العلاج بالخلايا الجذعيّة من دون عمليات

العلاج بالخلايا الجذعيّة أحدث ثورة في عالم الطب: لا دواء... ولا عمليات جراحيّة خطيرة... ونسبة شفاء عالية، لا مجال للجدل فيها. هذا ما تَوافق عليه خبراء جراحات الأوعية الدمويّة.

 

دورالخلايا الجذعيّة

يؤكّد الدكتور حسن سليمان، استشاري جراحات الأوعية، وجراحات توسيع الشرايين، أنّ الخلايا الجذعيّة هي خلايا داخل جسم الإنسان، ولها القدرة على الانقسام إلى خلايا أخرى ذات خواص مختلفة، ودورها عبارة عن توفير قطع غيار أو خلايا بديلة لخلايا الجسم، بلا نهاية طالما بقي الإنسان حيّاً.

وعن انقسام الخليّة الجذعيّة تكون الخليّة الجديدة قادرة على البقاء كخلية جذعيّة أصليّة، تتحوّل إلى نوع آخر من الخلايا، كخلايا العضلات والعظام أو الشرايين أو الجلد أو المخ، أو كريّات حمراء للدم.

ولفت الدكتور سليمان إلى أنّ هناك نوعين هما: الخلايا "الجينيّة" و"البالغة"، وتعدّ أفضل الخلايا الجذعيّة على الإطلاق هى التي تأتي من المشيمة بعد الولادة، وهذه الخلايا يمكن انقسامها لعدد غير محدود في المعامل البحثيّة المجهّزة، والتي يطلق عليها "الجينيّة". كذلك تمّ الحصول على الخلايا "البالغة" من نخاع العظام البشريّة، والتي يمكن علاج الأعضاء، أو بعض الأمراض المزمنة، بها.

مثلاً في الوقت الحالي توجد خطورة شديدة نتيجة رفض الجسد الأعضاء المزروعة من مريض لمريض آخر، نتيجة تفاعل جهاز المناعة الخاص بالمريض الحاصل على العضو الجديد، لكن مستقبلاً، وباستخدام الخلايا الجذعيّة والمعالجة بالهندسة الجينيّة، يمكن توليد خلايا يمكن قبولها من جهاز المناعة بدون رفض، مما يزيد من نسبة نجاح عمليّات نقل الأعضاء.

وأضاف استشاري جراحات الأوعية أنّ دراسة الخلايا الجذعيّة من شأنها تفسير أسباب الخلايا السرطانيّة وتفهّم كيفية انقسامها، مما يفسّر أيضاً بعض الأمراض الخلقيّة لدى الأطفال وإمكانيّة علاجها.

 

اقرئي أيضاً علاج بالابر الصينية

 

تكوين الخلايا الجذعيّة

وأكد الدكتور نور الشمري استشاري الأوعية الدموية بكليّة الطب في جامعة الأزهر "في الوقت نفسه يمكن استخدام هذه الخلايا في علاج الشرايين وتصلّبها، خاصة وأنّ تصلب الشرايين يترتّب عليه حدوث ضيق شديد بالشريان، مما يؤثّر سلباً على وصول الدمّ بكمّية مناسبة للخلايا، وينعكس ألماً أثناء المشي نظرًا لعدم قدرة عضلات الساقين على الحركة، أو عدم قدرة عضلة القلب مثلاً على ضخّ الدم بصورة طبيعيّة في بعض حالات أمراض القلب. واستخدام الخلايا الجذعيّة خضع لدراسات عديدة لم تسفر عن حلّ نهائي فعّال بنسبة 100%، لكنّ العلماء توصّلوا إلى إمكانية حقن بعض الخلايا عن طريق الوريد، بعد ربطها ببعض الأجسام المضادّة لتثبيتها في عضلة القلب لتتمركز بها وتبدأ في التكاثر، فتتكوّن عضلة جديدة تنقذ المريض من ضعف عضلة القلب. أما شرايين القدم فيمكن حقنها مكان الشريان المسدود بالخلايا الجذعيّة لتبدأ بعمليّة تكوين شرايين جديدة.

ولفت أيضاً إلى أنّ المريض لا يلجأ إلى لعلاج بالخلايا الجذعيّة إلا في الحالات التي لا تستجيب إلى الأدوية أو الجرعات التقليديّة، خاصة وأنّ العلاج بالخلايا الجذعيّة هو من العلاجات المكلفة، وتتراوح مدّة العلاج من أسبوعين إلى ثلاثة .

 

أضف تعليقا