نصائح للتخلّص من مرض الشراهة

يفقد الكثير من الأشخاص شهيّتهم في حالات الحزن والاكتئاب، بينما يأكل آخرون بنهم عندما يصابون بهذه الأعراض. هذا ويستخدم بعضهم الأكل كوسيلة للتعبير الوجداني الذي ينتابهم في أوقات القلق والضغوط النفسيّة، حيث يفرّغون همّهم كلّه في الطعام، فيلتهمون كلّ ما تقع عليه أيديهم بشراهة فائقة، ولكنْ سرعان ما تنتهي هذه الحالة فور عودة الاستقرار إلى نفسهم المكتئبة.

إليك ما يقوله الاختصاصيّون والأطبّاء عن هذه الحالة النفسيّة.

 

 

أسباب نفسيّة تؤثّر على الجسم

يوضح الدكتور أحلام علي، استشاريّ علم النفس في جامعة القاهرة، إلى ارتباط الحالة النفسيّة بالإحساس بشراهة الأكل، لافتاً إلى أنّ علاقة الأكل بالاكتئاب واضحة: "هي نوع من العدائيّة قد تكون موجَّهة إلى الداخل أو الخارج. وإذا كانت حالة العدائيّة هذه موجّهة إلى الداخل، فهي تجعل صاحبها يمتنع عن الأكل، ليدمّر بذلك مخزون الغذاء في خلايا جسمه".

 

 

وجبات دسمة

من جانبه، يؤكّد الدكتور خالد منصور، استشاريّ التغذية، أنّ الكثير من السيّدات يُصبن بالشراهة لإخراج العدائيّة المشحونة في داخلهنّ، وكنوع من التعبير عن إحساسهنّ بالضيق ورغبتهنّ في تحطيم شيء معيّن. كما أنّ الظروف الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً في إصابة المرء بالشراهة، لأنّ "الأكل قد يكون تعويضاً عن العاطفة التي حُرم منها في الطفولة، بسبب عدم التضامن الأسري أو غياب أحد الوالدين".

وتكون الشراهة في تناول الطعام عادةً أقوى وقعاً على المرأة، حيث تستخدمها كوسيلة للتنفيس عن غضبها، وعن قلقها وتوتّرها.

كما ويؤكّد الاختصاصيّ على ضرورة الإلتزام بمواعيد طعام منتظمة، حيث يعتبر أنّ العلاج الوحيد للشراهة هو ضبط النفس، والاهتمام بتنويع الطعام، وتناول كمّيات مناسبة من دون إفراط، والتخلّص من القلق من خلال ممارسة هواية معيّنة كالقراءة والرياضة.

 

 

الشباب والضغوط

من ناحيته، يرى الدكتور ابراهيم جميل أمين، أستاذ الأمراض الداخليّة وأمراض القلب في طبّ القاهرة، أنّنا نعيش في عصر مليء بالضغوط والتوتّرات، معتبراً الشباب أكثر الناس تعرّضاً لها، خصوصاً مع تزايد طموحاتهم وأحلامهم وعدم قدرتهم على تحقيقها. فالانتظار والقلق يصيبان الشباب بالشره والإفراط في الطعام والسمنة، ما يؤدّي إلى أمراض عديدة، أهمّها أمراض القلب وضغط الدم.

ويلخّص الإختصاصي أسباب الشراهة في ثلاث كلمات: الملل والإحباط والقلق، حيث يجب التخلّص منها لعلاج هذه الحالة.

ويحذّرالدكتور ابراهيم جميل أمين من الإقتراب من الطعام في لحظات الغضب والحزن، إذ يصيب ذلك المرء بالبدانة وأمراض السكّري والقلب، حيث تشير الأبحاث العلميّة الحديثة إلى أنّ السعادة والبهجة هما مفتاح الرشاقة.

 

يؤكّد الدكتور فوزي الشافعي، أستاذ التغذية في المركز القومي للبحوث، على وجود علاقة مباشرة بين الشهيّة والجهاز العصبي المسؤول عن الحالة المزاجية، إذ يقول: "في حالة التوتّر، تزيد نسبة إفراز مادّة الأدرينالين، فيزيد معها معدّل توليد وحرق الطاقة. وبالتالي، يستنفد الجسم مصادر الطاقة الموجودة في الطعام، ويصبح بحاجة إلى كمّيات أكبر منه. بينما في لحظات السعادة، لا يشعر المرء بالرغبة في تناول الطعام لأنّه يكون مشغولاً بحالة السعادة ومسبّباتها، وهذا ما يُطلَق عليه الامتناع اللاإرادي".

ويلفت الدكتور فوزي الشافعي إلى أنّ هناك أشخاصاً يفقدون شهيّتهم في حالات الحزن والاكتئاب، فيما آخرون يأكلون بنهم عندما يُصابون بهذه الأعراض. ويشير أيضاً إلى أنّ هناك حالة من الاكتئاب تُعرف باسم "البوليميا" تنتشر بين الفتيات والسيّدات، يصاحبها نَهَم ورغبة في الأكل باستمرار ومن دون تحفّظ، وعدم القدرة على الامتناع عن الطعام؛ ما يسبّب زيادة في الوزن، كنتيجة أيضاً لقلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.

 

أضف تعليقا