين والفنانات الأهم في دراما رمضان هذا العام، قالت موريس: «هناك غادة عادل التي تقدم دوراً رائعاً جداً في «الميزان» وكذلك يسرا مجتهدة جداً في دور الشريرة في «فوق مستوى الشبهات»، والثنائي شريف سلامة وظافر العابدين في «الخروج». فالدوران ممتازان. ولكن، حتى الآن، لا يوجد نجم. أما منى زكي فقدمت ما لم تقدمه في كل أعمالها. فيما قدم إياد نصار دورين شديدي الاختلاف حيث يصيبك بالقلق بشدة لفساده وإجرامه في «7 أرواح»، وفي «أفراح القبة» يريد أن يعيش حياة بسيطة بدون أي مسؤوليات.

وكذلك سوسن بدر مختلفة في «أفراح القبة» تماماً وجمال سليمان ذكرني بالممثل سليمان نجيب بشموخ وضبط إيقاع العمل. وخالد النبوي في «7 أرواح» في حالة جيدة ويبذل مجهوداً جسمانياً كبيراً. وهالة صدقي متميزة في مسلسل "ونوس" كذلك يحيى الفخراني الذي يظهر بشخصية مراوغة جداً بقدر ما تثير البسمة تثير الانزعاج حيث يقدم دور «الشيطان» ببراعة. أما حنان مطاوع فتقدم فيه دوراً متميزاً جداً وتهتم بالشخصية القلقة السوداوية الخائفة على ابنها المريض. ولكن حتى الآن، لا أعرف ما يريده مسلسل «الأسطورة» فهو ليس من الأعمال التي يمكن الحكم عليها بسرعة. ويجب متابعته حتى النهاية ويكون جيداً إذا استطاع أن يثير انتباه الجمهور. أما "شهادة ميلاد" فهو من الأدوار الجيدة لطارق لطفي، خاصة أن الدراما البوليسية لابد أن تشاهدها حتى النهاية، كما أن المطاردات رائعة والموسيقى جيدة وإدارة المعارك جيدة.

اقرئي أيضاً:

لهذه الأسباب.. أجبرت الرقابة صناع مسلسل "الأسطورة" وضع علامة "+ 16" على حلقاته

جمال سليمان ومنى زكي في "أفراح القبة"

"سمرقند" خفايا وأسرار... خلطة لبنانية جزائرية سورية

 

أضف تعليقا
المزيد من سينما وتلفزيون