خطوات لمواجهة الملل الزوجي

بعد مرور أشهر قليلة على الزفاف، يطرح المتزوّجون أنفسهم هذا السؤال: كيف يستمرّ الحبّ ليصمد الزواج أمام شبح الروتين والجمود. خبراء العلاقات الزوجية ينصحون الزوجين بالصبر وبعدم الاستسلام، وبتجديد علاقتهما وعدم إهمالها على الرغم من مشاغل وهموم الحياة الدائمة...

 

 

قليل من الصبر

الحياة اليوميّة مليئة بالأحداث السريعة التي تصيبنا بالضغط والتوتّر. ويرى علماء النفس أنّ التعوّد على سلوك ما كلّ يوم هو ضرورة تفرضها علينا نظمنا الإقتصادية، والتي تتطلّب منّا نوعاً من الطاقة. وهذه الطاقة تزوّد فهمنا لكثير من الحقائق، لذلك لا بدّ من أن نجعل من التكرار وسيلة نهدف من خلالها إلى التطوّر، الذي يخرجنا من دائرة الروتين. فلا بدّ من المثابرة والتمرّد على الملل، على أنّ هذا لن يتحقّق إلا بالصبر وتغاضي كلّ طرف عن أخطاء الآخر.

 

 

قضاء وقت ممتع مع المقرّبين

مشاغل الحياة اليومية تباعد بين الأصدقاء، الذين تجمعهم ذكريات جميلة، وتجعلهم أحياناً لا يلتقون أو حتّى يتواصلون مع بعضهم هاتفياً... ولكنْ عندما يتمّ اللقاء بينهم، يكون بالعادة ممتعاً وشيّقاً. لِم لا تقومان بالمبادرة، من خلال دعوة مجموعة من الأصدقاء المشتركين إلى حفلة عشاء؟ إنّ مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تبعد الرتابة بين الزوجين، لأنّهما بذلك يقضيان أوقاتاً مسلّية بعيداً عن الهموم، ومع أصدقاء أو مقرّبين تجمعهما بهم الذكريات الطيّبة.

 

 

الحميميّة بعيداً عن الرتابة

"إذا بدأت الرتابة تتسلّل إلى الحياة العاطفية، يجب اقتراح أشياء جديدة"، يقول الدكتور شريف المكاوي، استشاري العلاقات الزوجية، مضيفاً إلى أنّه يمكن ممارسة العلاقة الحميمة في أماكن غير متوقّعة، خارج غرفة النوم. فالتنويع يحفّز حياتنا الجنسية، وبعض الرجال يشتاقون للعلاقة الحميمة في منتصف النهار، وبكلّ تلقائية.

كذلك يجب عدم تجاهل مزايا التدليك، فهو ليس مجرّد مسّاج للعضلات وإضفاء شعور بالراحة والاسترخاء، إنّما بالنسبة لزوجك تعبير عن الحبّ .

 

 

عشاء خاصّ في يوم لا يُنتسى

تقول الدكتورة منى رضا، استشاريّة الطبّ النفسي: "مع مرور الأيّام، تقلّ اللمسات في حياة الزوجين لكثرة المسؤوليات". فتنصح الرجل: "إذا دعتك زوجتك إلى عشاء خارجاً، لا تتردّد في القبول. ومن الأفضل اختيار المطعم أو المكان الذي تجمعكما به ذكريات الخطوبة. فستخفّف هذه الليلة من أيّ أعباء عائلية أو هموم مهنيّة. ومثل هذا العشاء الخاصّ فكرة رائعة لزيادة التواصل بين الزوجين.

 

 

ليلة على أنغام الموسيقى

انتقي قرصاً مدمجاً CD فيه قطع موسيقية تحبّان أن تستمعا إليها واسهرا على أنغامها بعد يوم شاقّ في العمل. فالموسيقى الراقية ترفع معنويّاتكما وتنقلكما إلى عالم خالٍ من الهموم اليوميّة.

 

 

استراحة قصيرة على الشاطئ

تشير الدكتورة منى رضا إلى أنّ الفنادق العالمية تقدّم عروضاً مخفّضة في المواسم والأعياد وللشركات. انتهزا هكذا فرص، واحجزا غرفة، لتستمتعا بجمال البحر ليوم أو يومين، في الأوقات غير المزدحمة بالزوّار والسيّاح. ستزيح الأجواء السياحية عنكما الهموم والمشاكل، وسوف تعودان صافِيَي الذهن مع معنويّات عالية ورؤيا جديدة لتطوير علاقتكما الزوجية.

 

 

الابتسامة والكلمة الحلوة لحياة هنيئة

يُعتبر العبوس من أهمّ الأمور التي تثير المشاكل بين الزوجين، على حدّ قول منى الرفاعي، استشاريّة العلاقات الأُسريّة وأستاذة علم النفس التربوي في جامعة الأزهر. فلو دخل الرجل منزله ورأى زوجته عابسة في وجهه، سيشعر بالضيق ويتمنّى لو يخرج مرّة أخرى، كي لا يرى هذا الوجه العابس. لذلك على المرأة أن تبتسم في وجه زوجها، خصوصاً عند رجوعه إلى المنزل أو لدى ذهابه إلى العمل صباحاً، فالابتسامة والترحيب والكلمة الحلوة تضمن لك الحياة الهنيئة. والأمر نفسه ينطبق على الزوج.

 

 

جدّدي مظهرك

أهمّ ما يفسد العلاقة الزوجية، وخصوصاً بعد الإنجاب، إهمال الزوجة نفسها، وانشغالها عن الاهتمام بمظهرها وأناقتها في واجبات المنزل. تدرك الزوجة الذكيّة كيف توفّق بين وظائفها المنزليّة وأطفالها وبين متطلّبات زوجها. اسعي إلى تغيير إطلالتك من وقت لآخر، من خلال مواكبة أحدث صيحات الموضة ومستحضرات التجميل.

 

 

الاسترخاء والإصغاء

"بعض الرجال يجدون في السرير مكاناً مثاليّاً للتحدّث عن أشياء لا يخوضون فيها في ظروف أخرى"، تقول الإستشارية منى الرفاعي . ما يعني ضرورة الإصغاء إلى ما يقول الزوج في هذا الوقت بالذات. ووجود الزوجين معاً في الفراش يكون في الغالب الفرصة الوحيدة للكلام والاستمتاع بما يخالج الطرفين من مشاعر وأحاسيس، وأسوأ ما يمكن حدوثه هو الانصراف عن ذلك الكلام بمحاولة تغيير الموضوع أو القراءة أو مشاهدة التلفاز أو الانشغال عن الآخر بتصفّح الإنترنت، لأنّ ذلك يعني عدم حصول أيّ منكما على الدعم العاطفي الذي يحتاجه.

 

أضف تعليقا